جاؤوا بي إلى المستشفى و أنا لا استطيع الحراك فوضعني العاملان على حمالة المرضى و سمعتهما يقولان : أف ما أثقل جثته لم أقل شيئا و تمنيت أن يقصر الطريق إلى سريري لأوقف نزف الجرح الذي سببه العاملان بثرثرتهما
ثم دخلوا بي إلى غرفة طويلة مليئة بالمرضى و
المرافقين و كنت متعباً فلم أستطع أن أتكلم إلا بصعوبة و ظنني القوم في حالة الغرغرة
فجعلوا يلقنونني الشهادتين
نظر إليَّ أحدهم بحزم و كأنه يتكلم مع طفل صغير
و قال :
لا إله إلا الله فقلت بصوت مهزوم : لا إله إلا
الله ثم نظر إلى من حوله و هو في حالة شك و سألهم : هل قالها ؟
و حين مضى جزء من الليل انفض القوم و جاءني أحد
المرافقين لمريض بجانبي فجعل يردد الشهادتين أمامي و أنا أرددهما و يسكت دقيقة ثم يعود
و يرددهما و أرددهما أنا بطيب نفس مع ما كنت أعانيه و أنا لا أستطيع أن أقول : أنا لست في حالة غرغرة و لم أستطع أن أوضح للمرافق
أن تلقين المحتضر يكون مرة واحدة إلا إذا تكلم بكلام آخر فيعود الملقن لتلقينه ليكون
آخر كلامه لا إله إلا الله و قد استمر التلقين المتتابع المرهق طيلة الليل إلى أن تنفس
الصبح و حضر الطبيب فأعطاني مخدرا أراحني من هم الدنيا قليلا
0 comments:
إرسال تعليق