لست من أرباب الدعوة المتعمقين فى شئونها اختصاصا؛ سوى أننى أحاول أن أتأمل وانظر فى آيات الله المرئية والمقروءة ؛وقد استوقفني أن قدوتنا سيدنا رسول الله( صلى الله عليه وسلم) قد ظل مايقرب من13 عام فى مكة يربى أتباعه
ايمانيا غارسا ( عقيدة التوحيد ) قولا وسلوكا ، واستطاع أن يخرج ( رجال ) ، قاموا بحق الرسالة فى حياة الرسول وبعد انتقاله ( بأعمال ) أكدت صدق الدعوة وسموها الأخلاقى ، فكان الانتشار ودخول الناس فى دين الله افواجا ، وإقامة حضارة اسلامية شاهقة البنيان والعطاء لازلنا نتيه بها وننهل منها ؛ ووضح بشكل قاطع أن الإيمان مقدمة العمل ؛ ولهذا يجد المتأمل لآيات القرآن الكريم ( تلازمهما ) ؛
ومن هنا فإن اى عمل يفتقد العقيدة ( الصحيحة ) لاثمرة له ؛
ويظل السؤال المطروح لدى البعض بأيهما نبدأ ؟ ؟ ؟ ؟
ويظن كثيرين بأنه يمكن أن يسيرا متوازنين أو أن العمران أولى لكون المعانى تطلب وقت والاحتياج لاستيعاب الايد العاملة ضرورة لخطر البطالة ؟! وهذا الطرح مع وجهاته وأهميته إلا أنه ثبت يقينا فشله لأنه يصطدم والناموس الربانى والتوجيه القرآنى؛ كما أن سوابق التاريخ كاشفة على أن المعانى قبل المبانى حتى ولو استغرقت وقتا طويلا؛ فما قيمة مبانى شاهقة قائم عليه خونة أو ضعاف نفوس أو شاذيين أو خانعين أو تافهين أو منهزمين من الداخل ؛
نعم لابد من الانتصار للأخلاق والارتقاء بها تربية وسلوكا ؛ ويمكن دراسة الجدوى الاقتصادية لنشر القيم والأخلاق وإنزال العدالة الناجزة وسيصل أهل البحث إلى حقيقة مؤكدة
أن الجدوى عظيمة مع الأخلاق الكريمة والعدالة ؛
وأحسب أننا فى طريق البناء الإنسانى حتما سنفطن إلى ذلك لكن الحذر ثم الحذر من الجبابرة الغافلين ، والقراء المداهنين ، والمتصوفة الجاهلين ؛ فهؤلاء بحق يجب عدم الالتفات إليهم والنأى عن صحبتهم؛ والارتكان فى منحى البناء الأخلاقى إلى العلماء الربانيون الذين يعملون بما علموا
وباتوا بحق قدوة لأنهم ياسادة ؛ بحق هذا الصنف النادر حقا ؛
اصلحوا باطنهم بمراد الحق ،
واسقطوا الخلق لرؤية القرب
واعتمدوا على الله تعالى برفع الحجب والعقبات ؛
فتعالوا ياسادة ننهل من معين هؤلاء ((النموذج)) للإيمان والعمل ؛ ((ونأكد أن المعانى قبل المبانى )) ؛
((ونرتقى جميعا خلقيا وحضاريا )) .
30/8/2018
0 comments:
إرسال تعليق