لايخفى على جميع متابعي تداعيات
جائحة كورونا بانها واحدة من اقسى الدروس التي مرت على البشرية عبر تاريخها الطويل
والموغل في القدم، اذ انها تعد حربا ضد عدو مجهول الهوية والمكان والزمان ، ففي
اية لحظة واي مكان تسمع او تشاهد خبرا او صورة عنها وعن مصابين بها او متوفين
بسببها في بلدك او بلدان اخرى وهو امر في الغالب وارد الحدوث ، والاستعداد
لمواجهته يتطلب خططا واجراءات غاية في الدقة والمهنية وهو واجب الحكومات والمؤسسات
الصحية في كل بلد من البلدان، ولكن حين يكون الامر يتعدى حدود اجراءات الجائحة
نفسها ومنها الاهمال المتعمد او غير المتعمد فهذا يشكل احد اوجه الصور السلبية
والمقيتة لمن هم في صدارة المسؤولية وعليهم ان يتحملوا اوزار هذا التقصير الذي
يذهب ضحيته العشرات او المئات من المرضى ويصاب بقدرهم او اكثر من هذا العدد. وما
حادثة " حريق مستشفى ابن الخطيب " في العاصمة العراقية بغداد ليلة أمس
الا دليل واضح لهذا التقصير ، لان المؤسسات ذات العلاقة لم تأخذ درسا او عبرة من
دروس مثلها سبقتها، ولا ندري هل ستكون نتائج التحقيق بهذه الحادثة هي " تماس
كهربائي " كما كان يحدث في كل حادثة ام ان السلطات ستفيق من غفوتها وعدم
اكتراثها بالارواح والممتلكات وستحاسب المقصرين اشد الحساب كي لا تتكرر مثل تلك
الحوادث مستقبلا وانصافا لحقوق البلاد والعباد.
0 comments:
إرسال تعليق