الكثير من الكتّاب وأصحاب الأقلام
يميلون إلى تجريد الشعوب من مظاهر الجمال والإيجابيات وهم يظنون أنّهم بذلك يكسبون
ود القارئ، فيظهرون الوجه القبيح للشعب ويكشفون الستائر عن ما هو محظور كما يظنون
فينسبون كل أمرٍ مشين للشعوب منزيهين أنفسهم وأصحابهم الحكّام ممن يغدقون عليهم
بالهدايا وهذا ليس بغريبٍ وكما قرأنا في الأدب التكسبي فهم إمتداد لمن باع ضميره
لملوك ورؤساء مقابل حفنة من الدنانير ليقوم بتبذيرها على المفاسد والنزوات النفسية
ليأتي بعدها ليؤسس محكمته الخاصة بالشرف والعفة والنزاهة...!
أكثر ما قرأت للكتّاب وأصحاب الأقلام
هو اللوم على الشعوب ونسب كل الموبقات والقبائح لها علمًا أنّه يعلم حقيقة أن
الشعوب أكثر اشراقة مما يصفون....!
إظهار الوجه المظلم للشعوب وإخفاء
الوجه المشرق هو نتيجة لإمراض وعقد نفسية يعاني منها أغلب الكتّاب.
لم تكن الشعوب الغربية التي يزينون
عوالمها ويجمّلون أحوالها ويظهرون الوجه المشرق لها أفضل من الشعوب العربية التي
نالت اقلامهم منها لتخفي كل جمال فيها، ولا يخفى على الجميع ما عانته تلك
الشعوب الغربية والاوربية من مذابح
وعنصرية وعبودية وإشاعة القتل وإباحة الرذائل وهذا ليس ببعيد فقد وثق ذلك من أصحاب
الأقلام النزيهة اذ كانت تلك الشعوب في أسوء حالاتها الإنسانية، لكن جيّرت ريش
الرسامين لينتجوا لنا لوحات عالمية تتسم بالجمال لها فقط وإظهار القبح على وجه
عوالمنا العربية متناسين أنّنا نملك ما يجعلنا فخورين بانفسنا....
الحقيقة هي أن تلك الشعوب لم يرتقِ
لحكمها من يستحقها فتارةً حاكم ظالم وقاتل وتارةً حاكم فاشل أرعن همه الوحيد النيل
من إنسانية المجتمع ليتركوا لنا قبح الأقلام وأوصافها لنا بالتخلف والجهل
والعنصرية والموت فأقول: كفاكم تجريحًا وزيفًا وقبحًا فالشعوب هي مدارس ترتقي
بإرتقاء من يديرها وتفشل بفشل من يديرها.
تحية حب لكل من يدافع عن إنسانية
الشعب.
0 comments:
إرسال تعليق