• اخر الاخبار

    الأحد، 14 يناير 2024

    احلام قرمزية ...✍️ قصة قصيرة... كتبها/ أبو دارس..يحيى النجار

     

     


    أطلقتْ لصوتها العنان مرددةً إُغنيتها المفضلة بعد أن اطمئنت أن احداً لا يسمعها واجتازت منتصف الوادي الأخضر الجميل المزروع بأشجار البن والقات..

     توقفت فجأةً وصاحت:-

    ="يا الله من عكر صفو الماء."

    أسرعت نحو الحوض وسط الوادي, حيث المياة الصافية والصخرة الكبيرة التي احتضنتها اكثر من ثلاث سنين.

    جلست على الحافة تردد أبيات شعرية تخاطب السماء, بصوتٍ يخالطهُ الحنين:--"يا زرقة السماء وذرات الهواء..

    هل توصلين اليهِ رسالتي؟"

    تتدحرج الدموعُ على خدها ناصع البياض لتتساقط كحبات البرد.

    ="إخبريه بإني لا املك المال.. لكني املك قلباً ينبض بحبه, ولساناً ينشد ذكراه"

    نفخت اكثر من مرة وبدأت تقذف الحصى نحو وسط الحوض.

    اعجبها منظر الدوائر التي يرسمها إرتطام الحصوات بسطح الماء, تبداء صغيرة ثم تكبر ثم تتلاشئ.

    تهمس بحزن:-- "اح لقد تركني.. وذهب, لم يفم قلبي الكبير"

    يخيم الصمتُ على المكان.

     فتحط حمامتان بالقرب منها, تنظر اليهما بأبتسامة تتأمل الذكر. الذي بداء يدور حول الانثى ويصدر هديلاً موسيقياً.

    تضحك وتحدث نفسها:-

    --"إنه يتغزل"

    ُتتحسس ظفائرها وتمسح على خدودها, تتخيلهُ يحتضنها.

     ينعقُ غراباً ليقطع عليها لحظات رائعة.. تردد:-

    "فكيف الخيرُ من وجه الغرابُ*"

    تعاود النظر إلى المياة تتأمل ضفدعاً كبيراً وقف على صخرةٍ مترقباً ليقفز فجأةً على ظهر ضفدع صغير مر من امامه.

    أطلقتْ ضحكةً قويةً وتمتمت:-

    "نفس عنجهية الرجال."

    دارت بها الذكريات.

    "لماذا يصر اخي على تسمية إبنتهِ بسوسن...

    سوف أسميها (ثُرياء) غصباً عنهم.. إنها أجمل قصيدةً عندي."

    رنَّ في إُذنيها صوت أمها:-

    .."عنيده مثل أبيك."

    تشعر بالفخر وترد:- ---"وماذا يا أمي؟"

    ..."ليت الشعر كان من نصيب اخيك."

    تسأل:-

    --" وهل حرام اني سرت شاعرة"

    ترد امها بعنف:-

    -"لا بس انتِ....."

    تسقط دموعها مرة اخرى, وتردد:-- "كلهم متخلفون."

    تتخيل صوتاً يخاطبها:-

    .."لاتكوني حاقدة"

    تصيح بدون شعور:--"لا لا لا".

    تنهض من مكانها تلتفت يميناً ويساراً .. تهمس.:-

    ..."لا احد هنا"

    ً"الرجال مشغولون بتربية القات والنساء يتزاحمن حول النبع."

    تغوصْ في المياةِ الباردة..

    تتفاجأ بصوت وقع اقدام, تحاول الخروج من المياة بسرعة لكن القدر يفاجأها من جديد.

    تتخيلهُ واقفاً على حافة الحوض.

    يقف صامتاً.

    تبتسم,  تتمتم:-"تعال تعال"

    تحاول أن تسبح بأتجاهه دون جدوى.

    "--ياللهول إنه يبتعد, يبتعد,  يبتعد"

    تتخبط فالمياة وينتفض جسمها.. تتلبد السماء بالغيوم السوداء..

    تصيح:-

    ليردد الصداء ابيات قصيدتها (من وحي قلبي).

           ....تمت.....

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: احلام قرمزية ...✍️ قصة قصيرة... كتبها/ أبو دارس..يحيى النجار Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top