• اخر الاخبار

    الاثنين، 26 أغسطس 2024

    الفن ما بين البورتريه والالوان المتداخلة ..بقلم: إنتصار الجنابي

     


     

    في جلسة فنية مثمرة النقاش وخالية من الجدل ، بل كان هناك توافقا للافكار حول الفرق مابين الرسم في لوحات البورتريه اي رسم الوجوه والشخصيات سواء  الشخصيات سواء كانت مشهورة او مغمورة ، والرسم في لوحات الفن التكعيبي وغيرها من اللوحات الاخرى .

    وكان السؤال الذي طرحته على الفنان العراقي  صالح رضا حيث كان لي حوارا معه عن اعماله الفنية وما يواجهه من صعوبات ، وقد طرحت عليه سؤال حول مدى صعوبة تجسيد الشخصيات في لوحة ومدى اختلاف تلك الصعوبة فيما لو كان يرسم لوحة لمنظر طبيعي من وحي الخيال .

    إن رسم الاشخاص وما يعرف بفن ( البورترية ) له مزايا تختلف كليا عن مزايا الانواع الاخرى من فن الرسم ، كاللوحات التعبيرية والتجريدية وغيرها من فنون الرسم ، والسبب يكمن في إن الرسام مقيد في كل صغيرة وكبير ، اي هو ملزم بايضاح اللوحة بحذافيرها ، وخصوصا حينما تكون اللوحة لشخص معروف ، مثلا لوحة  الجيوكندا ( الموناليزا ) للفنان النحات والمهندس الايطالي ليوناردو دافنشي التي رسمها عام ١٥٠٦ ، وقد اعتبرت الموناليزا اكثر الاعمال الفنية شهرة التي تم محاكاتها في العالم  ،حيث تحاكي جمال الصورة وتعبير عن الواقع لشخصية إمراة كانت في ذلك العصر .

     لم ينجو دافنشي ولم تسلم بورتريته من الانتقادات التي وجهت إليه في ذلك الوقت  رغم سحر اللوحة ومعجبيها بسحر الابتسامة وغيرها من ملامح اللوحة .

    وهنا يكمن بيت القصيد ، فلو كانت الموناليزا مجرد لوحة لفنان من وحي خياله لما ذاع صيتها كما يقولون ولما حصدت كل تلك الضجة ومازال صداها إلى يومنا هذا .

    والسؤال يطرح نفسه وقد اجاب عليه الفنان صالح رضا وهو مولع برسم الشخصيات والمشهورة ورغم إن معظم لوحاته بورترية ومحاكاة للمشاهير إلا انه قال لي إن الرسام يواجه صعوبة او احيانا حتى مشاكل وذلك لان بعض الاشخاص الذين يرسمهم لا يقتنعون بملامحهم في اللوحة ، ربما يكرهون عيوب الوجه التي لابد من الرسام ان يظهرها كي تحاكي الحقيقة ، لكن احيانا ربما يواجه الرسام انتقادات من الجمهور والمتلقي ، قد لا يكون المتلقي في دراية لفن الرسم ولمدارسه لكن هذا النوع من الرسم لا يحتاج إلى دراسة ولا يحتاج من المشاهد ان يكون ملما بالثقافة الفنية لأن البورترية هي محاكاة للصورة وللوجه ، كانها مرآة تعكس صورة الانسان في اللوحة ، فاي شخص يستطيع ان يدرك الاختلاف بين الشكل الحقيقي واللوحة بل حتى الطفل يستطيع ان يميز بين شكله في اللوحة وشكله الحقيقي ، وهذه هي الصعوبات التي اوضحها الفنان صالح رضا في معاناته مع فن البورترية .

    فمن السهل على الرسام ان يرسم بحار وجبال واشجار من وحي خياله لانه لا يتقيد بملامح ولا بعلامات كما يتقيد رسام البورترية إلا في بعض الحالات التي لا يمكن ان تخرج عن المالوف ، كلون البحر والسماء ولون الاشجار في الليل والنهار مع انه يمكن له ان يتملص في بعض الاحيان بداعي الاحلام والخيال .

    وانا اضم صوتي مع ذلك الرسام الذي يعاني من تلك الصعوبات فقد جربت رسم وجه لاحد المشاهير وحاولت ان اصل إلى اتقان اللوحة بل وصلت وتمكنت منها لكن ما ان انتهيت منها إلا وقد مزقتها اربا ، كان ذلك انتقادات مني اولا على لوحتي وملاحظات الآخرين ، مع انني اجزم بل كلي يقين ان ريشتي قد اصابت الهدف لكن ما زعزع كياني هو عدم رضى نفسي عن تلك اللوحة وملاحظات البعض لها ، مما جعلني اعدل عن المجازفة في  محاولة اخرى في الرسم وبالاخص رسوم الاشخاص .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الفن ما بين البورتريه والالوان المتداخلة ..بقلم: إنتصار الجنابي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top