• اخر الاخبار

    الخميس، 22 أغسطس 2024

    لم تأخذ نصيبها حتى الآن وسط الفنون الأدبية ..القصة الومضة حائرة بين القديم والمستحدث..!!

     

     


    أيمن تغيلب: لا نستطيع أن نشير بالبنان إلى واحد فقط  ونقول هو مبتكرها فهذا وهم نقدى شائع.

    إبراهيم الشابوري: من المنطقي ظهور أجناس أدبية جديدة تتواكب مع تطور العصر

    عاشور زكي:   الإبداع الأدبي لا حدود له ولا ضفاف له

    عصام الحاج عزمي: مواكبة التطورات تلمس حاجة الأدب العربي لمثل هذه القوالب

    عبد المجيد بطالي: لا شيء يثبت على حال.. فكل شيء في تغيير مستمر. نتيجة عوامل كيرة

    عبد السلام أبو ححر: فالأدب العربي غني بما فيه من تنوع واختلاف، لكن التجديد شيء حسن

     عبد الكريم بالوش: الأدب العربي يحتاج لمثل تلك القوالب الأدبية ليواكب مستجدات التطور العلمي

    عبد الهادي الموسي: الأديب المصري مجدي شلبي له بصمات واضحة في تأسيس الومضة القصصية

    سكينة جوهر:  القصة الومضة هي التطور الطبيعي في عالم السرد لما كان يسمى قبلها بالقصة القصيرة جدا

    رندا المهر: لا أعرف من منشئها، فالكل يتسابق على أن يكون  كريستوفر كولمبس.

    فلاح العيساوي: القصة الومضة لها شكل وهيكل يميزها عن بقية أنواع السرد

    عيد صالح: اشتراط الحكمة وتعمدها في النص جعلها تظهر كنكات أو عظات

    حمدي عليوه: القصة الومضة موجودة  منذ القدم وادعاء بعض الكتاب العرب بريادتها افتراء

    نسرين شكري: من شروطها أن يكون لها عنون أسماً نكرة

    عصام كباشي: الأديب مجدي شلبي هو مكتشف هذا الفن ولا ينكر إلا مكابر أو حسود

    تحقيق: مصطفى على عمار

     

    "القصة الومضة " .. جنس أدبي له بناؤه الفني الخاص والمستقل والمتميز عن باقي الأجناس الأدبية المعتمدة على الإيجاز..ظهرت على الساحة الأدبية مؤخرا وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي على انتشارها وظهر مؤيدين ومعارضين  لها ؛ فمنهم من يقول إنها قديمة  وآخرون يقولون حديثة مبتكرة على يد الأديب المصري مجدي شلبي... فطرقنا هذا الباب لدى الأدباء والنقاد العرب من كل بلد عربي لنعرف ماهية القصة الومضة..

    "الزمان المصرى "تجولت فى ثنايا "القصة الومضة " من خلال روادها وكاتبيها وطرحت أسئلة عديدة للتعمق فى ماهيتها  

    ★★ فى البداية يؤكد أ.د أيمن تغيلب الكاتب والأكاديمي المصري الكبير وأستاذ النقد الأدبي المعاصر- عميد كلية الآداب بالسويس ؛ في الحقيقة إن الأدب العربي مثله مثل باقي الآداب العالمية لا يتطور وفق قواعد رسمية مسبقة عليه أن يتبعها حتى نقول هو في حاجة لهذه الأشكال الجمالية والمعرفية الجديدة أم لا. بل هو يتطور تطورا ذاتيا داخليا استجابة لروح  الحياة التي هي أصل كل تطور ومن هنا شاعت وذاعت أنماط جمالية جديدة في الأدب العربي مثل قصيدة الهايكو العربية وقصيدة الومضة وقصيدة النثر وقصيدة السير ذاتي وشعرية الأشكال الوجيزة إلى آخر هذه الأشكال الجمالية الجديدة

    ويردف تغيلب ؛القصة الومضة او القصيدة الومضة أو الومض الجمالي والمعرفي المعاصر بصورة عامة حاجة جمالية ودلالية  من حاجات العصر الأدبية الجديدة وكل عصر يخلق أشكاله الجمالية وحاجاته المعرفية والفنية الخاصة به.

    فالقصة الومضة هي  شكل جمالي مخصوص له فرادته التشكيلية وخصوصياته الرؤيوية الدلالية. ولا نستطيع أن نقول من هو المنشئ الأول للقصة الومضة حيث يعلمنا الدرس الفلسفي للفينومنولوجيا أن حركة الزمن لا يصنعها تاريخ واحد ووحيد بل هو كتلة زمنية كثيفة تتميز بالسيولة والتدفق والكلية والشمول فالربيع  لا تبتكره وردة ولا وردتين بل تبتكره كل الزهور البديعة على اختلاف أشكالها وألونها وأعطارها دفعة واحدة  وبصورة جماعية..فلاشىء يبدأ مفردا على الإطلاق في أي مجال من مجالات الحياة ومن هنا لا يصح أن نقول من أول من كتب الشعر الحر هل السياب أم نازك الملائكة أم صلاح عبد الصبور أم خليل شيبوب أم أحمد بأكثير أو غيرهم؟! بل يجب أن نقول إن حركة الشعر الحر حركة تاريخية جمالية شاملة كانت استجابة لروح العصر الجديد وحاجة جمالية من حاجاته الجديدة

    ويضيف من هنا فقد كتب القصة الومضة عدد غفير من الكتاب العرب عبر الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج،ولانستطيع كما قلت لكم أن نشير بالبنان إلى واحد فقط نقول هو مبتكرها فهذا وهم نقدى شائع.

    أما من جهة تعريف جنس القصة الومضة. فقد عرَفت القصة الومضة flash fiction  بمصطلحات عديدة منها هي القصة بالغة الصغرmicro fiction   والأقصوصة والقصة القصيرة جداً short short story  والقصة متناهية القصر very short story  والقصة الفجائية sudden story والقصة البريدية postcard fiction   والقصة متناهية الصغر nano fiction،

    ولعل كل ما سبق يجعل من الصعوبة بمكان بلورة تعريف دقيق لقصة الومضة استناداً إلى عدد محدد من الكلمات أو شكل محدد من التصورات. ولكننا نستطيع أن نبلور مجموعة من المحددات التشكيلية والدلالية العامة التي تميز هذا الشكل الجمالي لدى معظم مبدعيه فهي جنس سردي تجريبي جديد أو شكل من الأشكال الجمالية الوجيزة تتميز بما يعرف الآن ببلاغة الأشكال الجمالية الوجيزة. وهى أشكال متعددة منها القصة الومضة وهى عبارة عن برقة سردية ساطعة مشعة لها بداية ووسط ونهاية مفارقة غير متوقعة تتميز بالتكثيف والاقتصاد التشكيلي والدلالي ويبلغ فيها الاقتصاد التعبيري حد التقشف اللغوي والورع البنائى.وهى بقدر كثافتها التشكيلية يكون اتساعها الدلالي والرؤيوى، ويستطيع الكاتب الموهوب أن يومض ومضا عميقا دالا من خلال تصوير ضوء عميقة في زاوية من زوايا النفس الإنسانية أو إنارة كوة غائرة  من كوى الكون والوجود. يؤديها الكاتب في تقشف لغوى وورع بنائي يتسم بالإيحاء والتكثيف والإحكام والعمق والنفاذ.

    فالقصة الومضة نوعة تجريبية عالمية ولعل من أشهر هذه القصص الومضية العالمية هذه القصة المكونة من ست كلمات فقط والمعنونة بــ ( حذاء طفل) ( للبيع: حذاء طفل، لم يلبس قط).وكما ترى ست كلمات تختصر  عالما بكامله مثل ورقة الشجرة التي تختصر الغابة كلها. فهذا حذاء طفولى يتميز بالبراءة والبياض والبكارة لم تعتركه آثام الحياة وتلوثها الدلالي الترابي وهو معروض الآن للبيع في عالم مسعور من الاستهلاك القائم على الربح والخسارة وهنا تكمن الحبكة القصصية الوامضة الرائعة التي تتلخص في: عالم الطفولة والبكارة الذى يخضع للربح والخسارة.

     ويرى تغيلب أن كتابنا المعاصرين يتمايزون تمايزا كبيرا في كتابة القصة الومضة كل حسب موهبته وقدرته اللغوية والتشكيلية فالفن العظيم قدرة على التشكيل والتوصيل معا وعند نضج وتمام التشكيل يحدث عمق ونفاذ التوصيل.

     

     

    ★★ ويقول الكاتب والقاص المصري إبراهيم الشابوري ؛ أن اللغة العربية لغة ثرية المفردات والمشتقات والصيغ وبناءً عليه فإنه من المنطقي ظهور أجناس أدبية جديدة تتواكب مع تطور العصر فتشبهه في سرعته مثلا ولا تتخلى بحال عن الرصانة بالبلاغة والحكمة.

    نعم فالومضة القصصية جنس أدبي مستقل له هيئته التي لا يصح إلا بها فهي تتكون من العنوان وحبذا لوكان من كلمة واحدة موحية ثم المتن الذي ينسجم في شطرين  سبب ونتيجة أو سالب وموجب تفصلهما الفاصلة المنقوطة ثم تنتهي بنقطة وهذا نموذج لشكل الومضة القصصية.

    ورع

    رسم نارا؛ تصبب عرقًا.

    أما عن شروطها فتتمثل في

    التكثيف

    الإيحاء

    المفارقة

    الإدهاش

    فالومضة القصصية هي فن التزاوج بين أدب التوقيعات "فن الحكمة" وفن القص ..فهي قصة الحكمة أو حكمة القصة وهي بهذا التعريف فن عربي خالص قد أختلف في مسألة ابتكاره وإن كان الراجح أن مبتكره هو الأديب المصري مجدي شلبي وقد رعاه ووضع له شروطه وتبنى تعليمه لرواده الأوائل ومن ثم اشتهر هذا الفن الأدبي الحديث وذاع صيته نظرا لمواكبته روح العصر

    ويشير الشابورى ؛نعم أُختِلف في مسألة البداية لكن الراجح أن مبتكرها هو الأديب المصري مجدي شلبي وذلك بدمج فن أدب التوقيعات بفن القص ثم أنشأ الرابطة العربية للومضة القصصية ثم تتابعت المجموعات التي تهتم بهذا الفن فمنها من أسهم في رفعة هذا الجنس الأدبي ومنها من أفرغه من مضمونه ومن المجموعات القوية الرابطة العربية لمسابقات القصة الومضة للدكتورة سماح عبدالحليم ،رابطة أدباء القصة الومضة ويديرها الأستاذ حسن الفياض وكثرة كاثرة من المجموعات على امتداد الوطن العربي فهناك الومضة القصصية في العراق وأيضا الومضة القصصية في سوريا إلخ

     ويشير إلى ان هناك الكثير من الكتاب الذين أثروا هذا الجنس الأدبي و كانت لهم بصمات

    واضحة المعالم في رفعة هذا الفن الأدبي الحديث منهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ مجدي شلبي والمهندس لقمان محمد  والأستاذ غريبي بوعلام  والأستاذة بهية الشاذلي والأستاذ أحمد فؤاد الهاجري والأستاذ أحمد عبده قاسم  والأستاذ حسن الفياض والأستاذ مصطفى عمار والأستاذ مصطفى نور الدين والأستاذ عاشور زكي وهبة والأستاذ طارق عثمان والأستاذ أحمد طرشان والأستاذة فاطمة محمد المخلف والأستاذ أيمن دراوشة  وغيرهم الكثير الكثير يضيق الوقت ولا تسعفني الذاكرة لحصرهم.

    ويرى أنه مازالت الومضة القصصية في أوج انتشارها وقوتها مع أنها فن صعب لا يستهان به يقتضي الدقة والتركيز و القدرة على تطويع مفردات اللغة العربية لينتج نصا مكتمل البناء يترك أثرا في النفس عميقا وممتدا.

    وأخشى على مستقبل الومضة القصصية من كثرة المجموعات التي تميع شروطها وعناصرها وتسطح مفهومها جريا وراء الانتشار بكثرة المتابعين وقد لا أتجنى إذ قلت أن بعض القائمين على هذه المجموعات لا يعرفون ماهية هذا الجنس الأدبي فضلا عن روادها.

     

    أما الكاتب المصري كاتب الومضات القصصية عاشور زكي وهبة تحدث باستفاضة قائلا:الإبداع الأدبي لا حدود له ولا ضفاف.. بالنسبة للقوالب الأدبية الحديثة التي نسميها مجازا بالأدب الوجيز نثرا وشعرا، وهي في النثر أكثر لها أسبابها، أذكر منها مثلا أننا في عصر السرعة، وقد طغت نماذج ثقافية أخرى على القراءة مثل السينما والمسرح التي تخاطب النسبة الكبيرة من الجمهور.. فكي يعود الجمهور إلى القراءة كان من المناسب لجذبه استخدام الأدب الوجيز من ومضة هايكو متلازمة.. إلخ تخاطب عقله في كلمات معدودة لا تأخذ من وقته الكثير؛ ولكن تدفعه للتفكير في هذه المفردات الوجيزة: ماذا يعني الكاتب؟!

    وكلما كان الكاتب موفقا في الاقتراب من هموم المواطن العادي، ومجيدا في أسلوبه وجذب الجمهور البسيط للتفكير، كان ناجحا وبلغ مراده في التحفيز على القراءة.

    وبالنسبة للومضة القصصية أو القصة الومضة، لن تختلف على التسمية فلها خصوصيتها وشروطها وعناصرها التي تميزها عن غيرها من القوالب الأدبية الأخرى.. وقد تحدث عن ذلك الكثيرون الذين يجيدون كتابة الومضة القصصية.

    ومن أهم عناصرها التكثيف فهي لا تتعدى ثماني كلمات.. لها عنوان يوضع منفردا في الأعلى يكون في الغالب كلمة واحدة لا يدخل في متن الومضة، أي ليس جزءا منها؛ لكنه مدخل لها يعبر عن مكنونها ومضمونها، على ألا يكون كاشفا لها.

    العنصر الثاني المهم المفارقة، وحياتنا المعاصرة مليئة بالمفارقات...

    إذ أن الومضة القصصية تتخذ سمات عملية سقوط الغيث من السماء.. تكثيف.. رعد.. برق.. ومنها جاء اسم الوميض.. صادمة للعقل تشحذه على التفكير في هذه المفردات الوجيزة لما لها من مفارقة وإدهاش.

    وهذا هو الغرض من المطر.. وجعلنا من الماء كل شيء حي..

    وحياة الإنسان المعنوية قبل المادية في التفكير الناقد للحياة، وما بها من مفارقات غير منطقية... هدف الومضة القصصية.

    ويرى أن الومضة القصصية تتبع النثر؛ لكن لا يعني ذلك أنها بعيدة عن لغة الشعر في المحسنات البديعية كالشجع بين شطري الومضة والجناس والطباق والتضاد... إلخ.

    والومضة القصصية ابنة شرعية للقصة القصيرة جدا التي تشترك مع الومضة في الكثير من العناصر: التكثيف/المفارقة/الإدهاش.

    فللومضة القصصية جذور في الأدب العربي القديم: أدب التوقيعات أو الحكمة.. إذ تكون الومضة إيجازا لحكمة او مثل بليغ يود الكاتب إيصاله لعقل المتلقي..

    وبالنسبة لعلاقة العبد لله بالومضة:

    تعلمت الومضة القصصية أولا خلال تواجدي في مجموعة كتاب ومبدعو القصة القصيرة جدا لرائدها الفلسطيني عماد أبو حطب، وكان هناك حديث أسبوعي عن الومضة القصصية برعاية الكاتب الأردني حيدر مساد.. 

    ثم اشتركت في مجموعة الرابطة العربية للومضة للرائدة سماح عبد الحليم، ثم مع الأستاذ حمدي عليوة وفن القصة الومضة، وجاءت مشاركتي في مجموعة المسابقة اليومية للومضة القصصية لرائدها أستاذنا الأديب مجدي شلبي الذي حببني في فن الومضة القصصية، وكان له بالغ الأثر في التشجيع للكتابة فيها للكتب القيمة التي أفردها لها، وهذا لا يقلل من دور السابقين في التركيز على هذا الفن الأدبي الوجيز.

    ويقول الأدب في تجدد دائم، لكن الومضة القصصية تعتبر اللبنة الأخيرة في البناء القصصي، لما تحمله من فكر وتكثيف وإدهاش ومفارقة.

    وقد ذكرت بعضا ممن أثروا في العبد لله تحديدا في التشجيع والتحفيز للكتابة في الوميض.. بجانب الأساتذة: أيمن خليل، خيري الأزغل، مصطفى الخطيب، مصطفى عمار، أنور السياري، بهية إبراهيم الشاذلي، إبراهيم الشابوري، مهاب حسين مصطفى.. وغيرهم الكثيرون لا تسعفني الذاكرة لذكرهم.

    وعن حاضرالومضة القصصية  فيقول ؛الآمال كثيرة معقودة على الومضة القصصية في أن تكون القاطرة التي تدفع الجمهور العربي للقراءة بعد أن أصبحنا:( أمة اقرأ التي لا تقرأ).

    لدى الكثيرون مت البسطاء أصدقائي في العالم الأزرق تعجبهم ومضاتي.. حتى أنهم حينما يروني في الواقع يسألونني عن أخر ومضة.. وإذا لم يسعفه تفكيره في معرفة المغزى أشرحه له ببساطة تناسب طبيعة تفكيره.. أليس هذا هدفا نبيلا من وراء الومضة القصصية: أن تجعل الإنسان العادي يقرأ هذه الكلمات الوجيزة التي لن تأخذ من وقته إلا ثوان معدودة، تدفعه للتفكير لما تعنيه في دقائق ويفسرها حسب تفكيره.

    بعد طغيان الصور المتحركة في وسائل التواصل الاجتماعي  والأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية على الاستحواذ على الجمهور العربي، كان للومضة القصصية دور في شد وجذب هذا الجمهور إلى القراءة.

    وكما لكل شيء في الحياة مزايا وعيوب.. فإن للومضة القصصية مزايا ذكرت إحداها بأن تكون جذب المواطن العادي للقراءة في الأجناس الأدبية الحديثة كالقصة والرواية.

    فإن قلة مفرداتها جعلت الكثيرون يخوضون فيها دون روية في أنها من جنس الأدب السهل الممتنع.. تحتاج إلى كاتب مطلع خبير، وليس كاتبا يرص بعض مفردات تقريرية كالخبر الصحفي لا إدهاش ولا مفارقة.

    وقد شجعت بعض المجموعات الأدبية على ذلك بنشر لنصوص ليست من جنس الومضة القصصية، وتعطي شهادات تقديرية حتى أضحى الأمر إسهالا واستسهالا في الكتابة لفن الومضة القصصية أخرجها من فحواها وهدفها في الرقي بالأدب عموما والنثر خصوصا.

    المستقبل للومضة القصصية بإذن الله.. لأنها فن السهل الممتنع.. ولا يصح إلا الصحيح، والجمهور المتذوق للأدب يفرق بين الومضة القصصية الراقية من الكلام الخبري المرصوص في كلمات وجيزة..

    ويرى عصام الحاج عزمي وزوز. كاتب-  الكويت ؛أن حقيقة إن مواكبة التطورات التي تطرأ على العالم كالتكنولوجيا ومجالات العلوم المختلفة؛ يلمس حاجة الأدب العربي لمثل هذه القوالب؛ لأن في ذلك تجاوزاً لحالة السردية في القوالب التقليدية التي تتطلب وقتاً للقراءة واكتساب فوائدَ وعبرَ تضيف إلى القارئ مزيداً من إدراك، وتسمح له حرية في التطور المطلوب.

    فالضرورة في التشدد لتتبع الأسلوب المتفق عليه بين مؤسسي هذا اللون الأدبي الوجيز، لابد أن يخرجه عن الألوان الأدبية الأخرى بل ويزيد في تأكيد تلك العناصر المميزة كالعنوان المُنكّر، والفاصلة المنقوطة بين شطري الومضة، ومن ثم معنى الشرطية في بنائها الذي يتسم بالابتكار غير التقليدي، يضاف إلى ذلك التكثيف المحدد بعدم تجاوز كلماتها الثمانية.

    وانطلاقاً مما تم الاتفاق عليه من شروطٍ لبناء كل فنٍ على حدى؛ منعاً لتداخلها، أو الخلط بينها، وحيث أن اللغة العربية تمتاز عن اللغات الأخرى بلاغة وبديعاً، فإن أي علاقة بين الفنون الأدبية أساسها تلك الخطوط التي ترسم حدودها، فنجد في فن الهايكو مثلاً لابد من الآنية، والمشهدية والتنحي، وعدم المجاز، بينما في القصة القصيرة جدا لا تلتقي معها أبداً، مع أن الجميع لا يستقيم بناؤه إلا بما جاءت به العربية من نحو واستخدام تحدده.

    وهذا لا يتفق والأدب الغربي في شيء.

    وبالرجوع إلى ما يزيد عن عقد من الزمان، أعتقد أن بداية هذا اللون الأدبي كانت بفضل المدرسة المصرية، حيث أنها السبّاقة في طرحه، والأخذ بيد الكاتب والمثقف.

    ومن أقدم الروابط والمجموعات الأدبية في الفضاء الأزرق أذكر: رابطة أدباء القصة الومضة، ومجموعة كتّاب ومبدعو الومضات.

    كما أعتقد أن أول من كتب في القصة الومضة، ويرجع سبب انتشارها على هذا النحو هو الأديب المصري/ أ. مجدي شلبي، وهي من المنابر التي كان لي شرف المشاركة فيها، والتعلم منها.

    ويضيف أمّا عن مواكبة التجديد الإبداعي، فأكيد أن الأدباء الذين خاضوا مضمار القصة الومضة وأسهموا في التعبير عنه، ودفعوا إلى الإبداع الدفّة التي قادوا من خلالها تلك السفينة، تاركين بحّارة متقنين في كل ميناء يحطون فيه، ك/ أمجدي شلبي، وأ. حسن فياض، و د. سماح عبد الحليم من مصر، وأ. محمد طارق محمود من الأردن،  وأ. المصطفى الصغوسي من المغرب، وأ. غريبي بوعلام من الجزائر، وغيرهم الكثير.

    ويرى إن القصة الومضة تتجه نحو التأصيل، واعتمادها لوناً أدبياً له خصائصه وشروطه التي تميزه عن غيره، رغم ما يشوبه من فتور بين الفينة والأخرى قد يرجع سببه إلى عدم التفرغ التام للذين يأخذون على عاتقهم مسؤولية نشره، والتنظير له.

    والميزة الأهم: تكمن في التكثيف، واحتواء البلاغة المطلوبة التي تؤهلها لأن تختصر الإسهاب، وتعبر عن المثل:

    (خير الكلام ما قلّ ودل)

    وإن من الإنصاف أن نقول أنّ ما يعيب هذا اللون تساهل كُتّابه في شروطٍ قد يرون عدم وقوعها في دائرة الأهميّة عندهم.

    وفي المتابعة لنشر هذا اللون بين متلقين جدد يسهم اسهاماً كبيراً في خلق حالة متطوّرة له، دائمة الخضرة في إبداعه؛ لعلّ هناك من يزيد.

    ★★و تحدث الكاتب والناقد  المغربي الكبير عبد المجيد بطالي قائلا:بداية أقول أنه لا شيء يثبت على حال.. فكل شيء في تغيير مستمر، نتيجة عوامل سوسيوثقافية وسوسيولوجية وانثربولوجية وفكرية؛ إضافة إلى عوامل تحدث حسب متطلبات العصر والحداثة.. فيحدث بذلك تجديد وإضافات وتأثيرات على مستويات الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية وغيرها.. والأدب والإبداع عموما يتأثر بهذه الإحداثيات المختلفة كباقي جوانب الحياة العامة.. لذلك فقد حدث فعلا حركية أدبية متأثرة بتراكمات الماضي ومستشرقة لمتطلبات الحاضر ومستقبله الحداثي المختلف.. أمام هذا الحراك الأدبي، وفي خضم هذه المتغيرات ولدت أصناف أدبية، واستحدثت أشكال أخرى؛ وثم إحياء ألوان أدبية، ومن ذلك ما ذكرتم من (قصيدة النثر؛ وقصيدة الهايكو؛ والقصة الومضة وغيرها..) وما سمي الإبداع إبداعًا إلا لأن طبيعته تقتضي الخلق والتجديد مسايرة للعصر وقضاياه المطروحة على الأديب شاعرا كان أو قاصا أو روائيا..

    فالحديث عن (الومضة القصصية أو القصة الومضة) يقتضي بالضرورة الحديث عن المقومات الفنية والسردية لهذا الفن القصصي المستحدث؛ المتولد عن فن التوقيعات… وقد أشرت في كتابي "خطاب الومضة القصصية التصور والإنجاز - دراسة تشريحية" إلى "المرتكزات الأساسية التي بها يتم البناء المتكامل لهذا الخطاب السردي الوامض… ومنها: العنوان/ العتبة، والاختزال/ التكثيف؛ والمفارقة؛ والإدهاش؛ والإيحاء؛ والمباغثة..." ص/ 7، وهذه تقريبا مجمل الخصائص التي بها يكون النص/ القصة الومضة، نصا ناجحا.

    فمما لا ريب فيه أن الإبداع عموما من سماته الانفتاح؛ بل يمتاز بهذه الخاصية التي تكسبه مساحة واسعة للامتزاج والاختلاط بالفنون الأدبية الأخرى.. وقد عرف (فن القصة الومضة) المتح من فنون أدبية قريبة من طبيعته؛ كأدب التوقيعات الذي يعتبر قاعدة تأصيلية له، بالإضافة إلى نهله من القصة القصيرة جدا.. ومن الأدبية والشعرية بتوظيفه لانزياحات بلاغية وأسلوبية ودلالية في عموميته... وهذه العلاقة تقوم على آلية التأثير والتأثر بين شتى الفنون الأدبية كما هو الشأن في الرواية والقصيدة الحداثية وغيرها.. وهي خاصية الإبداع عموما كما سبقت الإشارة إلى ذلك سواء كان الأدب غربيا أو عربيا.

    ويرى أن  الاختلاف أمر طبيعي في كل شيء أبدعته البشرية، حتى النظريات الكبرى الفلسفية والاجتماعية وغيرها؛ وكذا التنظيرات المبتكرة في ميادين العلوم الإنسانية، كل ذلك اجتهادات العقل البشري وليست وحيا منزلا.. فالنسبية والذاتية من خصائص الإبداع.. وإلا فلا تجديد ولا تطوير ولا ابتكار، ومن هنا جاءت ولادة فن القصة الومضة من رحم (التوقيعات) باعتباره فنا يقوم على الاختزال بامتياز، كما ذهب إلى ذلك شوقي ضيف، في كتابه: "تاريخ الأدب العربي/ ج 3 – العصر العباسي الأول" ط، 8، دار المعارف، القاهرة، ص: 489.

    وهناك مجموعات ورابطات كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة تهتم بهذا الفن الوليد فأقيمت المسابقات تشجيعا على الكتابة فيه.. وقد أبلت (الرابطة العربية للقصة الومضة 2013) بريادة الأديب الكبير مجدي شلبي البلاء الحسن، في التأسيس لها والدأب على الحفاظ على عودها الغض حتى أينعت شجرتها، وبسقت فخرجت بعدها

    فروع ومجموعات كثيرة تتسابق على احتضانها فأسس الأديب (أيمن خليل) مجموعته روائع الومضات وأسس راسم الخطاط مجموعته (وهج الحروف).. وغيرهم كثير يضيق المجال لذكرهم، ولا ننسى أنه قد كان أصحاب هذه المجموعات أعضاء في رابطة الأديب مجدي شلبي يشاركون في المسابقة وينشرون ومضاتهم القصصية على صفحة الرابطة..

    كثيرة هي أسماء الأديبات والأدباء الذين كتبوا/ ن في فن القصة الومضة بشروطها الصحيحة ومعاييرها الفنية السليمة، ولا أستطيع هنا ذكر أسمائهم/ ن، لكن يكفي أن يعود الباحث المهتم إلى كتاب: (كنوز القصة الومضة) لمجدي شلبي في أجزائه الأربعة، لمعرفة الأسماء اللامعة في كتابة القصة الومضة.. كما تجدر الإشارة إلى أن هناك من ألَّفَ مجموعته القصصية في هذا الصنف الأدبي، فنذكر من ذلك "بعث" للأديبة اسمهان الفالح، و"برق الأماني" للأديب أحمد عبده قاسم، و"رونق الوميض" للأديب إبراهيم الشابوري، و"أجاج" للأديب حيدر مساد وغيرهم... إلاَّ أن التأليف في هذا الفن لازال يحتاج إلى مزيد من الاجتهاد حتى يقدم أرضية صلبة وتربة قوية تحفظ للقصة الومضة جذورها وكيانها وسيرورتها.. وأيضا لتفسح المجال واسعا لتأسيس نقد أكاديمي يؤصل لها، ويضمن لها حضورها في الساحة بين الفنون الأدبية الأخرى.. ولا يوجد لحد الآن كتاب نقدي يجمع بين التصور والتطبيق يواكب هذا الفن الأدبي، إلا ما حُزنا به قصب السبق من كتابنا النقدي الموسوم بـ "خطاب الومضة القصصية، التصور والإنجاز – دراسة تشريحية" الصادر عن (دار النيل والفرات للنشر والتوزيع) مصر، القاهرة، في طبعته الأولى 2020.

    ويشير إلى أن الكثير من كتّاب القصة الومضة الحقيقيين استطاعوا التعبير عن حالة التجديد والتجدد وذلك بتناولهم قضايا المجتمع وإشكالاته الاجتماعية والفكرية والإنسانية المختلفة من خلال ما أبدعوه من نصوص أدبية في هذا النوع الأدبي والأمثلة على ذلك متواترة في أجزاء كتاب (كنوز القصة الومضة) وفي كتابنا السالف ذكره.. أما نجوم الومضة القصصية الذين تركوا بصمتهم في هذا المجال فلا يمكن حصرهم هنا، ويمكن الرجوع إلى المجموعات على (الفيس بوك) وإلى الكتب التي ذكرتها سابقا للبحث عن أديبات وأدباء أبدعوا وتميزوا بومضاتهم القصصية.

     فلا شك أن حاضر (القصة الومضة) رهين بحضورها كفن أدبي شأنه شأن القصة القصيرة جدا، والومضة الشعرية، والهايكو، والشذرة.. وغيرها من الفنون، وبكتابها المميزين الذين أحبوها فصنفوا فيها كتبا ووضعوا لها أندية ومجموعات ورابطات، تستطيع من خلالها البقاء والصمود وهو ما يحدد مستقبلها ووجودها بين مختلف الأصناف الأدبية.. وقد تميزت (القصة الومضة) بومضيتها التي امتاحتها من اسمها فكانت بذلك التعبير الأقرب إلى مسايرة عصر السرعة، بتكتيفها للفظ واتساع حمولتها الدلالية، وما تمنحه للمتلقي من انفتاح على تأويلات وقراءات متعدد لما وراء بنيتها التركيبية المختزلة.

     

    ★★ ويرى القاص والناقد الليبي سعيد عبد السلام أبو حجر؛ أنه لا نستطيع أن نقول إن الأدب العربي في حاجة إلى هذه القوالب، فالأدب العربي غني بما فيه من تنوع واختلاف، لكن التجديد والتنوع في الأدب شيء حسن، خاصة أن هذه الأنواع من الأدب لم تُنقل كما هي، لكن اكتست بالطابع العربي، وقضية التجديد في الأدب ليست وليدة هذا العصر، حيث نجد أن الأدب العربي سبق أن مرّ بالتجديد، والشواهد كثيرة، منها: المقامات، والموشحات، والمخمسات،...إلخ.

      فالقصة الومضة نوع حديث من السرد، نستطيع القول إنه نضج مع بداية القرن الحادي والعشرين، وبناؤها له شروط، لابد أن يكون لها عنوان، وهذا العنوان يعبّر عنها بشكل دقيق، كذلك تعتمد على جملتين فعليتين قصيرتين، كالمدّ والجزر، أيضًا لا بد أن تحمل مضمونًا، أنها تعتمد على الإدهاش، ولا تخرج عن قالب السرد، وهي نوع صعب جدًا من أنواع السرد، فالكاتب لا بد أن يملك قدرة عالية جدًا على التكثيف.

    ويرى أنه ربما أقرب شيء للقصة الومضة في الأدب العربي الأمثال والحكم في التراث العربي، ووجه الاختلاف بينهما أن المثل في الأدب العربي ليس له عنوان، ولا يأتي دائمًا في قالب سردي، كما هو الحال في القصة الومضة، كذلك في الومضة القصصية شخصيات، والمثل أو الحكمة لا يشترط فيها طول معين، وإن كانت في أغلبها قصيرة.

    وربما لا نستطيع تحديد منشئها على وجه الخصوص، لكن ما أعلمه أنها ظهرت في الوطن العربي على يد الأستاذ مجدي شلبي الذي جعل لها مسابقة يومية، واهتم بها، ففي علمي هو رائدها في الوطن العربي، كذلك د. سماح عبد الحليم كانت من السباقين في الاهتمام بها، أما من كتبوا فيها فهم كثر من جميع أنحاء الوطن العربي، ولا أريد ذكر أسماء؛ حتى لا أظلم بعضهم بآفة النسان.

    واستطاع كثير من كتاب القصة الومضة التعبير عن حالة التجديد، وإن كثير ممن يكتبون في هذا اللون من الأدب يتخبطون، ولا يدركون ماهية هذا الأدب، لكن ظهر كثير من هؤلاء الكتّاب، ونقشوا أسماءهم على حائط التاريخ، وكما قلت لك هم كثر، وأخشى أن أنسى بعضهم.

    فمن أهم مزايا القصة الومضة أنها تحاكي الواقع الذي نعيشه، فأغلب القراء لا يميلون إلى النصوص الطويلة التي تستهلك وقتًا في القراءة والتحليل، كذلك القصة الومضة تنتهج الإيجاز، وهو شرط من شروط البلاغة، بل إن بعض النقاد عرّف البلاغة بأنها الإيجاز، ومن عيوبها أنها لون جديد نوعًا ما على الثقافة العربية، وليس من السهل أن يتقبلها المجتمع العربي بسهولة، كذلك تقييدها في كلماتها اليسيرة، وجملها القصيرة يجعلها صعبة عند الكتاب، والقرّاء، فليس كل أديب يستطيع أن يكتب في هذا اللون، وليس كل قارئ يفهم مضمون القصة الومضة.

     

    ★★ ويرى الكاتب والناقد السوري عبد الكريم بالوش ؛ أن الأدب العربي يحتاج لمثل تلك القوالب الأدبية ليواكب مستجدات التطور العلمي ويواكب سرعة نقل الأفكار ومباشرة تلقيها إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي

    فلاشك في ذلك فالقصة الومضة شروط يجب التقيد بها وكذلك فلهذا الفن عناصر خاصة تميزه عن غيره من الفنون الأدبية٠وكما هو معروف في خصائص هذا الفن عدد الكلمات وطريقة كتابتها من متن وخاتمة هي القفلة وعندها تبرز قوة الومضة من عنصر الدهشة والمباغتة لدى المتلقي الذي يستقبلها وطبعا لثقافته وسعة معرفته ٠أريد هنا أن أتحدث عن العنصر الأول وه العنوان الذي كثيرا مت يكون عند الكاتب مجهدا له عند الاختيار فالعنوان ذاك الفضاء المحدد ببساط يجول فوق ما تسرده الكلمات من متن وقفلة العنوان يترك للمتقين ذاك البساط يجول فوق روضة المعنى إن ابتعد يشده من جديد وهنا يقول مهلا فقد تجاوزت الحدود

    ولاشك أن القصة هي بلاغة في قوة التعبير وجزالته هي موجودة في الأدب العربي لكن هي في الحكمة التي تنجها تجارب الناس في المجتمع وما الأمثال الشعبية إلا ومضات من الحياة٠واعتقد أن الأدب الغربي أسبق إليها لفن حديث وإن اختلفت الشروط وتباينت العناصر وكذلك الأهداف. ويمكن أن نقول أن القصة القصيرة جدا جدا تصب في ذات القصيد اختزال وجزالة بكلمات قليلة.

    وبالنسبة لي فقد عرفت وجود هذا الفن الأدبي الرائع الجميل مع دخول إلى هذا العالم بوسائل الاتصال الحديثة. وبفضل تلك الوسيلة تكونت المجموعات الأدبية وتمت المشاركات من قبل الكتاب وأضحى مع فنا يستقبل الكثير من المثقفين إذ ممالا شك فيه فإن كتابة الومضة بدت سهلة في البداية لكن مع التواصل وتعدد المجموعات أصبحت القصة الومضة مقصدي لكثير من الكتاب الذين ابدعوا في كتابتها بناء ومعنى.

    وبالنسبة لي فقد واحدا ممن مضو في عشق هذا الفن فكتبت العديد من الومضات، وساهم في تقييم الكثير منها في أكثر تلك المجموعات كما كان لي قراءة العديد من الومضات المتقنة كمعجب بها وناقد لها.  أتمنى من ذكر تلك المجموعات خشية السهو لبعضها.

    وقد كان لي شرف صداقة كثير من كتاب وأداء قدموا لهذا الفن جهودا كبيرة وكانوا من الغيار على تأصيل هذا اللون الأدبي الرائع. هم كثر وأخشى إغفال أحد منهم. لكن من بقي إلى الآن متابعات لهذا الفن وقدم الكثير الأستاذ مجدي شلبي واقولها وبصراحة معه تعلمت أصول كتابة الومضة وأذكر هنا من ابتعدوا وكانوا اعلاما بذلوا من خلال منتدياتهم جهودا كبيرة الأساتذة حسن الفياض. أيمن خليل.. راسم الخطاط. والدكتورة سماح عبد الحليم أذكرهم لأنهم تركوا المتابعة وتحية لكل الأدباء الذين ما زالوا في مجموعاتهم يسيرون بها  إلى النجاح ولي الشرف ان أكون معهم كاتبا وناقدا ومحكما.

    وستبقى الومضة الفن الأدبي الجميل طويلا  وكما أسلفت فإنها تواكب العصر بسرعته. مزاياها معروفة السرعة الاعتزال سرعة المتلقي والقبول. هنا يمكن القول أن الكتابة بشكل عام هي جرأة والقصة الومضة عند من يكتبها لا تجعل من تلك الجرأة مشكلة لكنمع التكرار يقف الكاتب يخشى الوقوع في الخطأ من حيث البناء وكذا المعنى ويجد أن الومضة ذاك البريق لا يشع بسهولة. القصة الومضة وبتقديري ستبقى أمدا طويلا تحاكي أختها القصة القصيرة جدا وتلازمها .

     

    ★★ويقول الكاتب والقاص السوري عبد الهادي حسن الموسى ؛أن في عصر السرعة وتعدد وسائل الاتصال الحديثة والبرامج العديدة من فيس وتويتر أصبح مناسب لها الفنون الأدبية الوجيزة فلم يعد للإنسان وقت لقراءة المطولات.

     فبالتأكيد الومضة القصصية لها شروط وعناصر نستطيع أن نؤج ها بعدة نقاط منها:

    التكثيف

    المفارقة

    الادهاش

    أن يكون العنوان موحيا غير كاشف لمضمونها.

     هناك علاقة مع الفنون الأدبية الأخرى خاصة القصة القصيرة جدا من حيث التكثيف والمفارقة والاختصاص.

    ويتطرق إلى للقصة الومضة أو الومضة القصصية جذور في الأدب العربي متمثل في الشذرة أما في الوقت الحالي فبرأيي أن الأديب المصري مجدي شلبي له بصمات واضحة في تأسيس الومضة القصصية و ضع ضوابط وشروط لها من خلال مجموعة المسابقة اليومية الومضة القصصية والكتب التي أصدرها عن هذا الفن الأدبي وما تضمنته من نماذج جميلة ورائعة.

    وشاركت بعدة مجموعات تهتم بالومضة القصصية منها: المسابقة اليومية الومضة القصصية وكان لها الدور الأكبر بفضل توجيهات وملاحظات الأستاذ مجدي شلبي في الوصول إلى ومضة قصصية متقنة وصحيحة، ورابطة القصة الومضة سورية وحروف بعطر الأمس والديوان وطن الضاد الاستاذ محمد وجيه...والعديد من المجموعات.

    القصة الومضة حققت قفزة مميزة في الفيس ووجود مجموعات أدبية أهتمت بها وخصصت لها مسابقات دورية ساهمت ببروز أقلام فالومضة فن ادبي سهل ممتنع جمع الإيجاز والدهشة والحكمة.

    ظهرت عيوب منها الوقوع في مطب الخبرية واستسهال كتابتها لتظهر نماذج كثيرة لا تعدو عن كونها صف كلمات وتفتقد لأبسط شروطها.

    واستطاعت العديد من الأقلام ومن عدة أقطار عربية إلى مرتبة التجديد وكتابة ومضة قصصية مدهشة ولافتة منها على سبيل المثال لا الحصر: محمود ميلان _علاء السوري_يوسف المحيثا ي__مهدي الصالح(سورية) غريبي بوعلام(الجزائر) رندا المهر(الاردن) يحيى القيسي_حكمت صابر العبيدي (العراق) ايمن خليل_ بهية الشاذلي(مصر).

     

    ★★وترى الشاعرة المصرية سكينة جوهر.أن لتجديد في اي عنصر من عناصر الحياة شيء جميل ورائع، بل وتستدعيه طبيعة البشر وتوالي الزمن، والجمود من مظاهر التردي واللاتقدم..وما ظهر في اﻷونة الأخيرة من أشكال أدبية حديثه خاصة في فرعيه اﻷساسين الشعر والنثر دليل تجديد رائع ودليل ثراء على ساحة اﻷدب المصري والتي تبرهن أنها ليست بمعزل عن اﻷدب العربي والعالمي...

    فقصيدة النثر والهايكو  العربي والقصة الشاعرة والقصة القصيرة جدا والومضة الشعرية والسردية...الخ من قوالب شعرية ونثرية جديدة لهي حتم على واقعنا الأدبي والمنكر لها رافض للتجديد.. دافن نفسه في قوالب القديم فقط..

    ولكن للقديم أصالته وبريقه الذي لا ينكر أحيانا.. وهو في (الشعر) مثلا ديوان العرب وسجل حياتهم الذي تعرفنا من خلاله على مناحي حياتهم وكل أخبارهم.. ويجب المحافظة عليه والزود عنه بما لا يتوافق مع الحرص على التجديد واستقباله بحفاوة مراعاة لسنة الله المتجددة في كونه  وطبيعة الحياة والتحرر من الجمود.

    فالقصة الومضة هي التطور الطبيعي في عالم السرد لما كان يسمى قبلها بالقصة القصيرة جدا

    ومن اسمها(الومضة) الذي هو مشتق من الوميض وجذرها الفعل الماضي (ومض) بمعنى لمع بسرعة ثم اختفى دلالة على أنها يمكن أن تكون مكثفة لدرجة كلمتين فقط.. ولكن يحملان من الرمزية السردية الكثير.. مثل قولي (قابلته.. فتوارى)

    هنا التكثيف واضح جلي في هذه الومضة السردية إلى جانب ما تحمله من إدهاش في الرمز ومدلولات الفعلين (قابلته... توارى) ثم الربط بينهما بالفاء العاطفة.. وما يحمله الفراغ ما بين الفعلين من أحداث يستدرها خيال القارئ المتفهم لمعنى (الومضة)

    ولاشك أن للأدب الغربي منذ منتصف القرن التاسع عشر وأوائل العشرين أثره البالغ على أدبنا العربي في تلك الفترة.. وتلاقح اﻵداب يكون نتاجه جميلا  إذا لاقى الساحة الخصبة المواتية لذلك.. والقصة الومضة أصلها غربي بلا شك.. ولكن لا ننكر بوادر أولى في أدبنا العربي فيما كان يسمى ب (التوقيعات) في العصر العباسي...

    وللأمانة انا لم اشترك في مجموعات للقصة الومضة في كتابتها...ومن أوائل من كتبوا القصة الومضة إرنست هيونداي 1925م  وقته الومضة المشهورة هي حذاء للبيع  حذاء طفل لم يلبس قط...مع أن هناك من النقاد من يقول إنها نسبت عليه خطأ...

    وتبعته ناتالي ساروت في عدة قصص ومضة... وروج لها الكثير من المحررين في الغرب في مجلاتهم وجرائدهم...

    وعندنا اﻵن في مصر اشهر من يكتبها ويعنى جيدا بها وبتاريخها وينظم لها المسابقات .  بل يقول البعض انه مخترعها استاذنا مجدي شلبي ولكن حقيقة وإن كنت استطيع جيدا كتابتها .. انا لم أكتبها..لعدم إيماني الكامل بها . ولأنها تتماهى مع فنون أخرى قريبة منها مثل القصة القصيرة جدا أحيانا و مع الموضة الشعرية أحيانا أخرى.... الومضة الشعرية...

    وحاضر القصة الومضة كحاضر أي فن أدبي لو وجد له مريدين ومؤيدين له ومدافعين عنه..

    وفي ظني انه بالفعل يزدهر.. وله المستقبل ..لماذا ؟؟

    لأنها من أبسط الفنون اﻷدبية على الكاتب الواعي المثقف فيكفي ستة كلمات أو أحيانا أقل لكتابة ومضة قصصية...

    واعتقد. لو  تفرغت انا لها وآمنت بها اﻹيمان الكامل على استعداد أكتب عشرين ومضة قصصية وأكثر في اليوم الواحد

    بكل ما تعنيه الومضة القصصية من معاني التكثيف والرمزية والدهشة والجذب.... الخ هذه العناصر التي لابد من توافرها فيها.

     

    ★★وتتفق الكاتبة والقاصة الأردنية رندا المهر مع رأي سكينة جوهر قائلة:أجل زمننا زمن السرعة، والقارئ يضجر من القصص الطوال بسبب التكنولوجيا... يجب أن نواكب العصر.

    والقصة الومضة  لها عناصرها  شطرين بينهما علامة الفاصلة المنقوطة والشطر الأخير ينتهي بإشارة الوقف لكن لا أظن أن لجان التحكيم محددة شروط...فعلى سبيل المثال

    مرة أرسلت ومضة لأستاذ مجدي شلبي ونفسها لأستاذ حسن الفياض

    أحدهما قبلها والآخر لا.

    وهي

    شوق

    أظمأه الحنين؛ روته الصور.

    قبلها أستاذ مجدي شلبي ورفضها أستاذ حسن الفياض.

    كما أن تعريف الومضة يختلف فلدى أستاذ مجدي شلبي المثل يعتبر ومضة بينما عند أستاذ حسن الفياض لا يعتبر ومضة

    فعلى أي شرط اعتمد الاثنان؟

    أضف إلى ذلك أن الفاصلة المنقوطة من عناصر الومضة لأستاذ مجدي شلبي لكن إن كانت قصصية فيجب أن تكون الفاصلة.

    ومثال على ذلك...

    خدعة

    أطلقوا الحمام؛ لاحقوه بالسهام.

    هنا يقول أستاذ مجدي شلبي هذه الجملة ومضة لكن لا تحتمل علامة الترقيم الفاصلة المنقوطة... يجب أن تكون فاصلة

    هكذا...

    خدعة

    أطلقوا الحمام، لاحقوه بالسهام.

    وهنالك حكام كثيرون ولكل شروط ..فلم تصل او يعتدل بعد ميزان الومضة طالما هنالك اختلافات فيها.

           أجل هنالك تماس...

    فلقد أصبحت القصة بحد ذاتها قصة قصيرة او قصيرة جدا، لا تخلو من الدهشة والقفلة. لزاما عليه أن يدرس الومضة جيدا.

           لا أعرف من منشئها، فالكل يتسابق على أن يكون  كريستوفر كولمبس.

    – هنالك مبدعون في القصة الومضة كثيرون إن توحدت الشروط والعناصر... لكن نحن لا زلنا نتأرجح؟

    -        يجب أن يعنى بها إعلاميا وأن يجتمع من نادوا بها ويوحدون كلمتهم فيها بعين الرضا.

    فلا زالت في محض التجريب.

     

    ★★ أما القاص والوائي العراقي فلاح العيساوي

    يرى أن:

    - العرب في الماضي قبل الإسلام كانوا أهل شعر وخطابة ثم جاء القرآن الكريم الذي احتوى على الكثير من القصص ثم دخل السرد الحكائي في زمن العباسيين من خلال كليلة ودمنة لابن المقفع وألف ليلة وليلة وصولاً إلى زمن الرواية العربية والقصة القصيرة والقصيرة جداً ثم الومضة القصصية... فلا ريب ان التطور والتجدد هي حالة إيجابية والإنسان مفطور على حب الخلق والابتكار ولا أعتقد ان الابتكار في الأدب العربي سيقف عند حد.

    - قطعا لكل جنس أدبي أو نوع أدبي هيكل وشكل معين يعرف من خلاله وله شروط ومعايير تميزه عن بقية الأجناس والأنواع الأدبية، والقصة الومضة كذلك لها شكل وهيكل يميزها عن بقية أنواع السرد واهمها القصة القصيرة جداً، فهناك من خلط بينهما.. أما الحديث عن شروط القصة الومضة يطول وقد تناوله الكثير من النقاد والمهتمين وعلى رأسهم الأستاذ مجدي شلبي، وأهم شروطها الإيجاز وبلاغة المجاز، وان لا تتجاوز عدد كلماتها عدد أصابع اليدين، وان تكون من شطرين، وأن يأتي شطرها الثاني مباغتا وغير متوقع لما أخبر به شطرها الأول، لتحقق المفارقة الصادمة عند المتلقي... وهناك شروط ومعايير أخرى ذكرها يجدها الباحث في أجزاء كتاب كنوز الومضة لأستاذنا مجدي شلبي.

    - ذكر الأستاذ مجدي شلبي موضوع العلاقة بين القصة الومضة وأدب التوقيعات كما ذكر أدباء آخرين وجود علاقة بين الومضة القصصية والومضة الشعرية لشعراء معاصرين وهناك من جاء بشواهد من آيات الذكر الحكيم والتراث العربي زاخر بالشواهد التي تدل على وجود الومضة القصصية بشكل من الأشكال في تراثنا العربي لذا لا يوجد دليل قاطع على سبق الأدب الغربي في تلك العلاقة.

    - حسب علمي ان أول من أنشأ مجموعة أدبية في عالم الفيسبوك هو الأستاذ مجدي شلبي من مصر بعنوان (الرابطة العربية للومضة القصصية) وقد كنت أحد أعضائها وكتبت الومضة القصصية وشاركت في المسابقات اليومية التي كان يشرف عليها وقد عرفت الومضة القصصية من خلاله واطلعت على شروطها التي وضعها بنفسه وقد شاركت في أول كتاب ورقي مطبوع من إعداد الأستاذ مجدي شلبي وكذلك كتبت شهادة تم ضمها في الكتاب المذكور.

    - كثيرون من أدباء العرب استطاعوا ان يبدعوا في كتابة الومضة القصصية والشاهد على ذلك كتاب كنوز الومضة الذي ضم الأسماء العربية المبدعة في هذا المجال ومنهم من طبع المجاميع الخاصة بالومضة القصصية وقد ضمت مجموعتي القصصية شذرات ناعمة مجموعة من الومضة القصصية وأعتقد أنها أول مجموعة مطبوعة تضم الومضة القصصية في العراق سنة ٢٠١٤م وبعدها بمدة قصيرة جاءت أول مجموعة ورقية خاصة بالومضة القصصية في العراق للشاعر الصديق علي العقابي... والأسماء التي أبدعت كثيرة واعتذر عن ذكرها خوفاً من نسيان من لا يستحق النسيان.

    - القصة الومضة نوع أدبي حديث جداً قد لا يتجاوز عمره عشرة سنوات ومن المستحيل البت في حاضره ومستقبله والزمن وحده الكفيل في ثباته واستقراره وعلو كعبه ومكانته بين الأنواع الأدبية الأخرى التي سبقته بالظهور والتبلور والثبات والشهرة العالمية.

     

    ★★.  فيما يرى الكاتب والشاعر الطبيب المصري عيد صالح. أنه

    كثر الكلام عن أشكال السرد بعد أن ظل يتضاءل ويقصر حد كلمتين وثلاث كلمات بالعنوان ولا أنكر أنني كنت من أوائل الداعين لذلك عام ١٩٨٦ وكتبت نماذج وعرضتها في ندوة للسرد بقصر ثقافة دمياط حضرها الساردون إبراهيم قنديل وجار النبي الحلو ومحسن يونس مصطفي الأسمر رحمه الله والشاعر السيد النماس والناقدان أنيس البياع ومحمد الزكي واختلفوا جميعا بين الحماس والإشادة والرفض والسخرية كان منطلقي في حاجتي أنا شخصيا للنص القصير لظروف عملي ووقتي الذي لم يكن يسمح بقراءة نصوص طويلة إذ كنت استدعي للطوارئ بالمستشفى وأنا في قمة الاندماج في القراءة وقلت لنفسي لوكان النص قصيرا لما كانت هناك مشكلة وكان هذا دافعا أيضا لتركيزي علي كتابة نصوص شعرية قصيرة وأقرب إلي السرديات القصيرة ونشرتها في ابداع أعوام ١٩٨٥و١٩٨٦ و ١٩٨٨ ولذلك تحمست للقصة القصيرة جدا ولقصة الومضة وشاركت منشئها في مصر  آخر عام ٢٠١٣ في التحكيم في مسابقة الومضة اليومية الي أن اختلفت معه في إصراره علي شرط البديع أي الجناس والطباق في النصوص وعلي أن يكون العنوان هو الأساسي الذي تبني عليه الومضة بجانب طبعا الكثافة والمفارقة والدهشة والنهاية المفاجئة وظهر النقاد والمنظرون وتحمس البعض ورفض البعض ولازلت مصرا علي رأيي بعدم الوقوف عند الشكل والجمود حد التكرار في توشية النص بقشيب الجناس والطباق وبدت كثير من النصوص كنكات خفيفة الظل أو كعظات من علي منبر لاشتراط الحكمة وتعمدها في النص مما جعل أغلبها مصنوعا لا أحساس فيه ولا عاطفة تشدك وفقد النص حيويته وبدا معلبا وباردا بالطبع هناك نصوص فارقة ونصوص مجدي شلبي نفسه غاية في السحر والجمال والإحكام والإبداع لكن شروطه المعجزة جعلت الكثيرين يصنعون نصوصا بلاستيكية حسب المواصفات ومع كل تلك الإجابات ومنطقيتها والتي لا تتفق مع جنون الابداع وانفجاراته وغموضه وإشعاعاته بعيدا عن الجهل والحقد وغير ذلك مما لا يليق باتهامات من مخترع ومنظر لنوع هجين بين التوقيعات والتوقعات ،

    أقول من حق المتلقي أي متلقي أن يرفض النص القصير ق ق جدا أو ومضة قصصية أو شعرية أو هايكو بعيدا عن المسميات لأنه يري أنه لا يشبعه ولذلك لا يزال هناك من يفضل الروايات الطويلة - ربما يقرأ بالجملة - وللأسف هناك جوائز تقيس الروايات بالحجم والضخامة والثرثرات وأراهن أنهم يقرأون الروايات بطريقة ما لا يدرك كله لا يترك كله أريد أن أصل إلي إن الإيغال في الطول كالإيغال في القصر كلاهما له مؤيدوه ومعارضوه " كل حسب حاجته ومن كل حسب طاقته " ولا عزاء للجهلة والحاقدين

     

    ★★ يقول الكاتب المصري المقيم بالسعودية حمدي عليوة

    باختصار القصة الومضة هي قصة مكثفة في أقل ما يمكن من كلمات. مع اتباع عظمة الفن وعظمة المعنى الموحى به هذه الكلمات

    إذن لا عدد محدد للكلمات هي تدخل مع القصة القصيرة جدا تحت مسمى القصة القصيرة جدا.

    وكلمة ومضة هي المبتكرة وتعني البرقية مثل البرق . وكما البرق كاشف؛ في الحقيقة مثل لحظة وفي الفن بإيجاز شديد في الكلمات

    وطبعا التكثيف مع التزام فنية وشروط القصة القصيرة والقصيرة جدا. هو شروطها الأساسية.

    وطبعا ادعاء بعض الكتاب العرب بريادتها واختراعها هو محض كذب واستغفال للقراء لأن القصة المكثفة جدا ( الومضة) موجودة من قبل ميلاد جدودهم

    ولكن في عالم الفيس لا رقيب ولا حسيب

    ويوجد كتاب  للقصة الومضة ( المكثفة جدا) متميزون ورائعون.

    لكن إياك والمدعون أصحاب ادعاء الريادة

    بعضهم ابتكر قالبا يشبه قالب المثل الشعبي المصري العامي وفصحه وادعى ابتكار فنا جديد

    ويكتب بجملة فعلية في الماضي كسبب وجملة  فعلية في الماضي كنتيجة

    وما هذا بفن ولكن تدريب على التكثيف .تدريب وتمرين

    لكن كتبت ومضات جميلة ورائعة؟ نعم صحيح

    لكن هذا لعظمة الفنان الكاتب وليس لعظمة الفن

    اي داعي يستطيع إن يدعو لكتابة جمل شرط  باذا جملة شرط وجملة نتيجة مبتدئا بحرف الشرط إذا

    ألن نجد من يكتب بفنية وعظمة تحت قيد فعل الشرط وجواب الشرط

    وهل وقتئذ يدعى الداعي لمثل هذا بأنه مبتكرا لفن جديد

    طبعا لا

    أنا أهاجم الكذب والادعاء والغرور المخلوط بالجهل ولا أنكر كتابته- الكتابة المشروطة بقالب محدد- تكون كتمرين وتدريب فقط

    فهل يتم التهديف من عشرة لا عبين في نفس الوقت على حارس مرمى وندعي إن هذه رياضة جديدة غير كرة القدم ؟

    أم تمرين للحارس في حراسة المرمى لكرة القدم.

    القصة الومضة قصة من كلمات كلما كانت أقل دون الغموض ولا خسارة المعنى والفنية كانت أفضل وأعظم

    لكن لا تحديد لعدد كلمات ولا شروط زمن محدد ولا قالب  محدد

    احترس من المدعين

    وستبقى القصص الأفضل والأدباء الأفضل

    .نحن دعونا لها أي القصة الومضة المشروطة للتدريب القراء على كتابة قصة مكثفة وتسمى ومضة أو قصيرة جدا  فلا يهم .المهم الفنية والكتابة الأدبية

    واحترس  مما قاله ابن خلدون أن العرب إذا دخلوا بلدا أسرع إليها الخراب.

    وجاءت أجوبة الكاتبة والقاصة العراقية نسرين شكري جميل

    لاشك بأن الثورة التي حدثت في مجال التقنية بالمعلومات ووسائل التواصل قننت من دور قراءة الكتب الأدبية بأنواعها وأجناسها، وأنزلتها إلى الحد الذي أصبحت فيها فئة قليلة من  تهتم وتبحث وتقرأ. الأمر الذي أدى إلى  تراجع الكثيرون عن القراءة والمطالعة بحجة الممل من النصوص المطولة. ومن هنا كان لابد من انبثاق صنف جديد من أصناف الأدب وهو الومضة القصصية التي ألهمت الكثير من الكتاب والأدباء نظراً لخفة النص بقلة المفردات، سلاسة الكتابة مع الأخذ بنظر الاعتبار التكثيف، الاختزال في التعبير وعدم تكرار الكلمات، المعاني المركزة التي تفاجئ القارئ.

    بدايات الومضة القصة

    حول القصة الومضة، فأنا وجدتها في  صفحة للأديب الأستاذ أيمن خليل والاستاذ مجدي شلبي وبدأت الومضة القصصية بالانتشار خلال عامي 2014ـ 2015  على موقع " الفيس  بوك "  وبالتحديد في صفحة سميت

     

    " روائع الومضات " وكنت من أوائل المشاركين في كتابتها على هذه الصفحة. وصدر كتاب بذلك عام 2018 يحمل عنوان " موسوعة  روائع الومضات " بأجزاء شارك فيها العديد من كتاب الوطن العربي.

     

    قواعد كتابة الومضة

    بعد أن انتشرت القصة الومضة، بدأت مواقع وصفحات تداولها، وأصبحت لها شروط وضوابط وخصوصية في كتابتها  لمراعاة ظهورها بالوجه الصحيح والجيد. فتتألف الومضة من العنوان وجملتين أو شطرين، على أن يتخلل الشطرين علامة الترقيم التي تسمى الفاروة المنقوطة، وأن لا تزيد عن ثمانية كلمات من ضمها العنوان ولأتقلل عن اثنتان، وكلاً مما ذكر سابقا لها شروط وقواعد أهمها هي:

    1ـ أن يكون لها عنوان بشرط يكون العنوان أسماً نكرة وليس فعلاً ودالاً على معنى الومضة أي لها علاقة بفحوى موضوع الومضة بحيث تكون الكلمة غير مكرر في نص الومضة.

    2ـ الجملة الأولى من الشطر الاول المحبذ لا تزيد عن أربعة كلمات وممكن بأقل من ذلك على أن تبدأ بفعل ماضي. بعد انتهاء الشطر الأول تستخدم مباشرة(أي عدم ترك مسافة ) علامة الترقيم الفارزة المنقوطة التي تكون بهذا الشكل ( ؛).

    3ـ الجملة الثانية أو الشطر الثاني، بعد الفارزة المنقوطة مباشرة ترك مسافة نقطة واحدة وهنا يكمل نص الومضة بفعل ماضي  المضاد  بالمعنى بما  جاء في الشطر الأول.

    4ـ توضع النقطة بعد الانتهاء من كتابة الومضة.

    5ـ التكثيف والاختزال قدر الأماكن آخذين بنظر الاعتبار المفارقة  والدهشة في النص.

     

    —أن تأثير الأدب العربي على الومضة القصصية أكثر مما هو تأثر الومضة على الأدب العربي لأنها تستمد من ثراء وكنوز الأدب بانتقاء الكلمات التي تحمل المغزى والمعاني القيمة مما يتيح للمتلقي أو القارئ أن يوسع أفقه الثقافي وينمي فيه روح المبادرة والسعي إلى المعرفة باللغة وأغنياء الحصيلة اللغوية بالمفردات والتعبير والدليل على ذلك  الأقبال والمشاركة الفعالة في مسابقة الومضة التي تقيمها الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي وطباعة كتب عن هذا النوع من الأدب. ومن المزايا الإيجابية الأخرى هو تفعيل دور الكتابة واصبح هذا النوع من الادب يستقطب الكثير من الكتاب كأنه كسر حاجر الممل من القراءة. وهذا كله يصب في مصب الأدب العربي العريق الذي يجعله يتجدد دون حالة الركود والجمود. فالومضة تنهل من منهل الأدب العربي وتضيف له ديمومة مع اللمسات الجمالية بصيغة وشكل الكتابة.

     

    ★★وكان الختام مع  الكاتب والقاص السوداني عصام حسين كباشي

    بإيضاح واستفاضة قائلا:

    لا يختلف أن الأديب مجدي شلبي  هو مكتشف هذا الفن إلا مكابر أو حسود، انضممت للرابطة في بدايات تكوينها، والبداية كانت أشبه بالققج من عدة أسطر، ثم بعدد 25 كلمة مع مراعاة التكثيف، ثم  15 كلمة، واستمر الحال فترة من الزمن، ثم أخيرا ثمان كلمات فقط، ولأننا من الأوائل فقد كترت الأخطاء ولكن الأستاذ شلبي كان يتمتع بصبر ومثابرة وكان يدخل مع الأعضاء في الخاص على مواقع التواصل ويناقش معنا النصوص بروية حتى أتقنا هذا الفن، وسرعان ما انتشر بنفس صورته الحالية ونفس الشروط التي وضعها الأديب مجدي شلبي، وفي الحقيقة أنا عضو في الكثير جدا من المجموعات الأدبية، وقد ظهرت في الساحة أقلام واعدة تنسج قصص غاية الروعة والالتزام بالضوابط، حينها أتضرع إلى الله أن يحفظ أستاذنا الجليل شلبي ويمتعه بالصحة والعافية ولولاه لما عرف هؤلاء الشباب ما هي الومضة، وفي ذات الوقت يتملكني احساس بالفخر أنني كنت من رواد هذا الفن ومن الرعيل الأول ومن صبيان ورشة شلبي. سيسطر التاريخ اسمك من نور، ولو نسينا أو تناسينا فالتاريخ لا ينسى.

    ويكمل:

    —حسب رأيي أن هذه الأشكال  الأدبية الحديثة تواكب إيقاع الحياة السريع، ففي القص مثلا نجد هناك شبه عزوف في قراءة الرواية، بينما هناك إقبال للقصة القصيرة والقصيرة جدا، ونجد إقبالا للومضة القصصية، فالقارئ يمكنه قراءة رواية كاملة من خلال ومضة قصصية؛ مثال:

    متأسلمون

    قتلوا المسلمين؛ ليحكموا بالإسلام.

    إذا فككنا هذه الومضة قد تصير رواية.

    ملخص الإجابة أن الأشكال الحديثة من شعر نثري أو هايكو أو ومضة قصصية أو ققج، أعتبرها عملية صحية مواكبة لإيقاع الحياة.

    — للومضة القصصية خصوصيتها وشروطها التي تختلف عن بقية الأشكال الأدبية،

    الومضة القصصية تتألف من فعل ورد فعل، بعد المتن مباشرة فاصلة منقوطة ثم مسافة واحدة ثم نقطة في النهاية. عنوان يتصف بالإيحاء وليس جزء من النص. لا تزيد الومضة عن ثمان كلمات، تعتمد الومضة على: التكثيف، المفارقة، الإيحاء، الاختزال، اللغة الشعرية، الرمزية، سلامة اللغة.

    —أرى أن ثمة علاقة تماس بين (القصة الومضة) وبعض الفنون الأدبية العربية

    فهي تحمل في طياتها روح الشعر ونبض الحكمة وقلب القصة. وملخص رواية. ومع ذلك فهي صناعة عربية أصيلة، لا يوجد في الأدب الغربي نفس شكل وخواص الومضة القصصية.، وقد قام الأديب مجدي شلبي بابتكار هذا الفن، وقد قام بالعديد من المحاولات حتى وصل الحال بالومضة إلى شكلها الحالي، ولكن في بداية البحث كانت الومضة تتألف من عدة جمل وهي شبيهة بالققج، وسعى للتفرد ونجح في إدخال عناصر وضوابط جديدة. ونجحت الومضة، فهي شكل أدبي متفرد لا مثيل له.

     

    وعن  بداية (القصة الومضة) وعن اسم منشئها؛ وبداياتها قال:

    دعاني الأديب مجدي شلبي لمجموعة في الفيس بوك  وهي المسابقة اليومية للومضة القصصية، وقد كانت عبارة عن ورشة أدبية، ظللنا نكتب الأديب مجدي شلبي يحذف عنصر ويضيف آخر حتى تمت صناعة فن الومضة القصصية.

    بالنسبة للمجموعات فهي كلها داخل إطار تلك الورشة، المجموعات كلها من تأسيس وإشراف الأديب مجدي شلبي مثل:

    المسابقة اليومية في الومضة القصصية.

    الرابطة العربية للومضة القصصية.

    خصوصية الومضة القصصية.

    كما أنه توجد كتب ورقية وهي سلسلة كنوز الومضة.

    وأكد أن كتاب القصة الومضة قد استطاعوا التعبير عن حالة التجديد والتجدد التي هي من سمات الإبداع ذاته من خلال نصوصهم التطبيقية؟

     لقد كان لرواد الومضة الفضل غلى هذا الفن بعد فضل الله سبحانه وتعالى ثم برعاية وفضل الأديب شلبي الذي كنت أشفق عليه وعلى صحته فيكاد يعمل جل النهار وكل الليل كي يصنع هذا الفن، وكان الكتاب في حالة تنافس شرس واستطاعوا أن ينشروا هذا الشكل الأدبي وسط استهجان الأدباء تارة واستخفاف بعضهم وتشجيع بعضهم تارة أخرى، أذكر على سبيل المثال لا الحصر:

    أ. أيمن خليل

    أ. لقمان محمد

    أ. حسام شلقامي

    أ. مصطفى شيخون

    أ. فاطمة زعيتر

    أ. خيري الأزعل

    أ. راسم خطاط

    أ. شمسة العنزي

    أ. باسم عطوان

    أ.نشأت فاخر

    أ. علي الهادي علي

    أ. سمر محمد عيد

    أ غريبي أبوعلام

    أ يحيى القيسي

    أ. علي أحمد عبده قاسم

    أ. فلاح العيساوي

    وغيرهم كثيرون الذين حملوا اللواء ونشروا الومضة القصصية حتى أضحت من أهم الأشكال الأدبية.

    — حاضر الومضة القصصية: تتسيد المجموعات الأدبية.

    مزايا الومضة القصصية أنها قصيرة جدا قد تحفظها فور القراءة وتقوم بتوصيل الفكرة أو الرسالة بأقل كلمات.

    عيوبها: لا أعرف لها عيوب فقد قضينا عدة اعوام نعمل كصبيان في ورشة مجدي شلبي ولا اعتقد انه ترك مجالا للعيب أن ينال منها.

    مستقبلها: أتوقع أن تكون الومضة القصصية هي الممثل الرسمي لسائر القصص والآداب، لأنها قليلة الكلمات كثيفة المعان.

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: لم تأخذ نصيبها حتى الآن وسط الفنون الأدبية ..القصة الومضة حائرة بين القديم والمستحدث..!! Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top