كتب: زيد الطهراوي
في فلسطين كان ينبت شعر العرب ؛ و كان الشعراء يدركون أنهم أشجار تظلل العرب و أشواك في حلوق اليهود و كان توفيق زياد أحد أبرز شعراء المقاومة الفلسطينية ينشد قصيدته النابضة بالتحدي (كأننا عشرون مستحيل) و التي يقول فيها: [كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج , كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار
نجوع .. نعرى .. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال .. جيلا ثائرا .. وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
إنا هنا باقون]
و عشرون مستحيل يقصد بها الشاعر أن هناك عشرين شاعرا عربيا يغردون كالعصافير و يزأرون كالأسود في فلسطين المحتلة يقاومون المحتل بشعرهم و الكلمة كالسيف
الا أن المحتل كان يعمل بتواصل و شراسة ؛ يهدم و يقتل و يشرد و في نفس الوقت كان يغسل الأدمغة و يغير أسماء المدن و الشوارع بل و يغير ثقافة العرب و هذا ما قاله محمود درويش في قصيدته (يوميات جرح فلسطيني) التي رد بها على قصيدة (لن أبكي)للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان و التي أهدتها الى شعراء الأرض المحتلة
يقول درويش في قصيدته :
(منزل الأحباب مهجور و يافا ترجمت حتى النخاع
و التي تبحث عني
لم تجد مني سوى جبهتها
أتركي لي كل هذا الموت يا أخت أتركي هذا الضياع
فأنا أضفره نجما على نكبتها)
إنه إحساس واضح نابع من المشاهدة اليومية لحيفا و يافا و الجليل و غيرها من المدن كيف تتغير أسماؤها و أسماء شوارعها و بقالاتها الى أسماء عبرية
قصائد العشرين مستحيلا أو العشرين شاعرا بقيت كحبل متين و لكنه لا يستطيع أن يعمل عمل الغاصبين اليهود الذين يغيرون بمعدات ثقيلة و بخبث منقطع النظير
و يذكر محمود درويش أن مناهج الكيان الصهيوني التي تدرس للناشئة العرب كان تدريسها منحصرا في المصلحين اليهود و في شعراء الكيان الصهيوني
فما هو حال ثقافة العرب الآن؟ سؤال يوجه بعد أن نخرت الثقافة المسمومة في العرب و في مدنهم و شوارعهم
0 comments:
إرسال تعليق