إنه عامل تليفون بمجلس مدينة جمصة ؛
و فى الأساس ( صياد ) وايضا ( فلاح ) ؛
ورث عن آبائه الصدق والجدية وخشية الله؛ فهو لايخاف فى الله لومة لائم ؛
فقد عرفته ابان وجودى بالقرية ؛ ولم أكن اعرف بوظيفته السابقة تلك ؛
أمس فقط اضحكنى وذكرنى بالمحافظ (سعد الشربيني) رحمه الله ؛ والذى لازال محفور فى ذاكرة أبناء الدقهلية بالخير.. وموقفه مع
( حماره ).............؟!
نعم فعم عبدالخالق يذهب إلى المجلس بالحمار آنذاك
يركبه من (جمصة البلد) محل إقامته و يربطه بحديقة المجلس الفسيحة حتى يفرغ
من ورديته نهارا او ليلا
.. قطعا فى مشهد عجيب...!
حتى تندرت به زوار المدينة
وسياحها فطالبه رئيس المدينة بالكف عن الإتيان به.. فرفض فى اباء فهو وسيلته العظمى فى الوصول عبر الدروب الضيقة من جمصة البلد إلى المصيف ،
وهو صاحبه الوفى و الذى يتوجه به إلى الحقل والبحر
فى اى وقت ... ؛
وكما قال لى :
إنه لم يتأخر عنه ابدا فى القيام بواجبه ؛
لهذا دافع عنه باستماتة واستطاع وهو المفوه ان يقنع رئيس المدينة (بأهمية الحمار ) فى مباشرة عمله..!؟ وتم (التوافق) ان يكون فى مكان مستور وآمن
وبات عم عبدالخالق بهذا
صاحب صيت بحماره ....
حتى أن نهيقه بات مشهود وعلامة............. ...!
ونزولا على ( حق الحمار ) فى ان يكون مع صاحبه لأهميته فى ( إنجاز العمل )
استمر الحال ..ولكن بتنغيصات من رئيس المدينة
المتأذى من ذلك...... ...
حتى كان يوم وردية ليلية لعم عبدالخالق وانقطعت بها الكهرباء... وجاء التليفون :
مين ؟ انا سعد الشربينى
اؤمر سيادة المحافظ
فين رئيس المدينة ؟
لسه ماشى من شوية بعد الكهربا ما قطعت ....
طيب...
ودقائق فوجئ عم عبدالخالق بالعامل زميله فى الوردية يقفز جريا ويقول :
المحافظ ،المحافظ ،المحافظ
فقال عم عبدالخالق :
محافظ ايه يا اهبل... ؟!
فسمعه (سعد الشربينى) رحمه الله وكان قد بات أمامه مرتديا جلباب
فصعق عم عبدالخالق ؟!
فقال له : انت من شويه كنت معايه على التليفون فقلت مش معقول ...!
فربط المحافظ على كتفه وضحك .....وأثناء ذلك .....
سمع نهيق الحمار....!
فسأله ما هذا ؟
قال : حمارى يا باشا
فقال له : كيف تأتى به إلى هنا ؟
فقال : انا باركبه لمسافة 5 ك وهو وسيلتى إلى العمل فى أوقات النهار والليل ... فنظر إليه وقال له :
((اهتم به يا عبدالخالق)) ..وفى الصباح الباكر فوجئ رئيس المدينة بحمار عم عبدالخالق مربوط فى أحسن مكان بالمجلس فقال له :
ما هذا....؟
قال : تعليمات الباشا المحافظ
فضحك ..بعد أن علم بحكايته
وبات حمار عبدالخالق فى حصانة لانه فعلا يؤدى عمل .
25/4/2019 بقلم
حامد شعبان سليم
0 comments:
إرسال تعليق