قصيدة تعبر ببراعة عن الألم العميق الذي خلفته كارثة ويناد في ولاية كيرالا. بأسلوب شعري مؤثر، يصور فيها مشاهد الفقدان والحزن، وعن مشاعر الإنسانية المشتركة. يصور الشاعر الألم والفقدان، ويزرع بذور الأمل والصبر في قلب المأساة. تحمل رسالة عالمية عن التضامن في مواجهة الشدائد.
قَلْبِي عَلَيْكَ مُحَرَّمٌ أَنْ تَعْتَذِرْ
وَأَتَاكَ وَقْتُ الشِّعْرِ خُذْ مِمَّا زَفَرْ
فَإِلَى مَتَى تَبْقَى بِحُزْنِكَ صَامِتًا
أَلَكَ الدُّمُوعُ لَدَى الْحَنَاجِرِ تَنْهَمِرْ؟
عَيْنَاكَ سَدَّتْ مَا تَرَى "جُور المَلَا"
كَيْ لَا تَدَفَّقَ مِثْلَ جَبَلٍ بِالْحَجَرْ
أَذَكَرْتَ "مُنْدَكَّيْ" وَأَنَّةَ
قَلْبِهَا
فَمَتَى لَهَا يَبْكِي ضَمِيرُكَ بِالْحِبَرْ؟
وَاللهِ مَا نُعِيْتْ بِلَادٌ مِثْلَهَا
"وَيَنَادُ" دَمْعَةُ كيرَلَا هَذَا
الْمَطَرْ
شَهِدَتْ حَوَادِثَ كَسَّرَتْ أَعْمَاقَهَا
وَلَكَمْ أَشَدَّ رَأَتْ رَزَايَا وَالضَّرَرْ
قِطعَاتُ أَجْسَادٍ وَمَوْتَى فِي الدِّمَا
نَهْرٌ تَخَالَطَ مَاؤُهُ حَرُّ الْعَبَرْ
مَضَتِ اللَّيَالِي وَالنِّيَاحُ تَطَاوَلَتْ
وَعَويلُ أَطْفَالٍ يَتَامَى يَنْتَشِرْ
فِي لَيْلَةٍ خُطِفَ الضِّيَاءُ عَنِ الْحَيَاةِ
بِظَلامهَا بَانَتْ مَصَائِبُ فِي الْبَصَرْ
أَسَمِعْتَ أُمًّا دَمْعَهَا وَأَنِينَهَا
يَحْكِي كَأَنَّ الْمَوْتَ أَقْرَبُ فِي النَّظَرْ
هَرَبَتْ مَعَ الْأَطْفَالِ لَيْلًا فِي الْبَلَا
أَصْحَتْ سُيُولٌ مِنْ عُلَى ذَاكَ السَّحَرْ
دَهِشَتْ وَفَرَّتْ بِالْحَيَاةِ تَوَقَّفَتْ
وَأَمَامَهَا فِيلٌ إِذَا أَيْنَ الْمَفَرْ؟
وَلَكَمْ تَعِبْنَا وَالْتَجَأْنَا هَهُنَا
يَا فِيلُ لَا تَظْلِمْ عَلَيْنَا فِي الْخَطَرْ
وَتَسَوَّلَتْ تِلْكَ الْعَجُوزُ لِرَحْمَةٍ
ذَرَفَتْ عُيُونُ الْفِيلِ أَكْثَرَ مِنْ بَشَرْ
أَرَأَيْتَ وَجْهًا مُوجَعًا مِنْ أُسْرَةٍ
فَلَهَا رَآهُ الدَّهْرُ دَمْعًا كَالْأَثَرْ
وَهُنَاكَ أَرْضَعَتِ النِّسَاءُ يَتِيمَهَا
وَصِغَارَهَا حَمَلَ الرِّجَالُ إِلَى الدُّورْ
وَعَلَى الطَّرِيقِ مَرَاكِبُ الْإِسْعَافِ يَا-
أَسَفِي عَلَى أَسَفٍ تَضَاعَفَ فَاصْطَبِرْ
حُزْنًا عَلَى حُزْنٍ دَفَنَّا قَدْ دَنَا
قَبْرٌ إِلَى قَبْرٍ صُفُوفًا كَالدُّرَرْ
ضُبَّاطُ هِنْدٍ قَدْ بَنَوْا بِجُهُودِهِمْ
وَقُلُوبِهِمْ جِسْرًا تَيَسَّرَ مَا عَسَرْ
وَوِلَايَةٌ مَدَّتْ أَيَادِيَ نَحْوَهُمْ
بِطَعَامِهِمْ وَكَسَائِهِمْ نِعْمَ الْخَبَرْ
لِإِعَادَةِ التَّأْهِيلِ وَعَدَ كَثِيرُهَا
بِمَبَالِغِ الْأَمْوَالِ نَزَلَتْ كَالْمَطَرْ
وَأَتَتْ بِمَا فِي وُسْعِهَا وَجُهُودِهَا
لِإِغَاثَةِ الْمَلْهُوفِ فِي وَجْهِ أَبَرّْ
كَلَّا وَإِنْ كَانَ الْبُكَاءُ بِقَلْبِهَا
وَسَتَزْهَرُ الْأَفْرَاحُ يَوْمًا كَالْقَمَرْ
وَسَتَمْسَحُ الْأَحْزَانَ فِي قَوْلٍ لَهَا
قَدْ قَدَّرَ الرَّحْمَانُ هَذَا يَخْتَبِرْ!
0 comments:
إرسال تعليق