أعتقد أن مصر بعد 30 يونيو 2013 باتت فى طريق مختلف
قوامه ( التنمية وفق إرادة حرة ) ؛ لهذا كان الانفتاح شرقا وغربا شمالا وجنوبا بعد أن كانت رهينة الولايات المتحدة الأمريكية ، وأعتقد أن هذا التحرر تمليه متطلبات الواقع ومتغيراته والتى أضحت سريعة وتتجه نحو إذابة الحدود وأيضا المبادئ بعولمة أسماها البعض ( الاستعمار الجديد ) !؟
ولعل التجربة لهذا الخطر الجديد بدأ مع الدول العربية بما أطلق عليه ( الربيع العربى ) وظهر جليا فيما تبنته امريكا من سياسة (الفوضى الخلاقة) ووضح مع سقوط بغداد سنة 2003 بغية إعادة تقسيم المقسم وتفتيت المفتت على أسس عرقية ومذهبية وطائفية ؛ ليستمر التآكل
والاضمحلال ومن ثم تضيع الحدود والمعالم وتنتهى الدول العربية ؛
لهذا فإن المعركة التى نواجهها ذات مفردات مختلفة ؛
ومن ثم تطلب مواجهة أيضا ذات مفردات مختلفة للحفاظ على
الدولة كوطن جامع لكل من يعيش عليه وفق حدود وثوابت
مستقاة من هويته المميزة؛ ((فمصر الإسلامية الآن)) ؛ خلاصة حضارات شتى يونانية وقبطيةوفرعونية جميعها صهرت فيما شيد على يد فاتحها ((عمرو بن العاص)) والذى استطاع أن يحدد معالم(( الهوية المصرية)) ببراعة وعظمة هضمت كل الحضارات ؛
فى شخصية إنسانية ذات أخلاق كريمة تستوعب القبطى واليهود ى واليونانى والرومانى؛ واستطاعت الحضارة الإسلامية فى أوج نهضتها أن تكون مشعلا مضيئا للإنسانية فى كل مكان وزمان ؛
ولما كنا نعانى(( انتكاسة أخلاقية)) لما تعرض له إسلامنا على
يد أبنائه تارة ويد أعدائه تارة اخرى أودى إلى ((عقم اجتهادى))
((وتجمد عقل)) و بات مسلم اليوم تقريبا منغلقا سقيم الفهم للنصوص والمتغيرات ومن ثم بات عاجزا عن التعامل مع تلك المتغيرات وأصبحنا مرتع التخلف والتطرف والإرهاب وبيئة خصبة لكل عدو أو حاقد حتى رمى (( الإسلام العظيم )) بالإرهاب عن عمد بعد أن(( وضعوه)) فى خانة ((العدو الاستراتيجى)) لاسيما بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وانتهاء حلف وارسو لما يرونه
من انتشاره لديهم بمقومات أخلاقية عظيمة يخشون معه على عروشهم وكروشهم؛ !!!؟ ؛
لهذا فإن (( الصبر الاستراتيجي )) الذى انتهجته مصر (السيسى )مع الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد استيعاب قائد عظيم
لمفردات المعركة بوعى وذكاء؛
وهو ما دفع امريكا(( أمس)) فقط إلى إعادة المعونات العسكرية التى سبق وأن اوقفتها حفاظا منها على عدم خسارة ( مصر الجديدة ) بعد أن تأكد لها أن الانفتاح على الصين وروسيا وغيرهما ( توجه إرادة مصرية ) بغية التنمية والبناء والحفاظ على الدولة وإعادة مصر لريادة ( حضارية )؛
### لهذا فإن أصحاب الفكر والرأى والثقافة بات عليهم تبنى
((فكر جديد )) يتواكب مع مفردات هذه (( المعركة )) ومستلزماتها (( لبناء شخصية مصرية
حضارية)) فى إطار ثوابتنا وقيمنا ومن منظور(( فهم)) جيد لمتغيرات الواقع المتسارع ؛ وأحسب أن ماذهب إليه د. زكى نجيب محمود ( الفيلسوف المفكر ) رحمه الله :
(من أن احياءنا لتراثنا إنما يكون بالتزام تقاليده لا بتقليده ؛
فليس فقيه الدين هو من حفظ ما قاله الفقهاء السابقون
بل هو من درس ماقاله هؤلاء الفقهاء ليصوغ لنفسه فقها
كما صاغوا ولتكون له رؤية كما كانت لهم رؤية )
فنحن فى حاجة لرؤى مختلفة وجديدة
فى كل المجالات؛ وهو ما تتبناه الدولة أحيانا فيما أقدمت عليه من خطة عظيمة (( لنهضة التعليم)) لإعادة الفهم والفكر والاستنارة والوعى باعتبار أن هذا هو حائط ( الدفاع الجوى الجديد ) ضد صواريخ التغريب والميوعة والشذوذ والافشال ؛
نعم سادتى الاحتياج إلى ( الفكر الجديد ) بات ضرورة ( أمن قومى ) فسارعوا لكل مقوماته وتكاتفوا مع الدولة فى خطتها الواعدة بشأن تطوير التعليم لبناء الإنسان المصرى القوى
صاحب الفكر المستنير؛
لأن المعركة شرسة وتحتاج رجال من طراز (( مرابطين )) .
3/9/2018
0 comments:
إرسال تعليق