قال لي الراحل الشيخ / محمد حسن القاضي مدير عام الأوقاف الأسبق بالدقهلية. انه ذهب الي باريس مبعوثا في شهر رمضان المبارك وهناك ألتقي الراحل الشيخ / محمد عبد الواحد احمد وكيل الوزاره للدعوه والذي سبقه بأيام قلائل . يقول الشيخ القاضي أن مولانا أحسن استقباله واكرمه كانه مقيم وكان يشد من عضده ويستنهض فيه الههم لاسيما انها المره الاولي التي اغترب فيها .وذات يوم قال له الشيخ محمد عبد الواحد انه سيضطر اسفا لتركه ليومين أو يزيد لانه،قرر الذهاب لزياره قريب له من المهاجرين هناك . وفعلا عاد الشيخ بعد يومين وفور وصوله الي مقر السكن المخصص لهما في أحد المراكز الاسلاميه انهار الشيخ عبد الواحد باكيا ومعتذرا طالبا من الشيخ القاضي أن يسامحه وان يعفو عنه علي ماأقترفه في حقه .
فالغياب ليومين لم يكن لزياره كما
قال.. هو.. وإنما كان بدعوه من أحد المراكز الاسلاميه والتي يعرف القائمين عليها وانه القي عددا من المحاضرات هناك . حاول الشيخ القاضي تهدأته الا انه اخرج من جيبه مبلغا من المال وقال له
اذا اردت لي راحه وطمأنينه وسكينه فلنقتسم
هذا المبلغ فقد تحصلت عليه في اليومين الفائتين وكان واجبا أن تصحبني في رحلتي. وبعد
الحاح وافق الشيخ القاضي علي مطلبه . نموذج الشيخان لن يتكرر كثيرا في هذه الأيام
الإيثار والنبل قيم نبيله لا يعرفها إلا النبلاء . والاعتراف بالخطأ والتقصير في
حق الزملاء . أخلاقيات اندثرت في الوسط الدعوي وقليل ماهم . ولطالما كان الشيخ
القاضي رحمه الله يضرب المثل بالشيخ عبد الواحد . رحم الله الشيخان فقد كانا مثالا
للاحترام والتقدير والحب من الجميع.
*كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق