• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 25 يناير 2022

    قراءة نقدية جمالية عن الفنان أ.د.هانيء محي الدين الأحمد ، بقلم الناقد، د. مهند الداود

     


    تجاوزًا للاشتباكات الفلسفية التي تشهدها الفلسفة الجمالية النقدية  المعاصرة بين فريق يؤمن بشرعية وحقيقة مصطلح الناقد  وتوظيفه لوصف المتغيرات المفاهيمية للبنية الفكرية للجمال الانساني, وما بين فريق يجتهد في القضاء على هذا المصطلح لصالح الايمان باستمرارية مشروع الجدل والغيرة والكره  واثبات ما يجري من متغيرات في سياق التطور الخطي والطبيعي لتاريخ الطبيعة البشرية ، فإننا سنسعى من خلال هذا التوثيق النقدي  إلى مناقشة المحددات الفلسفية والنقدية للمصطلح والتي تقودنا إلى محاولة وضع تعريف وتأسيس إطار فكري وتاريخي لما يطلق عليه اليوم “الفن والجمال, بوصفها منطقة اهتمامنا اليوم كمثقفين وفنانين عرب وأيضا لما تحمله الممارسة الفنية لما بعد الحداثوية من .دور رئيسيّ وفاعل في أول تجسيد للمصطلح وظهوره في الخطاب الفكريّ المتداول والمعروف فلسفيا وتأريخيا، ان صح التعبير  , والتي كان لها فيما بعد انعكاسات مفاهيمية في باقي النظم والبنى المعرفية في الحقول الانسانية والعلمية الاخرى, انطلاقا ممّا يراه الكثير من المنظّرين أنها في أصل جوهرها حركة فكرية ظهرت في حقول الفن والثقافة المختلفة الافتراضية الانية لما تقتضيه الضرورة الانسانية والاجتماعية في ما يحصل من حراك ثقافي وجمالي عبر وسائل التواصل الأجتماعية من خلال الفيسبوك والبرامج والتطبيقات الاخرى، التي اكن لها كل الاحترام اذا ما استخدمت واستغلت في دروب المعرفة وخدمة الانسان .....وعليه اسرني قلمي في فنان اكاديمي بخبرات متراكمة ، وانسان جمالي ابداعي في عالم التشكيل العربي .... البروفيسور الفنان هاني محي الدين الاحمد... ....له اشتغالات في حقل فلسفي خطير، في حقل الرسم والفن التشكيلي، من خلال التجريدية تارة والتعبيرية التجريدية تارة اخرى . بعد ان اجتاز الف باء التشكيل وهي الأكاديمية الواقعية بشكل فائق، لقد عمل واشتغل بعلاقات بصرية ذات دلالات سيميائية وفكرية و لونية ، ازالة المألوف، فيها من الانزياح عن الواقع  ما يشار له بالبنان، وكانه اراد ان يجعلنا مستغرقين بتجارب جمالية ويأخذ عقولنا برياضة ترويضية فكرية من خلال اثارة التساؤلات بما هو متخفي وراء النص اللوني والخطاب الجمالي وان اتفقنا بان الجمال هو بحد ذاته كمال للمعرفة.

    الفنان الاستاذ الدكتور هاني محي الدين ، امتعنا بحسه،  وبما قدمه للانسنة ، فقد استطاع الاحمد  ان يجسد اشتغالاته التجريدية التعبيرية  على نظرية تقول بأن الخطوط والألوان والأشكال، إذا ما استُخدمت بحريّة في تركيب غير رسمي، تكون أقدرُ على التعبير، وإبهاج البَصَر منها حينما تُستخدم وفقاً للمفاهيم الرسمية أو حين تُستعمل لتمثيل الأشياء ومحاكاتها ، خبراته المتراكمة والاكاديمية المتمرسة لديه، جعلته يفقه  أن التعبير يحدد بالخطوط والاشكال، ويحدد بناء التكوين وتركيب النص اللوني ،  ومكنته  بابداع ان  يحور ويفك أوصال أي قاعدة شكلية أو عنصر من عناصر ادواته التشكيلية لتلائم الهدف من التعبير التجريدي ، وكأنه تمكن من فلسفة  المدرسة التجريدية، فكل ما يتم رسمه من لوحات تجريدية تجدها تجسيدًا لأشكال أو أشياء هندسية متراصة فوق بعضها البعض ، فيقوم بتحويل كل ما يوجد بالطبيعة من جبال وأنهار وأشجار وغيرها من العناصر الحياتية، إلى دوائر ومثلثات ومربعات بل وعلاقات لونية متجاورة وكأنه يقول بالوانه  اريد ان انقلكم الى اللاوعي البصري، بنقل العالم الحقيقي من الطبيعة، إلى عالم هندسي واشكال ملونة، ولكن دون أي تفاصيل..وهى لا تعطى أي دلالة بصرية إن قمت بالنظر إليها للوهله الأولى وتراها أحيانًا كومة من الالوان بتكثيفاتها البصرية متراصة فوق بعضها البعض، وعند التمعن بها تمدنا بأشكال وتكوينات طبيعية.

    الفنان البروفيسور الاحمد، اراد ان يقول إن الفن التجريدي التعبيري  يعتمد اعتمادًا كليًا على تأملات خيال الفنان وبصيرته النافذة الخارقة للمجهول، وقدرته على تخيل ما يريد رسمه أن حاول رسم تجريدا، مجردًا من كل التفاصيل للعناصر والمفردات الطبيعيةوالحياتية .فقد تلجأ التعبيرية التجريدية إلى تجسيد حالة شعورية بواسطة البنية غير الواقعية والشخصيات الرمزية وتنظيم خاص للأسلوب الغنائي البقعي في ( التعبيرية التجريبية الحديثة ) بما يوحي للمتلفي بأن الأحمد قد شكل ركن من أركان فنون ما بعد الحداثة للفن العراقي والعربي المعاصر .

    **كاتب القراءة النقدية

    ناقد جمالي

     جامعة الإسكندرية.

    بغداد

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قراءة نقدية جمالية عن الفنان أ.د.هانيء محي الدين الأحمد ، بقلم الناقد، د. مهند الداود Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top