محمود عبدالمنعم يكتب عن : إصلاح الأرض وعمارتها فريضة إسلامية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أما بعد.

لقد أمر الله تعالى بالصلاح والإصلاح، ونهى عن الفساد والإفساد، قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) نعم ظهر الفساد في البر بما يحدث فيه من الحوادث من موت الزروع والأشجار، وغلاء الأسعار كل ذلك حدث في البر، ويحدث في البحر من الفيضان، ومن الهيجان، ومن تدمير المراكب، ومن أنواع العقوبات البحرية التي تسمعون عنها في كل يوم فكل ذلك من العقوبات العاجلة مصداقاً لقوله تعالى : (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أي يتوبون إلى الله عز وجل من ذنوبهم، فهذه حكمته سبحانه وتعالى وهذه رحمته بعباده.

لذلك وجب علينا أن نصلح الأرض ونعمرها، وهذا ما أمرنا الله به فهو القائل في كتابه (وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا) فالله تبارك وتعالى أصلح الأرض بإنزال كتبه، وإرسال رسوله، والجهاد في سبيله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن أفسد فيها بعد ذلك فإنه قد أفسد في الأرضِ بعد إصلاحها، والله جلَّ وعلا قال: (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ*الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ).

فالإسلام حذرنا من دعاة السوء، ودعاة الضلال، ودعاة الإباحية، ودعاة القتل، ودعاة التخريب.

وصلاح الأرض وإصلاحها يتحقق بصلاح الإنسان وإصلاحه ، فحينما يحقق المسلم أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق َ } ، حينما يقرأ ويتعلم ويحقق الإيمان الكامل المركب من إعتقاد وقول وعمل حينها ستمتلىء الأرض بالخير والنماء والبركة.

فلقد أوجدنا الله تبارك وتعالى واستخلفنا في هذه الأرض لعمارتها بالعبادة والعمل الصالح، وكانت مهمة الأنبياء الأولى بعد دعوة الناس لعبادة الله تعالى وحده هي إصلاح الأرض وعمارتها، فالمسلم شبهه النبي صلى الله عليه وسلم في النفع العام بالنخلة التي ينتفع بكل شيء فيها، فخير المسلم الكامل ونفعه يصل لجميع المخلوقات حتى الحيوانات.

وإصلاح الأرض وعمارتها فريضة إسلامية، لنبدأ من تحقيقها والعمل على نمائها.

أغسطس 28, 2018