• اخر الاخبار

    الجمعة، 26 أبريل 2019

    الدكتور عادل عامر يكتب عن :التقارير الطبية العادية وتقارير الصفة التشريحية


    الدكتور عادل عامر يكتب عن :التقارير الطبية العادية وتقارير الصفة التشريحية

    التقارير الطبية لما لها من أهمية خاصة فى حياتنا العملية ولا سيما وقد إمتلأت ساحات المحاكم بها وأغلب هذه التقارير كيدية ,  فكان لزاما علينا أن نقف عندها بقليل من التحليل ومحاولة وصف الإصابات التى يتضمنها التقرير ومقارنتها بالأداة المستخدمة فى الإعتداء ، وفى المقابل يجب على القاضى أن يكون ملماً ببعض بدائيات الطب الشرعى حتى يقف على صحة الإتهام من عدمه ولا سيما وأنه قاضى عقيدة وإقتناع ، وكان المستقر عليه قانوناً أن التقرير الطبى دليل إصابة وليس دليل إدانة إلا إذا كان بالأوراق ما يربط حدوث الإصابة بشخص المتهم ,  وما نعانى منه هذه الأيام ومع إنتشار  البلطجة وقلة الضمير فكثيراً ما يقوم البعض بإحداث إصابته بنفسه للزج ببرىء فى ساحات المحاكم لإنهاء أمور أخرى لاتتعلق بواقعة الإعتداء وقد إتخذها البعض وسيلة سهلة لسلب أموال الغيرويزداد إستخدام التقارير الطبية بهذه الصورة فى المدن الصغيرة والأرياف , وإنى لأرى أن كثير من الزملاء قد صادف مثل هذه المشكلات ولذلك فقد قمت بجمع بعض الإصابات ووصفها ووصف الأداة التى يمكن أن تحدثها لعل الدفع بتناقض الدليل القولى مع الدليل الفنى يصادف صحيح القانون ويكون له صدى بالأوراق .
    أولاً : السحجات
    ********
    السحجات : هى التسلخات التى تحدث من إحتكاك جلد المصاب بجسم خشن والتى تؤدى إلى تآكل الجزء الخارجى من طبقات الجلد وإرتشاح سائل مصلى أصفر اللون وقد يكون مدمماُ أى معرقة ببعض النقاط الدموية ( ولكن ليس بنزيف دموى وأحياناً ما يكون هذه السحجات متورمة قليللاً ومؤلمة ، ثم يأخذ السائل المصلى فى الجفاف بعد يومين من الإصابة على هيئة قشور تغطى الجرح وتكون لاصقة به خلال الأسبوع الأول للإصابة ثم تبدأ هذه القشور فى الإنفصال عن الجلد وتأخذ فى السقوط تاركة مكان الإصابة فى حالة إحتقان سرعان ما تتحول على الإصفرار ثم تختفى فى خلال الأسبوع الثانى من حدوث السحجة وقد تطول هذه المدة أو تقصر طبقاً لعوامل مختلفة منها ما يخص الإصابة ذاتها مثل سطحية السحج من عمقه أو بالنسبة لعدد طبقات الجلد المتآكلة .
    والسحجات هى أبسط أنواع الجروح من وجهة النظر الجراحية ومن حيث المضاعفات الطبية لها ، ولكنها من جانب آخر لها دلالة كبيرة فى مجال الطب الشرعى وخاصة فى الحالات الجنائية وأمثلة على ذلك :
    1ــ  فخدش الأظافر حول الجزء الأمامى لرقبة المتوفى قد يشيرإلى الخنق باليد . 
    2ــ أما إذا كانت هذه السحجات حول الفم أو الأنف فإنها تدل على كتم النفس باليد فى الأطفال حديثى الولادة .
    3ــ التسلخات الحيوية للحبل حول الرقبة تلفت النظر إلى أن الوفاة قد تكون حدثت بالخنق     بالحبل أو الشنق به .
     4ــ وفى حوادث الطرق إذا كانت هذه السحجات المطبوعه على جلد المصاب تطابق مقدمة السيارة فإنها تشير إلى سبب الإصابة وبفحص الآثار الموجودة على مقدمة السيارة مثل آثار الدماء وتحليلها فإنه يمكن تأكيد إتهام سيارة بعينها .
    5ــ وفى حوادث الطريق التى يكون فيها السائق قد دهس أحد الأفراد فإن السحجات والكدمات المتعرجة والموجودة على جلد المتوفى نتيجة دهس السيارة  فإنها تطابق شكل التعرجات الموجودة على السطح الخارجى لإطار السيارة المتسببة فى الحادث .
    6ــ أما قضايا هتك العرض فإن وجود خدوش أظافر الجانى على أنسجة الفخذين أو سطح     الأعضاء التناسلية للأنثى فإنه يفيد مقاومة الأنثى للجانى ، ومن جانب أخر وجود سحجات لأظافر الأنثى على وجه المتهم فإن ذلك قرينة عليه بالإضافة إلى باقى القرائن المصاحبة وبشرط أن يكون عمر هذا الجرح يطابق التاريخ الذى وقع فيه الإعتداء .
    والسحجات قليلآ ما تكون بمفردها ولكن كثيراً ما يصاحب حدوث السحجات وجود كدمات تحتها نتيجة لضغط الأداة المحدثة لهذه السحجات ففى حالات ربط الرقبة أو اليدين بالحبل فإن خشونة جدائل الحبل تسبب التسلخ أو السحج على الجلد أما قوة ضغط الحبل على الجلد فإنه ينتج عنه كدم الأنسجة تحت منطقة الإحتكاك .
    ثانياً : الكدمات أو الإصابة الراضة :
    الكدم : هو تجمع دموى تحت الجلد أو الأنسجة نتيجة تهتك الأوعية الدموية على أثر الإصابة بأداة صلبة غير حادة ، وقد يحدث الكدم نتيجة إنضغاط عضو من أعضاء الجسم بين قونين ، وتكون قوة الضربة كافية لإحداث إنفجار أو تهتك بالأوعية الدموية تحت الجلد وبالأنسجة ولكنها غير كافية لتهتك الجلد أو النسيج فوق التكدم الدموى .
    ويأخذ شكل الكدم شكل الأداة المحدثة فى كثير من الأحيان وخاصة إذا ما كانت الإصابة  فى مكان من الجسم غير رخو مثل الظهر وجانبى الوجه ، فضربة العصى أو لسعه الكرباج تأخذ شكل الأداة المحدثة لها . وفى حوادث الطرق فكثير ما ينطبع شكل مقدم السيارة فى صورة كدمات على جسم المصاب ،  وفى حالات الشنق أو الخنق بالحبل فالكدمات التى على رقبة المتوفى تكون مقابل الحبل الضاغط .
     أما إذا كانت الإصابة على جزء رخو من جسم المصاب مثل تحت الإبط أو سمان الساق بالإضافة إلى قوة الجاذبية الأرضية يجعل شكل الكدم غير مطابق لشكل الأداة المحدثة له ، وكذلك يكون مكان الكدم أسفل مكان الإصابة فأحيانا ما تكون الإصابة على حاجب العين ويكون التجمع الدموى فى الجزء الأسفل من الجفن وكذلك نجد فى بعض الأحوال ضربة العصا على سمان الساق أو تحت الإبط ويكون تجمع الدم أسفل هذه المناطق .
    فالكدم لحظة حدوثه يكون أحمر اللون لمدة ثلاث أيام ثم يأخذ فى التغير إلى اللون البنى فى النصف الثانى من الأسبوع الأول ثم يأخذ فى التحول إلى اللون البنفسجى فى النصف الأول من الأسبوع الثانى ثم إلى اللون الأخضر فى النصف الثانى من الأسبوع الثانى من الإصابة ثم يتغير إلى اللون الأصفر ثم يقل هذا اللون تدريجياً حتى يختفى فى خلال أسبوعين تقريباً من بداية الإصابة .
    ثالثاً : الجروح المتهتكه ( الجروح الرضيه )
        وهى حدوث تهتك أو تمزق بالجلد نتيجة الإصابة بآلة صلبة مثل العصا أو الحديد أو الرمى بالحجارة أو السقوط من علو وكذلك نتيجة حوادث السيارات والقطارات وكثيراً ما يصاحب هذا النوع من الجروح كسور فى العظام أو تهتك فى الأحشاء الداخلية ومعظم إصابات فروة الرأس تكون  من هذا النوع .
    والجروح المتهتكة هى أكثر أنواع الإصابات حدوثاً بحيث أنها تشمل معظم القضايا التى تشاهد فى الأعمال الطبية الشرعية وإذا نظرنا إلى صفات الجروح الرضية فإنها تكون غير منظمة وتكون حوافها فى حالة تمزق وأطرافها مشرذمة وعلى جوانب هذه الحواف كثيراً ما تحدث كدمات وسحجات لثقل الآلة المحدثة للإصابة وقاع الجرح غالباً ما يكون غير نظيف وبه خيوط نسيجية غير مقطوعة تصل بين جوانبه وربما وجدت به أجسام غريبة أو شعر أو بقايا أنسجة منفصلة وبدون إنتظام .
    وعلى الناحية الأخرى فإن هذا النوع من الجروح غالباُ ما يكون قليل النزف الخارجى لأن ثقل الآلة المحدثة وقوة ضغطها تسبب إنضغاط وإنسداد لطرفى الأوعية الدموية المقطوعة وبالتالى يجعل إحتمال النزف فيها أقل من الجروح القطعية وفى معظم الأحيان لاتكون مضاعفات هذه الجروح نتيجة النزيف الخارجى للدم ولكن نتيجة لإصابة أو تمزق الأعضاء الداخلية للجسم أو التلوث الصديدى .
    أما الجروح الرضية التى تحدث بفروة الرأس وبعض الأماكن الأخرى من الجسم التى يكون فيها الجلد مستنداُ أو مشدوداً على العظام وعلى الرغم من أن الأداة المستخدمة فى إحداث مثل هذه الإصابات تكون غير حادة مثل العصى فإن الجرح الرضى الناتج يكون شبيه بالجرح القطعى من حيث أن له حافتين منتظمتين وزاويتين حادتين .
    رابعاً : الجروح القطعية .
    الجروح القطعية : هى الجروح التى تحدث على الجسم أو الأنسجة بإستخدام آلة حادة مثل الموس أو السكين أو ماشابه ذلك من آلات .
    وشكل الجروح القطعية لايتحدد طبقاً لشكل الأداة المستعملة فى إحداثه ولكن يتحدد تبعاً للطريقة التى تستخدم فى إحداثه .
    ويحدث الجرح القطعى عند إستخدام الأداة الحادة أو نصلها جراً  على سطح الجسم مثل إستخدام الجراح للمشرط أو بطريقة الرسم بالقلم , ولتبسيط تصور القارىء للجروح القطعية يمكن إعتبار أن الجروح الناتجة عن  إستخدام الموس والألات المشابهة بطريقة التشريط السطحى على الجلد هو الشكل التقليدى للجروح القطعية السطحية  , وإستخدام السكين والآلات الحادة المماثلة بطريقة الجر على الجلد والضغط لأسفل تكون الإصابة الناتجة هى الشكل التقليدى للجرح السطحى الغائر .
    والجروح القطعية تتميز بأن لها حافتين وزاويتين حادتين وأنها تنزف بغزارة والشعر وبصيلاته المقطوعة على جانبى الجرح تكون مقطوعة قطعاً حاداً وذلك إذا مافحصناه بعدسة اليد المكبرة أو إذا إنتزعنا بعضاً منها وتمت دراستها تحت الميكرسكوب .
    والجرح القطعى عمقه أقل من طوله على الجسم والملابس التى تغطى مكان الإصابة تكون مقطوعة قطعاً حاداً وتكون مقابلة للجرح فى أغلب الأحيان .
    وقد توجد الجروح القطعية فى كف اليد ووجه الأصابع فى بعض الحالات الجنائية والتى تطلق عليها ( جروح إتقائية ) وهى محاولة المجنى عليه إمساك السلاح المستخدم من قبل الجانى لدرء خطره ومحاولة المجنى عليه لشل حركة الجانى .
    أما الجروح التى تحدث نتيجة إستخدام آلة حادة ثقيلة  الوزن مثل الفأس أو البلطة والتى تحدث فى الرأس فتترك جرحاً رضياً قطعياً وبحيث لايكون عمق الجرح أكثر من طوله  على السطح وفى مثل هذه الحالات يحدث الشكل القطعى للجرح وثقل الأداة يؤدى إلى تكدم الجوانب وتمزق الأنسجة الخارجية مع تهتك بالأنسجة الداخلية مع كسور قطعية بالعظام .
    خامساً : الجروح الطعنية والنافذة
    الجروح الطعنية هى الإصابة التى تحدثها الآلة الحادة ذات الطرف المدبب بالجسم وخاصة إذا ما كانت الضربة فى إتجاه طعن إلى داخل الجسم كأن يدفع نصل السكين إلى داخل الجسم محدثاً جرحاً عميقاً عمقه أكثر من طول فتحته الخارجية على الجلد , والجروح الطعنية بمختلف أنواعها قد تشير إلى عمل جنائى فى أغلب الأحيان والفتحة الخارجية للجروح الطعنية قد تعطى فكرة عن شكل وعرض نصل الأداة المستخدمة فى إحداثه , فمثلاً الخنجر ذو الحدين يحدث جرحاً طعنياً ذا حافتين منتظمتين وزاويتين حادتين وقد يبدو هذا الجرح على شكل قوسين متقابلين , أما السكين ذو الحد الواحد فإن جرحها يكون له زاوية واحدة حادة وباقى الفتحة على شكل شبه نصف دائرة .
    أما الجروح النافذة التى تحدث بإستعمال المقصات المغلقة فإن شكل فتحة الجرح  يكون مماثلاً للآلة المستخدمة مع وجود تكدم وتمزق بحواف الجرح وذلك لعدم حدة جوانب المقص المغلق
    وإختراق الجسم الصلب للأعضاء المتماسكة من الجسم مثل الغضاريف أو الجلد المشدود على عضلات قوية مثل الساق والكتف ففى هذه الحالة فإن تماسك العضو يحافظ على شكل الأداة المستخدمة فى إحداث الإصابة .
    سادساً : الجروح المفتعلة
    وهى الإصابة التى يحدثها شخص بنفسه لإتهام شخص آخر أو آخرين لغرض فى نفسه وقد تكون الجروح المفتعلة فى مناطق آمنة من جسم المفتعل لأنه لم يثبت حتى الآن أن شخصاً إفتعل إصابة فى عينه , وغالباً ما تكون الإصابة فى مكان من الجسم أقل ألماً للإصابة .
    والجروح المفتعلة غالباً ما تكون قطعية سطحية يحدثها الشخص المصاب بنفسه وبأداة حادة مثل الموس وتكون هذه الجروح فى الأماكن الغير خطرة بالجسم مثل جلد الصدر أو الزراعين وتكون هذه الأماكن فى متناول يد المفتعل ما لم يحدثها بمساعدة آخر , وتكون هذه الجروح على هيئة تشريط متواز , ولا تكون الملابس التى تغطى هذه المنطقة المصابة ممزقة أو متهتكة لأن المفتعل يقوم برفع  الملابس عن المكان المراد تشريطه .
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الدكتور عادل عامر يكتب عن :التقارير الطبية العادية وتقارير الصفة التشريحية Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top