نزل خبر وفاته على رأسى كالصاعقة ..ولم اتمالك نفسى من هول النبأ المفجع..وبالرغم من ايماننا بالموت لأنه الحقيقة الوحيدة الراسخة فى تلك الدنيا المتاع.الا أننى لم اصدق النبأ المفجع..فكان لتوه متحدثا معى عبر الواتس من السعودية.وكان قراره النهائى بالرحيل..لأن الجامعة التى كان يعمل بها خيرت المصريين هناك خاصة الدكاترة المصريين ما بين العمل الإدارى أو انهاء التعاقد..ولأنه حر اختار الثانية..فكيف لدكتور اكاديمى يعمل اداريا؟!
وأخبرني بأنه منتظر خطوط الطيران
تفتح ليعود..ويأخذ مصل فيروس كورونا.واعتذر لى عن عدم بث حلقاته خلال الشهر الكريم
رمضان الماضى..وتواعدنا باللقاء بعد العيد.
وبالفعل سادس يوم عيد الفطر المبارك
وجدته يطرق باب منزلى ..وكنت مع ولدى فارس عند الدكتور لمروره بوعكة صحية.
وعندما عدت صعدت للدور الثانى فوجدته
والدكتور مجدى الداغر..وسلمت عليهما..ووجدت انسانا ٱخر غير الذى كنت اجلس معه
واصدقائى وزملائى بجريدة ..الزمان المصرى..فى كافيتريا العاملين بحى شرق المنصورة..ايام
الإجازات ..والتى شهدت صولات وجولات لنا أيام ثورتى يناير ويونيه..كنا نقتسم فيها
كسرة الخبز سويا.
كان دائما مهموما بالامور المعيشية
الصعبة وبأحوال المسلمين فى كل بقاع الدنيا..وكانت مصرنا الحبيبة تأخذ كل وقته فى
التفكير..حتى أنه كان ينتابه حزن شديد لو حدث مكروه لها.
اخذنا حديث طويل وتطرق لأمور العامة..وسألنى
عن يوسف ولدى..وهل تكيف مع كليته أم لا؟
جلسنا طويلا وتحدثنا كثيرا.. لم يخطر
ببالى أن تكون تلك هى الجلسة الأخيرة..مرت الأيام وداهمه فيروس كورونا ووصلت نسبة
الاكسجين60%وهى درجة حرارة الغرفة التى يجلس بها ..مما استدعى نقله لمستشفى
الطوارىء ومن ثم لمستشفى العزل بجامعة المنصورة..هاتفته ولكنهم فى العزل سلبوه
هاتفه وتركوه للفيروس اللعين..وفجأة نادى مؤذن الأسى عبر مواقع التواصل الاجتماعى
بأن أنبل شخصية صادقتها ورافقتها انتقلت إلى الرفيق الأعلى تفوح من جسده الطاهر
رائحة المسك..مات واحسبه مات نظيفا طاهرا ..ادعو الله وادعوكم بأن تدعو الله بأن
يحشره مع الصديقيين والشهداء ويجعل علمه شافعا له مع شفاعة سدنا النبى صلى الله
عليه وسلم.
فى النهاية بقى أن نقول..رحمة الله
عليك دكتورنا الحبيب والداعية الاسلامى الكبير الدكتور صلاح هارون..فى جنة الخلد.
0 comments:
إرسال تعليق