• اخر الاخبار

    الاثنين، 27 أغسطس 2018

    الدكتور عادل عامر يكتب عن :اسباب اللاوعي السياسي عند المجتمع



    أن الوعي السياسي هو مجموعة من القيم والمبادئ والاتجاهات السياسية التي تعطي الفرد المشاركة الفعالة في خدمة المجتمع وحل مشكلاته وبالتالي تدفعه إلى التحرك من أجل تطويرها وتغييرها نحو الأفضل والمصلحة العامة.


    أن الكلام في السياسة في عامة الناس خطأ، لأن السياسة لها رجال وأقوام، رجالها ذوو السلطة والحكم، أما أن تكون السياسة منثورة بين أيدي العوام وفي المجالس ولا ينبغي للشباب وغير الشباب أن يمضوا أوقاتهم ويضيعوها في مثل هذا القيل والقال الذي لا فائدة منه ثم إنه قد يبدو لنا مثلاً أن صنيع واحد من الناس خطأ وقد يكون الصواب معه؛ لأنه يعلم من الأمور التي عملها ما لا نعلمه نحن، وهذا شيء مشاهد ومجرب، وغالب الذين يتكلمون بالسياسة إنما يستنتجونها من أشياء لا أصل لها ولا حقيقة لها،


    أن انعكاسات ثورات الربيع العربي على الوعي السياسي لطلبة الجامعات الأردنية في إقليم الوسط، قد جاءت بشكل عام مرتفعة، ضرورة تثقيف الشباب الجامعي بأهمية المشاركة السياسية على المستوى الفردي والجماعي، ومنح الطلبة مزيدا من الحرية والسماح لهم بالمشاركة بالعمل السياسي داخل الجامعات.   


    لقد أصبح الانتباه الى هذا البعد السيكولوجي للاوعي لكل ممارسة سياسية ضرورة يفرضها الفهم الشمولي للظاهرة السياسية وهذا الانتباه يقلب في أذهاننا المثالية المزعومة للوعي السياسي الايديولوجي والتقدير المفرط والمجاني لحملته ودعاته كما يبرز لنا توظيف الذات والاستثمارات الواعية وغير الواعية للقيم وللمثل السامية في العملية السياسية التي هي في العمق شيئا مختلفا عن هذه المظاهر البراقة التي تقدم نفسها فيها.


    وتلك على الأقل إحدى مزايا استثمار التحليل النفسي في المجال السياسي. والخيارات تكون غالباً محفوفة بمخاطر، وقد لا تسلم من مخالفات أو اعتراضات، وهذه الحقيقة تطالب تيار التجديد الإسلاميّ برفع مستوى فهمهم للإسلام، وبخاصة (فقه المقاصد بضوابط الشرع) وبرفع مستوى معرفتهم بالواقع وحقائقه، وأن يتمرسوا على حسن التعامل مع المتغيرات، إذا أرادوا امتلاك البصيرة في حمل أمانة الدعوة إلى الله عزَّ وجلّ.


      أمّا على الصعيد الخارجي من الناحية السياسية فقد عبّرت هذه الأنظمة السياسية بتحالفها مع الدول الاستعمارية عبر قبول أنظمة الحكم العربية بأن تكون أداة لخدمة مشاريع الهيمنة السياسية الغربية في المنطقة، ونهب ثروات العرب. وعبر هذا الاحتضان والتحالف أمنت تلك الأنظمة صمت تلك الدول على الممارسات القمعية لتلك الأنظمة ضد شعوبها، بل وساعدتها في استباحة البلدان العربية واحتلالها،


    ومن أبرز الأمثلة على هذا الصعيد تواطؤ تلك الأنظمة مع الاحتلال الإسرائيلي وترك الشعب الفلسطيني وحيدا في مجابهة بطش إسرائيل الأمر الذي تراكم على مدار عقود حالة من القهر والغضب في أعماق الشعوب العربية وهي ترى ذاتها مهمشة سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى مكانتها بين شعوب العالم ودورها الإقليمي والدولي


    تلعب وسائل الاعلام أدوارا سياسية على الصعيد السياسي من خلال ما تقدمه من مواد اتصالية، فقد باتت قوة مستقلة في المجتمع كما أنها تلعب دورا مؤثرا في عملية صنع القرار السياسي؛ إذ تتعدد الأدوار التي نقوم بها في الحياة السياسية المعاصرة، فهي تقوم بتشكيل مفاهيم الناس وتصوراتهم بالنسبة للحقيقة في كافة مسالك الحياة


    يعتبر الوعي السياسي عملية مركبة وتطورية فهي ليست شيئاً بسيطا يمكن تعيينه ووصفه بدقة بقدر ما هي كم من العمليات المتداخلة أهمها جمع المعلومات، وتشكيل الأفكار على نحو يجعل الأشخاص أكثر تفاعلا مع بيئتهم ومع ما يحيط بهم من أحداث وهذه هي أهم وظائف الوعي السياسي. حيث يقوم ببلورة رؤية أفراد المجتمع للنظام السياسي والعمليات السياسية، ويحدد مواقفهم منها، ومدى مشاركتهم في نشاطاتها وصنع القرارات السياسية وكما يقوم بتوجيهها داخل المجتمع


    وتعتبر الأحزاب السياسية حاجة ضرورية تقوم على تمثيل الجماهير وتأمين تحقيق إرادتها وفرض نفسها، وتقضي الضرورة حتى داخل الجماعات الأكثر اخلاصا وتقيدا بالديمقراطية بأن توكل إلى أفراد منها مهمة تسيير الشؤون العادية وتحضير وانجاز الأفعال الأكثر أهمية


    وتساهم التنشئة السياسية التي يتبناها أي حزب سياسي في تعليم الفرد القيم والاتجاهات السياسية، والأنماط الاجتماعية ذات المغزى السياسي، للتفاعل مع السلطة والمواقف السياسية المختلفة. وهنا تصبح عملية تلقين تُفرض على الفرد من قبل المجتمع


    وتتسم ملامح ضعف الوعي السياسي في أزمة الهوية حيث يجهل أفراد المجتمع هوية نظامهم وطبيعته، فهل هو نظام قبلي أم ديني أم علماني، أم غير ذلك، الأمر الذي يجعل الصورة غير واضحة ومشوشة لدى الأفراد مما يجعلهم غير قادرين على تحديد حقوقهم وكيفية التعامل مع المواقف والاختلافات السياسية.


     وتعد أزمة الاندماج الاجتماعي ثاني هذه الملامح نتيجة التخلف الذي يعاني منه المجتمع لاسيما على الصعد الاجتماعية والاقتصادية وهي آثار متراكمة عبر عقود طويلة من القهر والحرمان جعلت الأفراد يلتفون حول تقسيماتهم الطائفية والعشائرية أو القومية، وبالتالي أصبح الوعي السياسي مغيبا عن المجتمع وحل محله التعصب والانحياز غير الواعي.


     أما أزمة المشاركة السياسية فتعد ثالث هذه الملامح، فنتيجة شعور أفراد المجتمع بأن الواقع السياسي الجديد لم يحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية، وأن النخب السياسية منشغلة في الصراع على السلطة ومكاسبها، كل ذلك جعل الأفراد يعزفون عن المشاركة السياسية وبذلك تصبح العملية الديمقراطية غير ناجحة


    ولا أحد يسأل عن السند القانوني أو الشرعي لهذا التدخل. أما ما هو أشد وأنكي، فهو الاستهزاء بعقولنا، عندما تتلاقى التصريحات على تجييش عشرات الدول، من بينها أكبر قوة عسكرية في العالم، أي أمريكا، للتصدي لداعش !! إن هؤلاء الأغبياء لم يدركوا لحظةً واحدةً أن دورة التاريخ قريبة وأن أمريكا التي يرونها الركن الشديد الذي يأرزون إليه هي بحاجة اليوم إلى من يتقذها من كبوتها، وهي في يومٍ من الأيام ستغادر ما احتلته من ديار المسلمين راغمه متبوعةً بلعنات التاريخ، ولم يفطن هؤلاء إلى أن الأمة لن تغفر لهم ما مارسوه في حقها من خيانة في أشد لحظات كربتها عندما تبصق أمريكا على تلك الوجوه البائسة بعد أن تقضت منهم كل وطر. كما أنه التفسير الصحيح لتعريف الواقعيين بأن السياسة فن الممكن وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة. ثم أن للسياسة دخلاً في أمور


     إن التفكير في معظمه يتم من خلال مفاهيم، والتفكير كما يقول د. الجابري، بواسطة ثقافة ما، معناه التفكير عبر منظومة مرجعية تتشكل من مكونّات هذه الثقافة، وفي مقدمتها الموروث الثقافي والمحيط الاجتماعي، بل والنظرة إلى العالم، إلى الكون والإنسان، كما تحددها مكونات تلك الثقافة، وهكذا فإذا كان الإنسان يحمل معه تاريخه شاء أم كره، كما يقال، فكذلك الفكر يحمل معه، شاء أم كره، آثار مكونات واقعه الذي تشكل فيه ومن خلاله.


    إن المشاركة السياسية تؤدي إلى تزايد الوعي السياسي، وتسهم في حل الصراعات بين العاملين، وتحقيق التكيف الاجتماعي، وتقضي على صور استغلال السلطة والاغتراب، وتحقيق قيمة المساواة والحرية.


    ومن خلال المشاركة السياسية تتحقق الديمقراطية وتتعمق، وتتأثر عملية المشاركة السياسية إلى حد كبير بعوامل بيئية اجتماعية وثقافية ونفسية واقتصادية، فالعادات والتقاليد والقيم والثقافة السياسية كذلك تؤثر على طبيعة المشاركة السياسية وبالتالي على طبيعة التطوّر السياسي في المجتمع.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الدكتور عادل عامر يكتب عن :اسباب اللاوعي السياسي عند المجتمع Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top