• اخر الاخبار

    الخميس، 17 يونيو 2021

    أ.د. أحلام عبد الله الحسن تكتب عن : مقدمةٌ في كتاب ( الأطفالُ مرآةُ المستقبل ) للأستاذ المربي الفاضل محمود محمد زيتون من جمهورية مصر العربية

     


    .

    في انطلاقةٍ فكريةٍ وتربويةٍ لاستاذٍ ومُعلمٍ لأجيال كان همّه الأكبر تنشئة أجيالٍ نافعةٍ للعلم وللوطن صدر كتاب " الأطفال مرآة المستقبل " للإداري التربوي الأستاذ محمود محمد زيتون والذي له خبرته الطويلة في تعليم وتربية الأطفال في مراحلهم الدراسية الأولى وفي أعدادهم نفسيًا قبل دخولهم المدرسة، أدعو كلّ مربّي ومعلّم للإطلاع على الكتاب لما له من أهميّةٍ في تنشئة الطفل ما قبل المدرسة، وفي خلق الاستعداد النفسي والفكري للسنوات الدراسية الأولى للطفل .

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه المنتجبين .

    في عمليةٍ تمهيديةٍ للكتاب يفتتح المؤلف كتابَه بهذا العنوان الجانبي " الطفلُ يردد لغة أمه " في إشارةٍ منه إلى الأم، المدرسة اﻷولى للطفل لما في ذلك من أهميةٍ في صناعة شخصية الطفل المستقبلية، كما يستدل الكاتب ببعض التعريفات المهمة لتهيئة القارئ فكريًا لاستيعاب محتوى الكتاب، وما لأساليب التربية من دورٍ فعّالٍ في سلوك الطفل، فالطفل يحمل معه للمدرسة ما تعوّد عليه من الخلق والعادات، وقد لجأ الكاتب المربي وبصورةٍ ذكيةٍ إلى عدة عناوينَ جانبيةٍ توجّه  القارئَ لمحتويات فصول الكتاب كا " الأطفال صورة المستقبل" و "اﻷطفال مرآة المجتمع" وغيرها.

     وقد أشار الكاتب في الفصل اﻷول إلى أساسيات تكوين شخصية الطفل وعملية تقويم سلوكه، وإلى أسباب هشاشة سلوكه أيضا، وما لهذا من دورٍ إيجابيّ ٍ أو سلبيّ في صناعة السلوك الفردي الشخصي بعد أن يكبر.

    كما احتوى الفصلُ اﻷول على ظواهر مرحلة سن الطفل قبل المدرسة من محاولات الاستقلالية الطفولية وقدرته على اللعب والحركة ولم يعد يحتاج للحمل على اليدين كالسابق، ومن الجدير بالذكر أن الكاتب وبخبرته التربوية الطويلة يشير إلى المعاملة والتربية المطلوبة من الوالدين في تخليق أخلاق الطفل وإبراز مواهبه، وعدم جرح مشاعره، وتحت فقرة "النمو المعرفي لطفل ما قبل المدرسة" أشار الكاتب إلى ما لعملية الانماء الإجتماعي من دورٍ لا يستهان به، وما للأبوين من دورٍ فعّالٍ في تثبيت تلك الدعائم .

    وتحت عنوان " نحن وأطفالنا"  نوّهَ الكاتبُ إلى بعض السلوكيات الخاطئة من الوالدين والمربّين والتي تستوجب التوقف عندها ومعالجتها بكل حكمةٍ وعقلانية، والسعي على تحاشي صناعة العقد النفسية لدى الطفل .

    ويطرح الكاتب سؤالًا على الأباء فيقول :

    " هل الأبناء صناعة الأباء ؟

    في محاولةٍ ذكيةٍ من الكاتب في إثارة العصف الذهني لدى اﻷباء والقارئ ومن خلال إجابة الطرف الآخر يتبين مدى تأثير العمق التربوي في الطفل.

    ثمْ يعرج الكاتب المربي إلى عرض  بعض اﻷخطاء التربوية ولأهمية معالجة هذه  اﻷخطاء لدى الكوادر التربوية، وقد ذكر الكاتب عدة نماذجَ من تلك اﻷخطاء التربوية.

    ثم يطرح الكاتب بعض الإشكالات أوالمعاملات التي تؤثّر سلبًا على الصحة النفسية للطفل، والتي تترك أثرها السّيء في بناء شخصيته، كما لم ينس الكاتب ذكر أهم طرق احتضان الطفل الموهوب وما لذلك من مردودٍ ايجابيّ ٍ على المجتمع، كما لم يغفل الكاتب عن أهمية الدور الترفيهي في حياة الطفل ومدى أحقّية الطفل في ممارسة هذا الحق .

    وبما أن الكاتبَ استاذٌ في التربية وله خبرته الفائقة في أسباب تأخر الطفل دراسيًّا وتعثره فقد عمد الكاتب إلى وضع الخطوط العريضة لطرق معالجة هذه الظاهرة السلبية من خلال كتابه القيم هذا ؛ والذي بالفعل يستحقّ القراءة والاستفادة منه.

    وهكذا يختتم الكاتب كتابه التربويّ القيّم هذا ،والذي تميّز بالاسلوب الشيق الخفيف، ودون الحشو المملّ تاركًا وراءَه كتابًا ثريًّا في طرق تربية طفل ما قبل المدرسة .

    وبالفعل لقد أجاد الكاتب في طرح أطروحته التربوية هذه وبكل براعةٍ فجزاه الله عن جيلنا وعن أطفالنا كل الخير ونسأل الله العلي القدير بأن يسدّده للمزيد من هذا العطاء الفكري والتّربوي .

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أ.د. أحلام عبد الله الحسن تكتب عن : مقدمةٌ في كتاب ( الأطفالُ مرآةُ المستقبل ) للأستاذ المربي الفاضل محمود محمد زيتون من جمهورية مصر العربية Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top