كلمة كنت قد كتبتها البارحة في نقاش
في الاتحاد العام الفنانين العرب حول تقييم الأعمال المشاركه في المعرض الإلكتروني..
طبعا بطلب من الاتحاد لكونهم قد اعتبروني
مستشارا للاتحاد .
بناءا على ما تفضل به مدير عام
الكروب ( أحمد معوض ) ، والزميل ( يونس
خطاب ) .
أدلي برأي المتواضع وفق تفكير الناقد الفلسفي
تجاه جميع الأعمال المعروضة في هذا الملتقى فأقول :
( ان جميع الأخوة الأكارم الذين
يمارسون العملية الفنية بأسلوب المحاكاة ، هم ( رسامين ) .
واما الأخوة الذين خرجوا عن محاكاة
الطبيعة بأساليب حديثة وتعبير جديد هم ( فنانين مبدعين )، لكونهم أضافوا قيما جمالية جديدة للحياة .
ان المحاكاة كتعبير هو تعبير قديم ،
يعتمد المهارة الفنية لدى الرسام ، حتى وإن كانت دقيقة جدا ومتقنه، فهو قد أبدع بمهارته فقط ، ولم يضف قيما جمالية
جديدة للطبيعة، وهذا الأمر يحتاج من
الرسام الى اعادة نظر لما حوله من طبيعة برؤية فنية تخترق المجهول من الواقع
المعاش ، كما تعد كل فنون المحاكاة هي فنون تقليدية بما فيها ( الكلاسيكية
والواقعية والتعبيرية القديمة والإنطباعية وما يشابهها من فنون تصويرية أخرى ). وهذا
الأمر ينطوي على حكم جمالي في تقييم الفنون بشكل عام والفنون التشكيلية بشكل
خاص، إذ باختراع الكاميرا ، منذ
نهايات القرن الثامن عشر وبواكير القرن
التاسع عشر، جعلت حكم المفاهيم الجمالية تختلف عما مضى من تأريخ الفنون ، وأصبحت
فنون اللامحاكاة هي المعول عليها في الإبداع الحقيقي ، كون هذه الفنون قد أحدثت
وأضافت قيما جمالية مبتكرة جديدة وحديثة
للطبيعة، وهي ( فنون الحداثة وما بعد الحداثة وما بعد بعد الحداثة ).
فهناك سؤال يطرح نفسه ، هل الإنسان
ألة يعمل بميكانيكية كما تعمل ألة التصوير ، الجواب كلا !!!!!! ). إذ ان الانسان
يمتلك عقل نبيل ومشاعر واحاسيس عاطفية وعوالم خيالية في العقل الباطن تمده بما لا
تستطيع القيام بها ألية وميكانيكية الة التصوير
( الكاميرا ) ، لذا فالحكم الجمالي وتقييم الأعمال الفنية يبنى على هذا
الأساس في فهم العملية الفنية والإبداعية التي يقوم على أدائها الفنان .
وهذا الأمر لا يعني بأننا نهمل فنون
المحاكاة الدقيقة والمتقنة ، ولكننا علينا احترامها ووضعها في المتاحف بعدها فنونا
تتوخى الإتقان في الأداء الفني سبقت عصر
أكتشاف الكاميرا، وبهذا يكون حكمنا الجمالي منصف ومحايد تجاه هذه الفنون التي
تحاكي الطبيعة.
وهذا الموضوع يتناسب مع عقيدتنا
الاسلامية ايضا، بل ويطبق شريعة الخالق في خلقه ،
اذا قال الباري عز وجل في محكم كتابه الكريم ( أني جاعل في الأرض خليفة ) ،
اي خليفة لكي يبنيها ويعمرها وليس لكي يحاكيها او يخربها ، بل لكي يضيف من الإبداع
والابتكار ما يفيد البشرية، من خلال المنتج الفني ، يضاف لإبداع الخالق الطبيعي . وقد
ذكر الباري عز وجل في محكم كتابه الكريم ايضا،
وهو يخاطب النبي عيسى ( عليه السلام ) بقوله تعالى ( اذ قال الله ياعيسى
أبن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد
وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بأذني، فتنفخ
فيها فتكون طيرا بأذني، وتبريء الاكمة والابرص بأذني، وتخرج الموتى بأذني ) صدق
الله العظيم .
ونفهم من هذه الآية الكريمة أن
الباري عزه وجل قد وهب الإنسان القدرة على الخلق والإبداع والابتكار والاكتشاف
بأذنه تعالى ... لذا فالإسلام لا يحثنا على مضاهات خلق الله ، بل يحثنا على أبتكار
وإبداع وتصنيع كل ما هو جديد ومبتكر للحياة والطبيعة ، كي يضيف الإنسان الذي كرمه
الخالق العزيز بعقله النبيل واحاسيسه ومشاعره الرقيقة وأخلاقه النبيلة للطبيعة كل
ما هو جديد ومتميز ، ومنحه القدرة على
الابداع والابتكار لكل ما هو حديث ومبتكر
0 comments:
إرسال تعليق