أ.د. نوري سراج الوائلي من أصلٍ
عراقيّ ٍ ومن أشهر شعراء الوطن العربي سخّر قلمه لكلمة الحقّ، ونبذ الباطل، واﻷمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، قوله ذكرٌ وصمتهٌ ذكرٌ، ترفّع عن الدنيا وملذاتها،
ولئن قلنا بأنه سلطان العاشقين المجدّد لم نفهِ حقّه فقد فاقه ذكرًا وشعرًا ، وفوق
أدبه الرفيع فهو طبيبٌ ماهرٌ لديه عدة تخصصاتٍ طبيةٍ منها اختصاصه في الأمراض
الباطنية واختصاصه في أمراض الكلى وغيرها، آتاه الله العلم من ضفتيه الطبّ واﻷدب
حفظه الله للأمة وللمجتمع، وأوردُ
هنا احدى قصائدِه الموعظية العرفانية وهي على وزن بحر البسيط، أرجو بأن يتلقّاها
الأخوة القراء أحسن تلقٍ ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا
لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلْقَيِّمَةِ)
القصيدة كاملة:
" الدُين للّه قالــوا في مساجــــده
"
تبًّا لمنْ قال بالإيمانَ إظهارا
ويحسبُ الــدّينَ تسبيحًا وأذكارا
يبــدو تقيًّا إذا ناظرته
ورعًا
يُعجبك قولًا ويخفي الشّركَ أسرارا
ويـلٌ لمن يجهلُ التّنزيلَ من
فُسَقٍ
وينكرُ الــدّينَ دستورًا ومعيارا
للنّاسِ يبدو حضاريًّا
بظاهرهِ
وللتّقدّمِ يشدو حيثما سـارا
يدعو إلى السّوءِ والفحشاءَ
ينعتُها
حـــرّيّةً، تجعـــلُ الجهّالَ
فُجّــارا
الدّين للّه قالــوا في
مساجــــدهِ
وكيـف تُخفي بيوتُ اللهِ أنوارا!!
حرّيّة الناس حقٌّ في عقائدهم
بها أباحوا الزنى والفحش والعارا
نسوا الرقيبَ وبات المالُ ربّهمُ
فساقهم للظى عُمْيًا وأشرارا
مخالبُ الفقر تنمو والرّبا دولٌ
وكلُّ دعْواهمُ لم تُغنِ إفقارا
هل يصلحُ الناسَ نُسْكٌ في
مساجدهم
وهم عبيدُ الهوى ناخوا لمن جارا
الدّين للخلْقِ لا للّهِ لو فقهوا
يبني الحياة ويحيي الناس أحرارا
هو السّراجُ الّذي أضواؤهُ فلقت
دياجيَ الجهل والتّضليل أسحارا
اللهُ أنزلهُ
للعالمين هدى
من بعد ما أفسدوا في الأرض تكرارا
هو العبادةُ والإيمان
جوهرها
هو الهدايةُ
إرشادًا لمن حارا
نهجُ العبادةِ أعمالٌ إذا حَسُنت
فيها التّنافسُ يُعلي الخَلق أدوارا
تحيي النُّفوسَ وللأخلاقِ داعية
وتجعلُ العلم للتّطويرِ مختارا
الدّين بين الورى ساوى وميّزهم
عند العليم التّقى قربًا ومقدارا
لم يبق ظلمٌ إذا سادت مبادئه
فالعدلُ فيهِ وفي أحكامهِ دارا
حرّيّة الفكر ما كانت مقيّدةً
أو كان معْتقدُ الأديانِ
إجبارا
ما ينفعُ اللٰهَ؟ إذ صلّوا وإذ
عَدِلوا
هوَ الغنيُّ وساد الخلق جبّارا
0 comments:
إرسال تعليق