ثمار الخاطر هو كتابى الأول والذى أعتز به كثيرا لأنه كان بداية طريقى إلى الكتابة وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الإجتماعية والتى أراعى فيها الإختصار مع قوة الفكرة قدر الإمكان وتلك هى مدرستى فى الكتابة حيث لا أميل إلى الإطالة التى تكون مملة فى بعض الأحيان إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك ، وقد قررت نشر سلسلة مقالات كتابى بشكل أسبوعى من خلال جريدتنا المتألقة والواعدة "الزمان المصرى"
وسوف أقوم بكتابة هذه المقدمة فى يداية كل مقال حتى يتمكن من فاته قراءة المقالات السابقة فهم الأمر وهنا إخترت هذا المقال تحديدا نظرا لإثارة القضية بشكل كبير فى الفترة الأخيرة.
(التحرش الجنسى )
طبعا بكل تأكيد التحرش الجنسى مرفوض رفضا باتا ولكن نريد أن ننظر إلى هذه القضية بنظرة شمولية أكثر ونتبادل المواقع حتى نستطيع أن نرى الصورة من كل الإتجاهات ، ومن المعلوم أننا لا نستطيع حل مشكلة إلا إذا تعرفنا على السبب الرئيسى لها وهذه المشكلة تحديدا سببها المجتمع بالكامل والعجيب أن من يتضرر منها هو المجتمع أيضا ،هيا نعرف كيف.
وما الذى وصل بالشباب الذى يقوم بهذه الأعمال إلى هذا الطريق إلا أنه يعيش فى مجتمع لا يشعر فيه بالوجود من الأساس ، فتحولت نظرته إلى نظرة حاقدة لأنه لا يجد العمل المناسب ولا القدرة على إنشاء حياة زوجية مستقرة تشبع رغباته وإن فرضنا جدلا أن هذه المشاكل قد حلت ،لن تنتهى المشكلة ، وستظل الظاهرة موجودة لأن هناك دور للمرأة التى تتعرض للتحرش ورغم أنها ضحية إلا أنه من الممكن أن تكون شريكة فى الجريمة أحيانا وبشكل غير مباشر ودون أن تقصد ، وذلك لأن ما نراه الآن فى شوارعنا من مظهر للمرأة التى تخلت فى لباسها عن كل مظاهر الحشمة والحياء فى بعض الأحيان إلا قلة منهم لابد وأن يكون له رد فعل سئ ، ولو خرجت المرأة من بيتها وقد راعت الحشمة فى لباسها بغض النظر عن نوعه فهنا يتساوى كل اللباس فمن الممكن أن تكون المنتقبة أكثر إغراء من المتبرجة إذا لم تراعى ضوابط معينة وجميعنا يرى هذه النماذج وقد تحدثت عنهم فى مقال بعنوان (النقاب الحلمنتيشى ) وأيضا إذا اعتدلت المرأة فى مشيتها وطريقة حديثها لما وجدت من المجتمع إلا كل الإحترام والتقدير .
وللأسف هناك نساء يغضبن من هذا الكلام ويقلن أنها حرية شخصية وتطالب الرجل بغض البصر.
والسؤال هنا .. كيف لغض البصر أن يحل المشكلة وقد امتلأت الشوارع بمئات النساء اللاتى يزيد عددهن فى بعض الأوقات عن عدد الرجال وإذا أراد شخص غض بصره فلابد أن يغمض عينيه تماما وهذا ليس بمعقول .
وهناك أصوات أخرى تقول فى أوروبا تسير المرأة كما تشاء ولا يوجد تحرش.
أقول لهم ، لكل مجتمع ظروفه الخاصة وفى أوروبا حرية جنسية نظرا لطبيعة المجتمع .. فهل يرضى أحد أن نصبح هكذا ونحن مجتمع له تقاليده وقيمه الدينية والإجتماعية ؟
وفى النهاية لابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا ولا ندفن رؤسنا فى الرمال.
المشكلة كلنا سبب فيها ، الشاب وولى الأمر والمرأة فى بعض الأحيان وأتعمد أن أقول بعض الأحيان حتى لا يفهم البعض أن السبب دائما يكمن فى المرأة ، بالطبع لا فالأسباب كثيرة ومختلفة فلنقضى على الأسباب أولا قدر المستطاع وبعدها ننظر هل بقيت المشكلة أم إنتهت.
والأسباب هنا هو الدافع وما ذكرت من ظروف شباب وتصرفات غير لائقة من بعض النساء والفتياة مما يجعلهم مطمعا لأى شخص ضعيف النفس والإرادة وبالطبع غير محترم وهنا لابد أن أنوه إلى أمر مهم وهو أن وجود سبب للجريمة لا يعفى مرتكبيها من العقاب ولا تحمل المسؤلية حتى لا تكون حجة لكل شخص غير سوى لإرتكاب الجرائم ، لأن المجرم مجرم مهما كانت دوافعه ولأن الجريمة لا تبرر إلا أن محاولة معرفة المسببات ما هو إلا لمحاصرة الموقف والحد من مثل هذه الجرائم قدر الإمكان حتى نصل فى النهاية إلى المصلحة العامة التى لابد أن يسعى إليها كل فرد فى المجتمع لأن صلاح الفرد يسهم فى صلاح المجتمع وصلاح المجتمع فى مصلحة الفرد
0 comments:
إرسال تعليق