• اخر الاخبار

    الاثنين، 29 أبريل 2019

    الروائية د. وفاء عبد الرزاق من العربيات المستحقات نوبل للآداب بعد حصولها على اوسكار الامم المتحدة..

    الروائية د. وفاء عبد الرزاق من العربيات المستحقات نوبل للآداب بعد حصولها على اوسكار الامم المتحدة..

      العراق -الزمان المصرى :سعد الساعدي 
    ليست العربية الوحيدة التي خاضت غمار الرواية واجادت كتابتها وترجمت العشرات من رواياتها الى اللغات الحية ، لكنها خير من نقلت معاناة شعبها وبلدها العراق رغم فراقها الطويل له ، واغترابها في المهجر ، فاستحقت بصدق أن تكون الروائية العراقية العالمية الدكتورة وفاء عبد الرزاق سفيرة الكلمة والسلام الذي تترأس احدى جمعياته العالمية .
    لم تكن تربطني بالروائية والشاعرة والأستاذة الاكاديمية وفاء أية رابطة غير الانتماء للوطن والادب والثقافة ، لكني حين التقيتها في الامسية التي اعدت لنحتفي بها في بابل عاصمة التاريخ والحاضرة ، ورأيتها وسمعتها عن قرب أحسست فعلاً بروحها الممتلئة حباً للإنسانية والتفاني من اجلها .
    كتبت الفانتازيا الشعرية وجسدتها وجداناً مفعماً بعمق الانتماء الاصيل ، كتبت مأساة الشعب ونضاله وطموحة بقربها وملاصقتها له رغم بعد المسافات وهي تهيش في لندن لانها تكلمت بلسانه وقلبه كما لو أن الفرد تجسد بالجماعة ، وهي من مثّل تلك الجماعة ، وكتب عنها بصدق الواقع ، وانفعالات الروح ، وخلجات صفاء الضمير .
    لم تحصل على جائزة الاوسكار من بين مائة امرأة مثلن العالم اعتباطاً ، رغم ان الاوسكار تقدير ثمين تعطى للفنانين ، لكن الامم المتحدة ارتأت مؤخراً أن تكون جائزة الاوسكار للآداب، وبالذات للنساء المتميزات ؛ فكان حصيلة الروائية وفاء عبد الرزاق هذه الجائزة عن جدارة واستحقاق ، وهذا ما كان احد العوامل المهمة في ترشيحها سابقاً لجائزة نوبل للآداب التي تستحقها فعلاً اسوة بمن سبقها ، ولم تختلف به عن ابداعه ، و عما ابدعته ، فهي كاتبة للابداع الحقيقي والواقعي .
    الامسية التي حضرتها وتعرفت من خلالها على سيدة الأبداع العربية أشعرتني وكأننا أصدقاء منذ زمن طويل ، زميلين في مؤسسة واحدة نتبادل الأفراح والاتراح معاً بلا أي احراج او تكبر وغرور..هكذا رايتها ، ورأها من كان معي يستمع لكلماتها التي انطلقت بها وغردت بقصائد شعبية ، كما لو انها شاعرة شعبية تتكلم العامية وليست صاحبة اسم ومكانة عالميتين في مجال الرواية ، وليس الرواية فقط ، بل ما كتبته من دواوين شعرية أيضاً .
    هي الام والزوجة والاخت والأستاذة التي اشرفت على اكثر من تسعين اطروحة دكتوراه كما ذكرت في حديثها معنا ، وانجزت خمساً وخمسين كتاباً بين قصة ورواية وشعر ودراسة، حتى كتب عنها نخبة من النقاد الذين قال لي بعضهم: أنها تضع ملفاً خاصاً في كل زاوية من زوايا رواياتها .
    لقد اشارت في احدى رواياتها الى كثرة الضفادع واستنطقت الحشرات برمزيتها المتقنة لتفصح لاحقاً ان تلك الضفادع ما كانت غير الساسة الفاسدين المنتشرين في كل مكان ، وهذا ايضا ما اشار اليه سابقاً احد الزملاء النقاد المصريين حين احتفى بها اتحاد الكتاب والادباء في مصر.
    لكن الذي خيّب ظني ، وأحزنني كثيراً ، وربما لست وحدي ، حين لم يكن هناك من يمثل اتحاد الادباء والكتاب العراقيين محتفياً ومحتفلاً معنا بهذه القامة الثقافية العملاقة ..
    لذلك نجد الابداع يطفو على سوح كل الميادين مع اتساع الحرية والتحفيز والتشجيع الذي تفتقر اليه بلداننا العربية ، ويحتضنه الغرب ويشد على يد كل مبدع بموضوعية وبدون محاباة ، او محسوبية وعلاقات شخصية غالبا ما نشاهدها في المهرجانات والدعوات الخاصة للأصدقاء والمعارف دوناً عن المبدعين ، وحين يصل المبدع بقدميه الينا ، نتوارى كأننا لا نعرفه كما هي اديبتنا الرائعة التي انهت حديثها قائلة:
    ( كل جوائز الدنيا لا تعني لي شيئاً بقدر ما يغنيني ويعنيني حبكم لي ، وحبي لكم ، فانا اليوم لست ضيفة هنا ، بل انا من أصحاب الدار ) .
     
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الروائية د. وفاء عبد الرزاق من العربيات المستحقات نوبل للآداب بعد حصولها على اوسكار الامم المتحدة.. Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top