ارتكبت في تاريخ البشرية اشنع جرائم الاعتداء
وأقذر حوادث القرصنة، وباسمه كذلك استرقت شعوب واستبيحت حرمات، وأهدرت حريات وجولات
بين الكر والفر السياسي كما هو الآن، حتى لقد وصل إلى ما نراه فى جرائم اسرائيل، والاعتداء على كل ما تطوله ذراعها
كما تقول، زاعمه حماية حدودها الآمنة، بجيشها لا بالبروتوكول أو المعاهدات والنصوص
أو الاتفاقات بين جيرانها.
وإذا عدنا بالفلاش باك يتكشف الوجه القبيح لأمريكا،
بعدما ظهرت للعالم كله الأهداف الخفية من احتلال العراق، وانكشف المستور وأن الهدف
هو تقسيم وتفتيت العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة، واحتلاله والسيطرة عليه ودحر أية
قوة تهدد اسرائيل.
وقتها صرح كولن باول بقوله: "حرب العراق
هى الخطوة الأولى لتغيير الشرق الأوسط أو الشرق الأوسط الكبير، بحسب الرؤية والمصالح
الامريكية"، وكان رد فعل القيادة السياسية المصرية حينذاك تحركها النشط لدحر المؤامرة
الامريكية فيما يسمى بمؤامرة زرع وهم الاصلاح والديمقراطية بمثابة ضربة قاصمة فقدت
الامريكان صوابهم بشلل كبير ..
واثارت تصريحات وتحركات الرئيس مبارك - حينئذ
- فى مواجهه مخطط الشرق الأوسط الكبير، حالة من الغضب الشديد فى أركان الادارة الأمريكية،
حيث سارع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، إلى تشكيل فريق عمل ضم كل من ريتشارد ارميتاج
نائب وزير الخارجيه الامريكى وعشرات المتخصصين فى شئون الشرق الأوسط لإعداد ملفات لعرضها
على بعض قادة المنطقة "مصر والسعودية وليبيا والإمارات وتونس واليمن والسودان
ولبنان، وشهدت الأيام التالية تصعيدًا أمريكيًا لفرض مشروع الشرق الأوسط الكبير على
المنطقة، إذ تقدم ٣٠ عضوًا بالكونجرس اقتراحات تقضى بإعداد دستور، أو قانون أساسى أمريكى
تلتزم به الدول العربية، كأساس نهائي للإصلاح والتطوير .. واقترحت مذكرة الكونجرس التى
نقلت إلى البيت الأبيض والخارجية الأمريكية، منح الدول العربية مهلة لا تتجاوز الستة
أشهر فقط، لتعديل دساتيرها القائمة، ووضع دساتير
جديدة تكون مقدمة عنوانًا للإصلاح، بحيث يكون
الشكل الأمثل لدستور الدول العربية متضمنًا بعض النصوص منها :
* التأكيد على أن نظام الحكم يأخذ بالديمقراطية
والتشاور مع القوى والفعاليات كأساس لسلطة القرار السياسى ،،
* القبول بالتعددية فى الرآى وتأكيد اعطاء كل
الضمانات السياسية والقانونية، اللازمة لتكوين الأحزاب وتقوية دورها، وجعلها تمارس
حقها الطبيعى فى تداول السلطة، وان النظم الجمهورية فى المنطقة يجب أن تعترف صراحة
فى دساتيرها، بأن حق تداول السلطة بين الأحزاب واجب مقدس، وأنه سيتم تطبيقه من خلال
العمل المشترك مع الأصدقاء الدوليين، لرفع الوعى السياسي و المشاركة السياسية لدي الجماهير
وتطوير الأحزاب.
* وتشير المذكرة أيضًا إلي أن العديد من أنظمة
الحكم فى المنطقة فرضت الأسلوب القسرى على كل حدودها.
* فضلًا عن منح استقلال ذاتى لبعض الطوائف والأقليات
فى إدارة شئونها الداخلية، أو تمثيلها لدى الحكومة أو في تعاونها واتصالاتها مع الجهات
الخارجية، وقطعا مفهوم المقصود من هذا الكلام الأخير زعزعة الاستقرار في البلاد المستقرة..
والمقصود قطعا مصر على سبيل التأكيد . .
*واكدت مذكرة الكونجرس أيضًا ما معناه أن كل
الأعمال، التى تتم باسم الدين يجب أن تختفي، لتكون باسم الشعب والديمقراطية و الحرية
وغير ذلك من المعانى اللادينية.
ونحن نرى بعد ما يسمى طوفان الاقصى كيف تحركت
أمريكا وحلفاؤها بمد اسرائيل بكل ما تحتاجه من أسلحة دمار، للمحافظة على أمنها واستقرارها
فى المنطقة، وتحركت حاملة الطيران الامريكية( جيرالد فورد) إلى شرق البحر الأبيض المتوسط
لتعزيز وضع القوات الامريكية فى المنطقة، ونشر أسراب المقاتلات اف ٣٥ واف ١٦ واف
١٥ فى المنطقة دعما لاسرائيل، فى ظل التطورات، وذكر بيان ان الولايات المتحدة تحتفظ
بقوات جاهزة على مستوى العالم، لتعزيز وضع الردع إذا لزم الأمر، وقطعًا تدخلت القوات الأمريكية أيضًا لضرب شعب فلسطين،
فضلا عما كانت تمده كل الدول الاستعمارية المصاحبة
لها، وتدك غزة وتجعلها عبرة لكل ما تسول نفسه دخول حرب مع اسرائيل، وفرصة لتهجير أصحاب
الارض إلى سيناء بداية فى تنفيذ المخطط، وأيضًا اغتنام ما تسمى ثورة سوريا واغتيال نصر الله وغيره، وبترك حزب الله سوريا
احتلت اسرائيل بعض المناطق السورية، ودمرت البنية التحتية للقوات الجوية والبحرية السورية،
واغتالت بعض أفراد القوات المسلحة وبعض الشخصيات، وتهديد إيران بضرب المفاعل النووية،
وبالتوازي فشل مجلس الأمن والمنظمات الدولية فى ردع العدو الاسرائيلى، ووقف اطلاق النار
بغزة، لاستخدام أمريكا الفيتو وإعاقتها كل القرارات الهادفة لإعادة الهدوء بالمنطقة
العربية، لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد بالقوة، والذ أعلنه ترامب بوضوح، حين صرح
بأن مساحة اسرائيل صغيرة، والمعنى واضح وفى علم الله سبحانه، والأيام المقبلة ستكشف ما تعتزم الادارة الامريكية
الجديدة في ٢٠يناير الحالى، من خطوات لوضع مخطط الشرق الأوسط الجديد قيد التنفيذ.
إن غدًا لناظره قريب اللهم أنصر عبادك المستضعفين...
0 comments:
إرسال تعليق