• اخر الاخبار

    السبت، 25 أغسطس 2018

    ثقافاتٌ ورؤى .. الدكتورة أحلام الحسن تواصل كتاباتها عن :مدارسُ الشّعر العربي .. مدرسة الديوان




    نواصل مع متابعينا الأعزاء حلقات مدارس الشعر العربي الأصيل والتي نشأت وترعرعت على أوزان تفعيلات الخليل بن أحمد الفراهيدي للشعر العربي الأصيل حالها حال مدارس الشعر العربي الأصيل .. لذلك نرى بأنّ مدرسة اليوم من أعرق المدارس الشعرية الحديثة في الأدب العربي مؤسسوها عمالقة الأدب والشعر المعاصر ولنتابع ما ورد من أخبارهم ..

    النشأة والتأسيس :
    ظهرت جماعة الديوان بصورة واضحة للمجتمع عام 1921على يدي قادتها ومؤسسوها عباس محمود العقاد وإبراهيم المازوني وعبدالرحمن شكري .
    سبب التسمية : نسبة إلى كتابهم المنسوب ل عباس محمود العقاد وعبدالرحمن شكري والذي أطلقا عليه اسم الديوان " الديوان في الأدب والنقد " الصادر في عام 1921م .

    رؤى مدرسة الديوان :
    1/ ظهرت المدرسة في فترةٍ من أشد الفترات على الخارطة العربية من احتلال الإستعمار لكثير من الدول العربية .. وقد وصفهم البعض بأنهم أصيبوا بخيبة أملٍ أبان فترة الإستعمار فلجأوا إلى كتابة قصائد الطبيعة والهروب إليها بعيدًا عن الواقع ليبثّوا إليها متاعبهم وهمومهم .. كما لجأت رؤاهم إلى شعر التّأملات الكونية والتعمق فيما خلف المرئيات .. إلا أن المتابع لهم يجد لهم من القصائد الواقعية ما دعوا بها للتحرر من الإستعمار وهذا ليس بغريبٍ على أيّ شاعرٍ فالشعر احساسٌ وشعورٌ تداهم الشاعرَ وطأتُه ووحيه وضغوطه فتفجّرَ فيه ملكة الشعر ومحسوسات النفس ونداء العاطفة وصرخة العقل .

    2/ وعلى خلاف مدرسة الإحياء سارت مدرسة الديوان حيث أنها ترى بأنّ وحدة القصيدة العضوية ووحدة فكرة القصيدة من ضروريات نجاح القصيدة المتماسكة .. فعارضوا مدرسة الأحياء القائمة على النظم القديم من وحدة البيت وتعدد أفكار القصيدة المتقاربة او المشابه الحدث .

    3/ إبتعدت مدرسة الديوان عن شعر المناسبات وقصائد البلاط والمدح فالشعر لديهم شعور النفس الإنسانية في التأمّلات الفكرية والفلسفية بعيدًا عن المجاملات الشخصية أو السياسية بينما لا تخلوا كتابات العقاد عن الموضوعات السياسية فالوضع كان آنذاك كما هو الآن بين مدّ ٍ وجزرٍ يجبر الشاعر على الواقعية فيخرجه من حالات مدرسته التأملية إلى معاصرة واقعه المؤلم .

    4/ تميزت دواوين شعراء الديوان بعناوين تدل على نوعية قصائد الديوان وما يحتويه وغالبًا ما يكون العنوان عنوانًا مجازيًا رومانسيًا معبّرًا لمحتوى الديوان .. بخلاف مدرسة الأحياء التي حرصت على العنونة باسم الشاعر في أغلب الأحيان .

    ورغم اختلاف بعض رؤى مدارس الشعر العربي الأصيل إلاّ أنّ وحدة الكتابة العروضية الخليلية بتفعيلاتها اللغوية العالية الإتقان وإيقاعاتها الموسيقية المحكمة كانت هي وحدة القيادة لديهم وبوصلة مدارسهم الأدبية الراقية كلها والتي لم تنحرف عنها قدر أنملةٍ واحدة والتي لا يمكن للشعر العمودي المكتوب على إيقاعاتها إلاّ أن يكون شعرًا موزونًا لا تداخله الترهلات ولا يُوهنه التّهجين والهلوسة الرقمية .. وغالبًا ماكانت رؤاهم تنافسًا شريفًا أخرجوا لنا ولأجيالنا أعرق وأجمل ما قاله البشر من الشعر .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقافاتٌ ورؤى .. الدكتورة أحلام الحسن تواصل كتاباتها عن :مدارسُ الشّعر العربي .. مدرسة الديوان Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top