• اخر الاخبار

    السبت، 27 أبريل 2019

    حسن بخيت يكتب عن : " فلنبادر قبل أن نغادر - "قد لا يأتي رمضان أخر"

    حسن بخيت يكتب عن : " فلنبادر قبل أن نغادر - "قد لا يأتي رمضان أخر"


    تمضي بنا الأيام ، وتنقلنا من حال إلى حال ، وتمر الأعوام عام بعد عام ، ويأتي شهر رمضان ويرحل ، وفجأة نتذكر اشياء فعلناها بقصد أو دون قصد ، وكانت لها تأثير على اشخاص أخطآنا فى حقهم ، ومنعنا كبرياؤنا من الإعتذار لهم ولو بكلمة واحدة ، والإعتذار ما هو الا كلمة ، بسيطة فى لفظها ، عظيمة في معناها - لكنها عند البعض كبيرة لأنها تمثل الكبرياء وعزة النفس والكرامة ، فالكلمة كالسحر ، تقوم الحروب بكلمة ، وتضع أوزارها بكلمة أخري ،، فإذأ انفصلت الكلمة عن العقل أصبحت عبثا" ، وإذأ تناقضت مع الفعل أصبحت نفاقا" .
    تأثرت كثيرا" قبل أيام، وأنا أشاهد برنامج ديني على قناة فضائية، وكان ضيف البرنامج فقيه من علماء الأزهر الشريف ، يستمع إلى أسئلة المتصلين ، ويفتي لهم ليبين لهم الأمور الدينية المتعلقة بحياتهم المعيشية ، واذ بمتصلة يكاد أن يغشى عليها من شدة البكاء والألم ، وهى تشعر بالحسرة والندم لموت زوجها ،والتى كانت قد خاصمته وقاطعته ، ومنعته نفسها قبل وفاته بثلاث شهور ، رغم محاولة الزوج لمصالحتها وطلب السماح منها والإعتذار لها ، لكنها أبت وعاندت ، ليكون قضاء الله أرحم للزوج من قسوتها وعنادها ، لتستيقظ الزوجة على خبر وفاة زوجها ...
    فها هو شهر رمضان الكريم على وشك القدوم ، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، فهل نرغب أن يدخل هذا الشهر الكريم وفى قلوبنا شحناء وكراهية وخصام . بالطبع لا يرغب في ذلك الا أحمق ! فكيف يرغب عاقل في رحمة الله ومغفرته وقلبه مملوء بالغل والكراهية والبغضاء ؟!
    فقد نسمع أن رجلا" يقاطع أمه أو أباه ، وتمر الأيام وتزداد الفجوة بينهما حتى يأتى الخبر المفجع بموت أحدهما وهو عليه غضبان ، ووقتها لن ينام من الندم ، وستتملكه الحسرة باقى أيام عمره ، ويتمنى أن يعود الزمن فيذهب اليهما ويتحمل كل العناء والتعب ليرضيهما ، ولكن هيهات هيهات ، فالذاهب لا يعود ، ولا ينفع الندم وقتها .
    أو قد نسمع عن زوجة تغضب زوجها وتتسلط عليه وتجلده بسوط كلماتها اللاذعة المؤذية ، أو نري زوجا" يظلم زوجته ، ولا تري منه الا التسلط والبخل والقسوة ، وربما تزداد الفجوة بينهما وتحدث المشاكل والضغوط . ولا يمكن لأحد منهما التنازل عن رأيه ولا موقفه ، ويتم الطلاق بينهما وتنهار الأسرة ويتشتت الأبناء .
    أما أكثر ما نسمع به في زماننا هو الخصام والبغضاء والشحناء بين الأخوة والأصدقاء ، وربما تكون العداوة بسبب أمور تافهه ، ولا تليق بمعني الصداقة والأخوة ..
    قراءنا الأعزاء، الوقت ضيق وما نستطيع فعله الان لا نؤجله للغد ، ربما يسبقنا القدر ، وتكون النهاية قد أقتربت ، فلنفتح قلوبنا القاسية بمفاتيح التسامح ، ولنطرق الأبواب المغلقة بيننا وبين من عاديناهم، أو اختلفنا معهم ، ولنجلس مع أنفسنا قبل فوات الأوان ، ولا نتردد فى المبادرة والأعتذار ، علما" بأن الإعتذار ليس تحقيرا" لشأن المعتذر ، بل هو نوع من تقدير النفس ، ورفع سقف الاحترام ومحبة الغير ..
    وصاحب العقل والحكمة من يراجع نفسه ويتسامح فيما بينه وبين الأخرين ، ولا يمتلىء قلبه بالكراهية والبغضاء والخصام ، فقد لا يأتى رمضان أخر ، فلا نعلم كم نعيش ومتى نرحل .
    فلنبادر جميعا ونعتذر الى كل من أسأنا اليهم ، ولنسامح كل من أخطأ فينا ... بلغنا الله وأياكم شهر الصوم وليلة القدر
    حديثنا القادم ان شاء الله عن " وماذا عن شياطين الإنس في رمضان ؟
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : " فلنبادر قبل أن نغادر - "قد لا يأتي رمضان أخر" Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top