• اخر الاخبار

    الأربعاء، 26 يناير 2022

    .البراءة والفكر ..رواية: أنا لا أخاف.. تأليف: نيكولو امانيتي ..ترجمة: احمد الصمعي..قراءة :أسمهان حطاب

     

    .

    .


    .الرواية تبدأ احداثها، في بلدة ريفية فقيرة، اربعة منازل، تعيش عوائلها متألفة  ، كبارا وصغارا، يلعبوا اطفالهم رغم اختلاف اعمارهم، معا طوال الوقت، يتسابقون ويتحدون بعضهم، وسط سنابل القمح الذهبية، كبير المجموعة يدعى( جمجمة) جسور وهو دائما مايدفع البقية لخوض مغامرة، دائما له الغلبة، يفوز بشتى الطرق،( ملكيني) احد افراد المجموعة وهو الراوي في هذه الرواية، له عائلة صغيرة الاب والام والاخت ( ماريا) يعيشون في بيت صغير وضيق،امه سيدة جميلة ودائما ماتعتني وتحرص على اطفالها، في وقت غياب زوجها الذي يعمل في شاحنة في ( الشمال) يغيب اياما عديدة، لتبقى في انتظاره.

    مسابقات مجموعة (جمجمة )، كان فيها عقاب للخاسر، العقاب يختاره  القائد، وغالبا مايختار اشياء غريبة ، وقاسية، واحيانا كثيرة، تكون دنيئة وغير مقبولة، وخطرة،( بربارة) الطفلة السمينة في المجموعة، دائما هي كبش الفداء، تقع عليها العقوبة، والتنفيذ، احدى المسابقات ، كانت حول صعود هضبة تبعد مسافه عن البلدة، والخاسر يدفع ثمن  التأخر.

    خسرت  الفتاة، طلب منها ( جمجمة) طلب دنيئا، وان تخلع شيئا من ثيابها، رفضت وطلبت ان يصفعها بدل ذلك،في لحظة، اوقفها (ملكيني) من ان تفعل واخذ العقوبة بدلا عنها، هذا اغضب (جمجمة) وجعله يتسلق بناءا معزولا ومهدم،ابسط شي ممكن ان يحدث له، هو تكسر عظامه، تسلق البناء الهرم، وكاعد ان يسقط مرات عديدة، لكنه نجا، ووجد شيئا ليس في الحسبان، وجد طفلا صغيرا في نفس عمره، ظنه ميتا، حركه ولم يستجب، بعد ان نادته المجموعة، خرج من البيت الخرب، ولم يخبر احد بما رائ، ظل يفكر هل ماراه حقيقة ام وهم، الحر الشديد، عاد مرة اخرى في يوم اخر، ظن انه يحرك ميتا،اتضح انه حي، صرخ صراخا شديدا وهرب، وبقي ملتزما الصمت، هذه الفترة يعود والده.الذي يبدو طيبا ومتسامحا ومحبا ،عادلا في توزيع الهدايا والعمل، يزورهم صديق والده ، رجل عجوز،يتشارك الغرفه مع ( مكليني) الذي يرفضه في البداية، خاصة بعد ان سمعه وهو يتحدث معه بلهجة فيها اوامر وقساوة، ويفهم انه ليس صديقه بل سيده وشريك له في خطف طفل، تظهر سيدة على شاشتهم بالابيض والاسود، لتطلب وتتوسل من الخاطفين ارجاع( فيلبوا) طفلها الصغير، وانها ستجمع لهم المال الذي طلبوه،لئلا يؤذوا ولدهايشعر ( مكليني) بالانذهال من اختلاف صورة والده المثالية المزيفه، والناس من حوله، بعد ان رسم لهم وجوه ناصعه وقدسيه في خياله،

    يعاود زيارة ( فليبوا) هناك في مخبأ البيت المهجور، لكن الطفل وكأن دماغه قد غسل تماما، وغرست فيه افكار مجنونة، فهو يعتقد انه ميت، وانه في الحفره بأنتظار الجنه، ظن ان اهله قد ماتوا جميعا، وان عليه ان ينتظرهم في حفرته،يعاود عدة مرات زيارته ، يعطيه طعام، يمسح وجهه، يحاول ان يعيد له فكره وذهنه، يشرح له انه حي وليس ميت،( الوحوش غير موجودة، الانسان والذئب الساحرات،جميعها خرافات لتخويف الاغبياء مثلك، ينبغي ان تخاف من العباد لامن الوحوش) ، يخرجه من حفرته، ويعيده، لكن دون جدوى، يبقى كذلك حتى يشي به( سلفادور) صديقه المقرب، بعد ان اطلعه على سره، ينال عقابا من احد افراد الخاطفين، يعيده الى منزله، ويقسم بأن لايتحدث اويذهب الى حفرة الطفل، وان ينسى امره تماما والا قتل( فيلبوا) يقطع الزيارة خشية عليه من القتل.يبقى افراد العصابة الخاطفين، والده واصحابه الثلاثة يلتقون في منزله، يلقي كل مهنم الاخر الشتائم على بعضهم البعض،يفكرون في ذبح الطفل والتخلص منه، يسمعهم ( مكليني) ويخرج ليلا محاولا البحث عن مكانه الجديد، يجده في حفرة ثانية، وقد نهك جسمه تماما، يخرجه كيفما كان ثم يسقط مصابا برجله جرح عميق ، يفقده وعيه.

    .

    الرواية تنطق، ببراءة الاطفال،حيث برع الكاتب بوضع طفلا يتحدث،عن طفولته، ومخاوفه البسيطة، حيث العمالقة والساحرات، وقساوة البشر،الفكر والبراءة، طفل اعتاد الرضوخ لما يسمع، وطفل يفكر بماحوله، ويرفضه،مواجهة الانصياع الاعمى ومقاومته،البحث والتفحص والاستنتاج،لايخص عمرا دون غيره، رجل وامراءة كبير وصغير طفل وراشد.خلف الوجوه المقدسة والنبيلة ربما نجد العكس .

    رواية فيها الكثير من السرد الدقيق والتفاصيل الملونة، والتشويق، والاثارة، فيها الخير والشر، فيها الاستسلام والمقاومة، فيها جمال الوصف الساحر، القوة والعمق.، برع فيها( نيكولا امانيتي)  المولود عام١٩٦٦ في ايطاليا، كتب هذه الروايه، ٢٠٠١، اول روايته صدرت عام١٩٩٤ ( خياشيم) له روايات عالمية نالت جوائز، ( الوحل)،( اخذك واحملك بعيدا)،

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: .البراءة والفكر ..رواية: أنا لا أخاف.. تأليف: نيكولو امانيتي ..ترجمة: احمد الصمعي..قراءة :أسمهان حطاب Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top