يعد الفنان هاني محي الدين من "الجيل الثالث"، لفناني الحركة التشكيلية في العراق، هذا الجيل الذي أثر وتأثر بالتجارب الفنية المتميزة والمتجددة.. لأنهم ينتمون إلى الأفكار الإنسانية التي تنمو طبيعياً وفق ظروف زمانها ومكانها. مثلما هو إنفتاحهم الجاد على التجارب العالمية الرصينة.
ولقد حاول محي الدين، أن يقدم كل عشر سنوات تقريباً،
تجربة فنية خاصة، "كأسلوب فني" و"كطرح فكري" يضعها في خانة معينة،
لغرض العمل عليها وفق منهجيته الحدسية، والثقافية، والعلمية، والفكرية، والجمالية،
المتراكمة، طوال أكثر من خمسين سنة متواصلة. وهو بذلك قد مر بخمس مراحل، على النحو
التالي:
1- المرحلة الاكاديمية: وهي من أهم المراحل بالنسبة
لأي فنان في بداية مسيرته الفنية، كونها تعتمد على ممارسة الدرس الأكاديمي الصارم،
ونضوجه وترسخه في ذهن الفنان طوال حياته.. لذلك لم تمر هذه المرحلة مرور الكرام عند
الفنان هاني محي الدين، بل أستثمرها بأقصى درجات تعلمه فن (الرسم) بقواعده الأكاديمية،
في: البورتريت، والطبيعة، والستلايف، والأهوار، والمناظر الإنطباعية الأخرى.. التي
أثبت فيها انه فناناً متمكناً من أدواته الأكاديمية الصرفة.
2- المرحلة التعبيرية الرمزية: وفيها طرح أفكاراً
معاصرة، حيث أستخدم الإشارات البصرية المعروفة، ورموز حيوانية عامة، وأرقام، وحروف،
لكل لوحة مدلولاتها الفكرية المعاصرة.
3- المرحلة التعبيرية التركيبية: في هذه المرحلة
حاول الفنان محي الدين، أن يقدم لوحات ذات البعد البصري العامودي الواحد، وهي أغلبها
مستوحات من المساجد، والبناء على الجبال، وكأنها بيوت مبنية الواحد فوق الأخر..
4- مرحلة تأثره بمدرسة بغداد في التصوير الإسلامي
العباسي والرائد يحي بن محمود الواسطي، ولكن برؤية معاصرة: إذ قدم هاني محي الدين،
في هذه المرحلة لوحات محاكاة، أو مناغاة على ضوء مدرسة الواسطي التي تتسم الرسم بالمنمنمات
الملونة والشناشيل، والتفاصيل الدقيقة الأخرى، والأشجار والبيوتات المختزلة حد المسحة
الضبابية، التي اتسمت بالشفافية العالية. وكأنها مرسومة بالألوان المائية.
5- مرحلة الفن الحديث وفنون ما بعد الحداثة
(التعبيرية التجريدية الحديثة): بحث الفنان في هذه التجربة عن بصريات التجريدية التي
تعج فيها الحركة التشكيلية الحديثة في العالم.. وهي غالباً ما تعالج الدواخل النفسية
للفنان نفسه، التي تترأى أحياناً للمتلقي وكأنها رسوم عفوية، حيث تتقاطع فيها الخطوط
وتتمازج الألوان بشكل لا إرادي، وتتداخل رموز وإشارات مع بعضها البعض.. وهكذا..
الفنان هاني محي الدين، مواليد الموصل –
1955. دكتوراه دراسات نظرية، فنون تشكيلية/ رسم. أستاذ فن في كلية الفنون الجميلة/
قسم التربية الفنية/ جامعة بغداد. أقام أربعة معارض شخصية. أشترك في جميع المعارض والمهرجانات
التي نظمتها دائرة الفنون في وزارة الثقافة، وجمعية الفنانين، داخل العراق وخارجه.
حصل على عدة جوائز دولية ومحلية، منها (أوسكار القاهرة). عضو في كل من: جمعية الفنانين
التشكيليين العراقيين، ونقابة الفنانين.
0 comments:
إرسال تعليق