كشفت حادثة مقتل ثلاثة من الأطفال ذبحا بمعرفة الأم التي حاولت اللحاق بهم برمي نفسها أسفل عجلات جرار زراعي كان يسير بالطريق العام . ولولا حكمه السائق لماتت الأم في الحال .كلمات الزوج المكلوم في أولاده وزوجته والعائد لتوه من السفر بعد علمه بالحادثة تكشف عن قضية كبيرة ومتشعبة الزوج الذي أم المصلين في صلاة الجنازة قال ( رحم الله أبنائي وطالب الحضور بالدعاء لهم بالرحمة والمغفرة والدعاء لزوجته بالشفاء وأكد أنها كانت نعم الزوجة وأنه يحتسب كل ماقدمته في غيابه ليكون في ميزان حسناتها وقطعا لكل الألسنة وغلقا لكل الأبواب قال .. الله عز وجل يعلم مالا تعلمون )
الزوج والواضح أنه رجل تقي وحافظ لكتاب الله
وبرغم الصدمة كان قويا وصابرا ومحتسبا . حالة الزوجة المكلومة شفاها الله تكشف
أنها مريضة وتعاني حاله من الاكتئاب الحاد . فالمال لم يحقق لها الاستقرار
والاستمرار والهدوء . وهذه حالة يعاني منها قطاع كبير وعريض من شبابنا الذين
يضطرون للسفر والمكث هناك لسنوات . تسارع وتيرة الحياة لتحقيق أكبر قدر من الدخل
المادي . يدفعهم لضرب الثوابت والغياب . أنا شخصيا أعرف العشرات يغيبون بالعامين فأكثر .
علاوة علي ذلك وطبقا لطبيب نفسي
شهير وتعليقا علي حادثة ميت تمامة فإن الوحدة التي بعاني منها الناس أحد أهم
الأسباب للمرض النفسي الذي يبدأ بدرجاته المتدرجة . والغريب في الأمر أننا في مصر
مازلنا ننظر الي المرض النفسي باعتباره عارا وسبه وهو ليس كذلك فهو ككل الأمراض
ونحن جميعا عرضه له الاحصائيات تنذر بخطورة التراخي والابطاء في مواجهه حالات كثيرة
لمرضي الاكتئاب النفسي .وبالتالي فقد يدفع
ذلك الكثير من الأسر بكتمان الأمر والعزوف عن الذهاب الي الطبيب النفسي ظنا منهم
أن الأيام كفيله لعودتهم الي سيرتهم الأولي والنتيجه المؤلمه تطور الحاله وقد تصل
الي الانتحار أو إيذاء الآخرين كما حدث في حاله ميت تمامه بالدقهليه . ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
**كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق