جريدة الأهرام هى التى اتصفحها ( عادة ) ؛ توجهت يوم الجمعة الفائتة فى سياحة ( خاصة ) وبدأت بالجريدة
فقال لى الشاب : من فضلك ( كمان نصف جنيه ) !
فقلت له : ليس من حقك؛ فقال : بسيطة أستطيع أن أقول لك لاتوجد الأهرام؛ عموما ( لاتدفع ) بعد أن ناولنى إياها؛ وقد استرسل موجها الكلام لى :
((انت تعرف ياحاج بتاع التاكسى علشان يجيب الصحف بيأخذ منى ثلاثون جنيه يوميا؛ وكما ترى لم تعد مربحة لهذا ابيع بجوارها ماتراه من بسكوت وخردوات بسيطة)) ..!!!؟
فاعتذرت له ....!؟
وقلت من فضلك ناولنى حاجة حلوة ؛ وتفضل زيادة على ( النصف ) جنيه آخر عقابا لى ؛ فرفض؛
ثم توجهت إليه أين والدك ؟ فقال : مريض بالبيت ؛ وهذه الجرائد كانت مهنة جدى والت إلى ابى ثم إلى؛
فقلت له : بارك الله فيك ؛ وأثناء الحوار جاء ( عابر سبيل ) يسأله أن ( يشرب ماء ) فهم لإحضار الكوب ، فقلت بلهفة :
معى ماء مثلج ؛ تفضل ياسيدى ؛ فشرب ثم قال بصوت عال :
( كريمة ياستنا ) ..!!؟ فنظرت متعجبا وقلت مجذوب
يبدوا ذلك ....!!!؟
ولما كان الموقف شدنى إلى ( تألم البسطاء ) لصعوبة المعيشة وما صاحبها من غلاء ؛ وقلت فى نفسى لاشك أن هذا الشاب يستحق الخمسون قرشا ليعوض ذلك؛ وان ذلك يجب أن يكون بطيب نفس ورضا من ( القادرين ) ليطيبوا خاطرهم وأعتقد أن هذا ليس تفضلا بل هو حقهم .....
وقد وعيت الدرس فى حينه ؛ وانصرفت حتى نادانى صاحبى وهو مشفق على قائلا : لاداعى للجريدة وتستطيع أن تتصفحها واخريات عبر ( النت ) ...!؟
فقلت : انا أجد متعة خاصة فى القراءة عبر الصحيفة الورقية ، وانشط ( ذهنيا ) حيال ما اقراه ؛
وقد أثار المشهد أيضا قضية ( الصحف الورقية والقراءة )..!؟
وشعرت أنه فعلا بات لدينا أزمة ( خطيرة )
تتعلق بعدم القراءة بصفة عامة واضحت المكتبات نادرة؛ وزبائنها ( اغراب ) وهو مايمكن أن ترصده ؛ وتلك قضية تحتاج نظر ودراسة ووضع حلول لإعادة ( ثقافة ) القراءة؛
وأهمية الكتاب فى حياتنا ؛ باعتباره الوسيلة العظمى فى أحداث ( حالة التنوير ) التى يجب ان تتبناها الدولة وهى تسير حاليا نحو بناء الإنسان؛ ويمكن عمل ( اكشاك للكتب )
(و اكشاك للصحف ) ( و اكشاك للموسيقى والغناء الراقى )
و اكشاك للرسم ) فى الميادين العامة والمتنزهات والحدائق
فى محاولة ( دولة ) و ( مجتمع مدنى ) لتشجيع الناس للقراءة والاستمتاع بكل راقى وجميل ؛
فهلا فعلنا .....
وهلاشكرنا بائع الجرائد ( محمود )....
وتضافرنا معا لتشجيعه وأمثاله فى التمسك ببيع الجرائد والمجلات والكتب قبل أن تضحى عجيبة وتولى؛
ونخسر جميعا ما باتنا نحتاجه من استنارة ووعى
لننهض بوطننا الحبيب .
26/8/2018
0 comments:
إرسال تعليق