• اخر الاخبار

    السبت، 3 أبريل 2021

    ثقافاتُ ورؤى ..بقلم /أ.د. أحلام الحسن " قراءةٌ في كتاب النغمة والصدى لمؤلفه أ.د. فوزي الطائي " .." الحلقة الأولى "



    يعدُّ الكتاب إحدى المؤلفات العديدة للمؤلف، وقد تناول فيه المؤلف عدة دراساتٍ نقديةٍ قدّم فيها المؤلف من خلاله عشرة نماذجَ من شعراء وكتّاب الجيل الجديد، والذين تميزت قصائدهم وكتاباتهم بالحبكة، وبالجمال الذي داعبته بعض المرونة.

    ابتدأ المؤلف كتابه بهذا العنوان " الشعر يهادن أنماط الجدل في الحياة" ومن ثم يعرج بنا المؤلف الناقد المتميز إلى دراسةٍ نقديةٍ حول ديوان " أو هكذا كانت   العاصفة " للشاعر عبد الهادي عباس يستهل الناقد الطائي بهذه العبارات حول مجموعة الشاعر عبد الهادي عباس نقتطف منها بعض الفقرات كقول الناقد الطائي : 

    ( والشاعر أدرى من غيره بعنونة دواوينه وقصائده، والاعتراض على عنونة ديوانٍ يكون غير مجدٍ تماما، ولو اقتصر العنوان على " هكذا كانت العاصفة" لكان جيدًا ومكتملًا أيضا، يبدو أن الشاعر مازال متمسكًا بكتابة القصيدة القصيرة فهو يفلسف الحياة شعريًا ويعطي للقارئي مساحةً أوسعَ للتأمل، يطرح الفكرة دون أن ينحاز كثيرًا إليها، يحفل بمعادلة العرض والطلب في بضاعة الشعر ، ولا يمتد به النفس الطويل ليصنع مطولاتٍ ياخذ منها الترهل والتكرار جانبًا مهما، يضع قيودًا كثيرة على الكتابة الشعرية يقول في صورته اﻷولى :

    كان أبي بنيّ اللون / وفي الثانية كان يميل إلى الصفرة وفي الثالثة ثلجيّ اللون وفي الرابعة اختلط اللونان اﻷزرق واﻷخضر وفي الخامسة كان رماديا وفي السادسة عند صلاة الوحشة لا أدري أيّ الألوان أبي كان... 

    قد يبدو النّصّ عفويًا وبسيطا ولكن في حقيقة  الأمر أنّ هذا لم يحصل، فالشاعر جسّد حياة أبيه منذ شبابه حتى وفاته بهذه الصور الملونة، وفي نهاية النّصّ يستحضر الشاعرَ طقسٌ دينيٌ يتمثل بأداء صلاة الوحشة للميت ليلة الدفن الأولى. 

    من خلال المقطع أعلاه ندرك بأنّنا أمام ناقدٍ متمرسٍ بالأدب العربي، ثابت الخطى ، متزنُ الرؤى دون التطرف النقدي ودون اللجوء لنقد مابعد الحداثة من عمليات هدم النّصّ وتأويله وفق المزاج.


    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقافاتُ ورؤى ..بقلم /أ.د. أحلام الحسن " قراءةٌ في كتاب النغمة والصدى لمؤلفه أ.د. فوزي الطائي " .." الحلقة الأولى " Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top