لا يزال الجدل دائر حول فيلم "أصحاب ولا أعز".يحتج المدافعين عنه أنه خالٍ من المشاهد الإباحية؛ بل هو فقط يستعرض ناس عاديين بكامل ملابسهم يتحاورون على طاولة عشاء دافئة في منزل طبيب محترم ، وفي السينما العربية مشاهد كثيرة إباحية وموضوعات عن مختلف الانحرافات لم تحصد مثل هذا الغضب. ولكن بالضبط هذه هي المعضلة الأساسية في هذا الفيلم لأنه يتعرض للانحرافات في شكل عادي بين ناس مظهرهم محترم على عكس الانحرافات في الأفلام العربية التي يتم عرضها في سياقاتها المشبوهة المنحلة ضمن إطار "شجبي واستنكاري"؛ بينما في هذا الفيلم تم طرحها في إطار "عادي روتيني" بهدف "القبول والتقبل" وكأنها فقط مجرد شكل آخر من أشكال الحياة الطبيعية في رسائل مباشرة مكشوفة لا تتسق بالفعل مع المجتمع الشرقي أو حتى الغربي المحافظ.
كذلك يحتجون أنه
مجرد فيلم للمتعة ولا يجب أن يكون للفن رسالة أخلاقية… ولكن ليس من الضرورة أيضا أن
يكون له رسالة "ضد أخلاقية"! إذا رفضنا مبدأ "الرسالة" فليكن رفضًا
كاملًا من كلا الاتجاهين.
وأيضًا يحتجون
أن في المجتمع مظاهر أكثر من ذلك بكثير والفن يتأثر بالمجتمع ولا يؤثر فيه. وأجد هذا قولاً غريباً من أشخاص لطالما نادوا بدور
في الفن في نهضة المجتمع! فإن كانوا يؤمنون أن للفن دور مؤثر في نهضة المجتمع كيف ينكرون
تأثيره في انحطاطه؟!
باختصار هذا فيلم،
وإن تغاضينا عن تواضعه على المستوى الفني، إلا أنه منحط فعلاً على مستوى الموضوع، وتم استدراج منى زكي لإضفاء الجماهيرية عليه وايصال
الرسالة المسمومة للعمق العربي المتمثل في مصر.
مع الاحترام لكل
الأصدقاء المثقفين الذين رؤوا في دفاعهم عن الفيلم مواجهة للتيار المتشدد. ولكن الأخلاق
ليست حكراً على أحد وحتماً هي لا تصم صاحبها بالتخلف. لا تزال تيارات كثيرة مؤثرة في
المجتمعات الغربية المتقدمة، التي نحب التمثل بها، تنادي بقيم الأسرة وتدعوا للتمسك
بمنظومة أخلاقية تحمي المجتمع من الانحلال المطلق والتهتك التام.
0 comments:
إرسال تعليق