رِثائي
سَيَبْقى في ثَراكَ مُرَقَّنا
وَ
ما كُنْتُ لِلتَّأْبينِ يَوماً مُؤَبِّناً
أَ
تَمْضي وَأَبْقى في الْحَياةِ مُنَعَّماً
فَيا
وَيْلتا ما أَنْصَفَ الدَّهْرُ بَيْنَنا
وَمِثْلُكَ
يَرْقى في الشُّموخِ مُتَوَّجاً
وَمِثْلي
الَّذي يُفْديكَ في الْغَمِّ وَالْهَنا
وَيا
باسِقاً وَالْمُكْرَماتُ تَحُفُّهُ
كَضَوْعِ
الشَّذا إِنْ عانَقَ الْوَرْدَ مَا انْحَنى
أَخي
كُنْتَ في الْحَرْبِ الْضَروسِ سَمَيْدَعاً
وَكانَ
عَنِ الرِّعْديدِ عَزْمُكَ في غِنى
فَمَنْ
يَكْتَري خَوْفَ الْمَنونِ تَعِلَّةً
قَدِ
اخْتَرْتَ بُهْلولَ الْمَنونِ بِلا عَنا
******
مَتى
سُلَّ سَيْفُ الْحَيْفِ في غَيْرِ أَهْلِهِ
كَما
يَرْكَعُ الْجاني وَيَسْجُدُ بِالْخَنا
قَضى
بِهَواهُ في الْخَلائِقِ ما رَأى
وَإِنْ
ذُعِرَتْ أَرْضُ الْقَطا فَتَجَنَّنا
نَزَلْتَ
عَلى حُكْمِ السَّلامِ مُؤَذِّنا
أَقَمْتَ
وَلكِنَّ الْغَريمَ تَفَرْعَنا
كَمالِكَ
وَالْأَحْزانُ تَرْجو مُتَمَّماً
مَواوِيْلُهُ
تُبْكي دُجَى الدَّهْرِ وَالسَّنا
أَتاني
مِنَ النَّاعي حَديْثٌ عَنِ الْوَغى
فَأَعْجَبُ
مِنْ ناعِيْكَ كَمْ كانَ أَرْعَنا
أَما
عَلِمَ النّاعي بِأَنَّكَ ضَيْغَمٌ
وَمِنْ
شِيْمَةِ الْآسادِ تَهْزَأُ بِالمَنى
وَدَيْدَنُها
لا تَلْبَسُ الذُّلَّ في الْبَقا
وَلكِنْ
تَراها تَرْتَدي الْعِزَّ في الْفَنا
وَمَنْ
كانَ في الْمَيْدانِ يَبْذِلُ مُهْجَةً
عَلامَ
يُداري رَوْعَةَ الْعُمْرِ بِالْوَنى
*****
صَبِرْتُ
وَمَلَّ الصَّبْرُ مِنْ جَدْفِ قارِبي
كَأَنَّ
دَوا أَيُّوبَ مِنْ جَدْفِهِ اقْتَنى
فَما
ارْتَبْتُ فوقَ الْبَحْرِ وَالْمَوْجُ أَهْوَجٌ
كَرَيْبِ
الصَّواري يَوْمَ أَدْرَكَها الضَّنى
وَلَمْ
أُدْرِكِ الطُّوفانَ حِيْنَ رَكِبْتَهُ
وَلكِنَّ
جَنى الْأَثْمارِ صارَ لِمَنْ قَنى
وَخَرَّ
عَلى الْجُوديِّ نَجْمُكَ يَسْتَوِي
فَأَبْحَثُ
عَنْ فُلْكٍ يُجَدِّدُ جَمْعَنا
*****
وَكَمْ
مِنْ جَوادٍ نَهْنَهَتْهُ سَلامَةٌ
فَكانَ
النَّدى مِنْ جُودِ كَفَّيْكَ أَزْيَنا
هُما
زَيْنَتا أَهْلِ الْعُلى ، أَرْيَحِيَّةٌ
وَمَوْتُ
الْفَتَى بَيْنَ الصَّوارِمِ وَالْقَنا
هُناكَ
مِنَ اللهِ الْكَرامَةُ وَالرِّضا
لِمَنْ
ذابَ في ذاتِ الْإِلهِ وَكُفِّنا
إِذا
عَطّرَتْ قَبْرَ الشَّهيدِ مَلائِكٌ
وَصارَتْ
جِنانُ الْخُلْدِ لِلرِّوحِ مَسْكَنا
*****
رَنَوْتَ
إِلى حُسْنِ الزَّمانِ مُكَبِّرا
فَهَلّا
أَطالَ الدَّهْرُ في حُسْنِكَ الرَّنا
وَلَيْسَ
الْفَتى دُونَ الزَّمانِ بِمَأْمَنٍ
وَإِنْ
كانَتِ الْأَلْقابُ تَحْدوهُ وَالْكُنى
حَذارِ
فَإِنَّ الدَّهْرَ ما كانَ مُنْصِفاً
وَكَمْ
نازَلَ الدَّهْرَ الْعَزيزُ فَأَذْعَنا
وَذا
حادِثُ التّاريخِ فِكْرٌ وَعِبْرَةٌ
فَلَمْ
يُبْقِ مِنْ إِنْسٍ سِوى الذَّمِّ وَالثَّنا
*****
وَبَعْضُ
خَلاقِ الدَّهْرِ يَسْتَعْجِلُ الْقَضا
وَإِنْ
كانَتْ الْأَيّامُ لَمْ تُدْرِكِ الْمُنى
ذَكَرْتُكَ
مَفْجوعاً وَما بَرِحَ الْأَسى
كَذاكَ
النَّوى يُبْكي قُلوباً وَأَعْيُنا
وَكُنْتُ
كَما يَعْقوبَ يَذْكُرُ يُوسُفاً
وَأَبْكي
كَما تَبْكي الْبَتولُ الْمُحَسَّنا
فَما
زالَ حُزْنُ الْعَينِ بَعْدَكَ أَبْيَضا
وَما
زالَ جُرْحُ الضِّلْعِ يَسْتَصْرِخُ الدُّنا
0 comments:
إرسال تعليق