• اخر الاخبار

    الاثنين، 12 أبريل 2021

    دكان عمى "على"..قصة قصيرة ..كتابة :حافظ الشاعر..فكرة : وهدان الأشوح

     


    وتعثرت قدماى أمام دكان الحلاق لعمى "على" الذى أغلق منذ عقود طويلة بعد رحيله ،وتذكرت وخرجت عن عالمنا ورأيت من وراء جدرانه المنبعجة وبابه المكسر عم "على" ..وهو جالس على دكة تتأرجح محدثة صوتا كصوت أرجوحة علاها الصدأ .

    عيناه تسمرت بالشباك مناديا على المارة كلاً بإسمه يُذكرهم بموعد حلاقتهم ،وأم حسين جالسة أمام الباب بجسدها البدين وبجانبها زجاجة الزيت الفارغة وجركن الجاز ؛تتطلع هى الأخرى فى وجوه المارة تخاطبهم بلسانها العزب .

    ومرت ساعة لم يدخل أحد الدكان ؛فبدا القلق على وجه عمى "على" ،وأم حسين تنظر إليه بين الحين والآخر مرددة (فرجه قريب) يا أبو حسين ، وتُخرِج خِرقة تمسح بها زجاجة الزيت وجركن الجاز ..وعمى "على" مشغول بالنظر فى وجوه المارة .

    وما إن دخل زبون الدكان حتى عادت الروح مرة أخرى لجسد عمى "على" ،وتنهد تنهيدة طويلة ،وأم حسين تهلل وترحب لدخول الرجل ،وأسرع عمى "على" بسحب الفوطة ومسح الكرسى من بقايا الشعر المتناثر من اليوم الماضى ،وبدأ فى مداعبة الزبون ؛فقد كان يدفع أجرا وفيرا ؛مما جعل عمى "على" يزيد فى المدح والثناء عليه وعلى عائلته الكريمة ،وامتدت أصابع عمى "على" بين خصلات شعره تحدد مواطن الطول والقصر فى شعره عوضا عن ضعف بصره الذى بدأ واضحا بعد أن غطت سحابة بيضاء على عينيه .

    فإذا لم يتأوه الزبون يعلم عمى "على " بأن الحلاقة تسير على ما يرام ،أما الذقن ..فلا ينجو أحدا من جرح الذقن فى أكثر من موضع ؛فيخفى آثار الدماء بغمس الفرشاة فى صنبور به بقايا صابون قد جمعه من مكان الوضوء فى المسجد القريب .

    وانتهت الحلاقة وأخرجت "أم حسين" الخرقة ومسحت زجاجة الزيت وجركن الجاز ،ولكن الزبون خرج ولم يدفع ؛فنظرت أم حسين إلى وجهه الذى اكفهر قائلة "فرجه قريب"!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: دكان عمى "على"..قصة قصيرة ..كتابة :حافظ الشاعر..فكرة : وهدان الأشوح Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top