(عز الظهر) اسم نص قصير للقاصة والروائية (منى الشيمى ) نشر فى ملحق الجمعة الصادر مع جريدة الأهرام فى صباح يوم الجمعة الموافق ( ٢٩ / ٥ / ٢٠٢٠ )
نص ما ان تبدأ فى قرأته ، حتى تنتهى منه لأن النص به ما يجبر القارئ على التهامه
و بدأت فى قرأت النص ، وقد و جدتنى مجبرا على أن انتهى من النص كلة فى نظرة واحدة .. لان المبدعة قد نجحت فى أن تجبر القارئ على ان يتفرغ لنصها ويغلق هاتفة ليعيش أحداث النص ؟!
هذا النص الملغم بكل سمات الابداع ..فقد نجحت المؤلفة فى ان تنسج نصا مكتمل الأركان من اللغة التى تمزج ما بين الفصحى والعامية ، نفس لغة الف ليلة وليلة تلك التى تمزج كل شىء فى ثنايا الحكى ..ومن هنا وجدنا نصا مميزا فى الف ليلة وليلة وكذلك عند منى الشيمى حيث وجدنا الواقعية السحرية التى اثرت فى كبار كتاب العالم .
ففى هذا النص القصير ، نجد به كل شىء من السياسى إلى الاجتماعى إلى الأخلاقى إلى الدينى ، نص لا تتعدى كلماته الالف كلمة ..حيث بداء بهذا الاعتراف ( انا ابن عبد الغنى الموظف بالسجل المدنى و فتحية محمود مدرسة الابتدائي ) هذا هو مفتتح الحكى الذى نلتهمه التهاما لكى نعرف سر هذا الاعتراف ،ومن اعترافات الفتى إلى إدارة الأحداث بحرفية عالية , فعشنا احداث تلك القصة التى تقوم على الفتى الذى يبتز والده الموظف والمرتشى حيث وقف الطفل على حرف سطح المدرسة واخذ يفضح ابيه الموظف فى مصلحة ( السجل المدنى ) ولا يقوم بعملا ما إلا بعد أن يبتز الجمهور من الناس الذين يريدون أن ينهو اوراقهم ، بأن يأخذ أموالا من كل من يريد أن ينهى أوراقة ..وان امتنع هذا الشخص عن الدفع ، يتحجج عبد الغنى والد الطفل الفاضح له بأن الورق غير مكتمل ..
_ وكان أول اعترافات الطفل لأبيه هو أنه بخيل حيث قال ( اسمعوا يا اهل النجع ، انا أبويا بخيل ....) ومن هذا الاعتراف الى اخر النص حيت يتصالح الاب مع ابنه الثائر علية ، ويتحركا معا . و هذا الطفل ما هو إلا ( جان جاك روسو ) واعترافاته التى نعلمها جميعا ..التف الناس وتجمعوا أمام المدرسة ليسمعوا كما كانوا يسمعوا نشرات الجزيرة ، التى كانت قائمة على الفضائح من أجل جذب المشاهدين لها ، وهذا الذى يقوم به الطفل بفضح أبيه البخيل ليبتزه ، لكى يدفع له اشترك النادى ، كل هذا يحدث والاب فى عملة بالسجل المدنى يبتز الناس لينهى لهم أعمالهم التى هو مكلف بالقيام بها أمام القانون ، لكنه رجلا مات ضميره فستحل مال الغير ولأنه يأكل هو و أسرته حراما فكان ابنه ابن حرام..
الناس تتجمع لستمع وترى اعترافات الفتى ، وصاحب المقهى احسن استغلال الموقف وطلب من العامل لديه أن يؤجر الكراسى لمن يريد ان يجلس ليشاهد مسرحية الفضيحة ..و من يجلس فى الصفوف الأمامية بسعر ، ومن يجلس فى الكراسى الخلفية بسعر .. كأننا فى مسرح نشاهد احداث مسرحية والجمهور يدفع للمشاهدة لانها مسرحية قائمة على الفضائح والابتزاز الذى يقوم به الطفل محرك الاحداث لغاية موجوده داخلة و من أجل تلك الغاية فضح ابيه وأمه التى تم نعتها أكثر من مرة ب( الصايعة ) والتى هى بدورها تنعت جميع نساء الحارة بالصياعة ..ومن هنا نتذكر الشيخ حسنى فى فيلم ( الكيت كات ) الذى فضح الحارة دون أن يقصد ، ولم يكن داخلة اى هدف او غاية وهو يحدث الرفاق عما تموج به الحارة من فساد للركب ، ويعود الاب من عملة ليجد ما يقوم به ابنه من فضحة على رؤوس الأشهاد فحاول أن يلم الموضوع على طريقته كما حاول حسنى مبارك مع ثوار ٢٥ يناير وفشل الرجل كما فشل حسنى مبارك
والكل يشاهد والكل يستمتع بما يرى من فضائح تريح اعصاب أهل الحارة لانهم ليس اعضاء فى الاحداث ، وانما مشهدون لها ..والفرق واضح ولا يريد شرحا وتستمر الاحداث ما بين شد وتهديد ما بين الأب وابنه والضغط من قبل الابن على أبيه عندما فضح أمه وأبيه ، عندما وجد أبيه زميل أمه مدرس التربية الرياضيه منذوى داخل مسقط الشقه فهم أن يضربه لكن الزوجة تدافع عن عشيقها وتساعده على الهروب ..ولأن الزوج على رأسه بطحه فلم يقدر على أن يتخذ موقفا رجوليا لانها قالت له ( لو فضحتنى هبلغ عنك) ومن هنا رضخ لهذا التهديد ، وأخذ ينعتها بالصايعة ..وهى تنعته بالمرتشى..
ونفر من الجمهور المشاهد للأحداث اخرج هاتفه وأخذ يصور الأحداث لما بها من عناصر تشويق ،سوف تأتى بأعلى مشاهدة عندما يعرض الفيديو على اليوتيوب..
وتجرى الأحداث الفضائحية والمساومات بين الأب وابنه ،
لكنتشف أن الابن يقوم بفضح أبيه لانه يرفض أن يدفع ثمن اشتراك نادى حمام السباحة..
وتحت تصميم الولد يوافق الاب على الدفع وان يسلم الفلوس لطرف ثالث لأن الابن لا يثق فيه ..
وهنا يهبط الفتى من على سطح المدرسة التى فشل الأب أن يصعد الاب إليه ليضرب ابنه وينزله من عليها ..نزل الفتى ووقف بجوار أبيه الذى قال له( انت فضحتنى ) فقال الفتى ( والله العظيم ما قلت حاجه )
وبهذا ينتهى النص أو المسرحية أو الفيلم أو الرواية ..سميه ما شأت غير أن ابداع منى الشيمى يستحق الشكر والتقدير ،لانه يقدم لان المتعة التى يجب أن نجدها فى الابداع .
0 comments:
إرسال تعليق