• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022

    الغانمي يدعو إلى لغة معيارية جديدة تحافظ على هوية العربية.

     


    كتبت : ساهرة رشيد

    تصوير: صالح البهادلي

    دعا الناقد والمترجم العراقي الكبير المقيم في أستراليا سعيد الغانمي إلى الحفاظ على اللغة العربية وهويتها من خلال مواجهة مخاطر وسائل الاتصال الحديثة عبر إيجاد لغة معيارية جديدة توفق بين اللغة العربية الفصحى وبين اللغة السائدة في مواقع التواصل الإجتماعي، محذرًا من أن العربية شأنها شأن اللغات الأخرى معرضة للزوال.

    وشدد الغانمي خلال ندوة ضيفته فيها دار المأمون للترجمة والنشر صباح يوم الخميس الموافق 22/12/2022 على قاعة طارق العبيدي

    للحديث عن "اللغة ومشكلات العصر" في إطار الإحتفاء بيوم اللغة العربية، شدد على ضرورة أن تسعى النخب إلى إيجاد لغة معيارية جديدة بمواجهة اللغة السائدة في الوقت الراهن بين الناس خلال إستخدامهم التقنيات الحديثة.

    ولفت الغانمي في بداية الندوة، التي حضرها وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار السيد قاسم السوداني ومدير عام دار المأمون السيدة إشراق عبد العادل

    ورئيس الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد علي الفواز وعدد كبير من الضيوف، إلى أن الإحتفاء باللغة العربية لم يتجاوز كونه إحتفاءً بيانيًا خطابيًا يبرز القضايا والجوانب الإيجابية ويغفل الجوانب السلبية التي يجب تشخيصها، بينما ظهرت مع تطور العصر الحاجة إلى تجديد أطر اللغة. وتوقف الغانمي عند الإشكالات على المستويات اللغوية والكتابية المتعددة التي باتت تواجه اللغة العربية بعد ظهور وسائل الإعلام والإتصال بشكل كبير، الأمر الذي يحتم التوصل إلى وضع قوانين خاصة تحفظ للغة مكانتها وهويتها، مضيفًا أن هذا الأمر يرتبط قطعًا بفاعلية التعليم والبنية المعرفية وقوة الجانب الإقتصادي والعامل الترجمي لكي تكون اللغة العربية لغة يعتد بها عالميًا. 

    وفي مداخلة له تناول وكيل وزارة الثقافة الموضوع من جانبه الإجتماعي والوضع العام. ولفت السوداني إلى أن بعض الأوساط تعد اللغة العربية نرجسية بسبب ممارسات النخبة، كما أشار إلى الجدلية بين النفوذ والسلطة التي تجعل كفة اللغة تميل إلى جهة الفئة الحاكمة وأيضًا شيوع صرعة التحدث بلغة أخرى التي تحدث خطرًا يتهدد اللغة العربية. وتابع أن العالم العربي لاسيما في بلدان المغرب العربي أصبح يدرك خطورة وأهمية اللغة في تحديد الهوية. 

    من جهته أكد الفواز أن الموضوع سيظل إشكاليًا في ظل الثنائية الجدلية بين المعيارية والتلقائية لأن اللغة العربية تعاني من الإزدواجية بين اللغة الرفيعة واللغة المقبولة التي يتكلم بها الناس، وهذا ما خلق هوة كبيرة يجب العمل على ردمها وتقليل المسافة بين مستوى الشارع التلقائي وبين مستوى النخب الراقي. ومضى قائلًا إنه حتى على مستوى الترجمة يجب أن تؤدي اللغة دورًا في تقريب اللغة المنقول منها أو إليها وضخ دماء جديدة.

    وفي ختام الندوة أكدت مدير عام دار المأمون إشراق عبد العادل أهمية مثل هذه المحاضرات في ظل التحديات التي تواجهها اللغة العربية المتأتية من إنتشار وسائل الإتصال الإجتماعي. وتابعت أن هذا الأمر مسؤولية جماعية لا تقتصر على المؤسسات بل ينبغي أن تتضافر الجهود الجماعية مع جهود الأفراد لردم الهوة بين هذين النوعين من اللغات. كما أشارت إلى عدم تحديث المعاجم العربية بما يتناسب مع القفزات التي شهدتها اللغات المحكية مما يخلق مصاعب أمام المترجم.  

    وحضر الندوة التي شهدت مداخلات قيمة أخرى عدد من الضيوف وشخصيات ثقافية وأكاديمية من بغداد والمحافظات إضافة إلى منتسبي دار المأمون.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الغانمي يدعو إلى لغة معيارية جديدة تحافظ على هوية العربية. Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top