من غريب الاقدار وعجائب التغيرات ان تاهت الامه في أزمة أخلاقٍ تكاد تفتك بمجتمعاتنا، لا تميز هذه الأزمة بين طبقة مجتمعية وأخرى، بل لا تكاد تفرِّق بين أهل الصلاح والتقوى وغيرهم من عوام المسلمين الذين اتخذوا من صغوة المجتمع قدوه يتمثلون بها
فقليل من الناس من ينجو من نواقص خلقيه حتى أهل الصلاح والدعوة أنفسهم مع المدنيه الحديثه أصيبوا ببعض تلك النواقص فحب الذات، والانتصار للنفس وإعلاء قيمة الذات، والغرور، والكبر، سمه من سمات الطبقات العليا بالمجتمع ومعهم أصحاب المقام العلمي في شتَّى المجالات
و انتشرت هذه الامراض الخُلقية لتصيب باقي المجتمع
فبذاءة اللسان، والفحش في القول والفعل، والجهر بالمعصية، والاعتراض على النصيحة، والإصرار على سوءِ الخلق وانتشارها في المجتمع يكاد ينهش في عظامه نهشاً
تبجح الصغير، و عدم احترامه للكبير، يقابله عنفٌ وشراسة من الكبير مع من هو أصغر
جيل من الشباب تكاد لاتفرق في مظهره بين ذكراو انثي من طريقة لبسه ومشيته فهذا يرتدي ملابس تهوي الوانها النساء
وهذا يلف حول معصمه انسيال من المعدن بل وحول رقبته سلسله وفي اذنه سماعةموبايل يسمع من الاغاني ما لايفهم معني كلماتها سواء عربيه او اجنبيه وبين اصبعيه يدخن السيجاره الاجنبي بل يجلس رغم صغر سنه ليدخن الشيشه التي طالما استهواها والده لكن اصول المجتمع واصول تربيته الصحيحه اجبرته علي الخوف من كسر قواعدها
ارتفاع الأصوات، والصخب في الأسواق، منتشر بين الجنسين، فلا رجل يحترم مجتمعه ويراعي آدابه، ولا امرأة تمشي على استحياء وتخفض صوتها في الكلام إذا كان لها مطلباً، إلا من رحم ربي وهم قليل
ملابس النساء الزائده عن الحد، بل المتجاوزه احيانا لكل الحدود في بعض الأحيان، تنذر بفسادٍ اجتماعي وخطر داهم على المجتمع خاصة مع ما تربَّى عليه جيل هذا الزمان من قنوات مفتوحه وانترنت جعل العالم علي مدي اتساعه كقريه صغيره البعيد فيها اقرب اليهم من منزل الجار
وقنوات اعلاميه مهمتها محاربة الفضيلة والحق والإصول التي تربي عليها الاباءوالاجدادوالمنبثقه من تعاليم الدين والمتماشيه مع اصول المجتمع ولقد زادت جرعات السم المدسوس في الإعلام الذي يستهدف فئة الشباب
و يكاد يفتك بثقافة الأمة ويشرف على بناء جيل فارغ من كل شي حتي الهدف والامل
تربية خاطئة للأطفال في البيوت على عاداتٍ وأخلاقٍ بعيدة كل البُعد عن سمو الأخلاق؛ فالأسرة كمؤسسة أُولى لتنشئةِ الطفل غالباً ما تهتم بجوانب النمو الجسدية أكثر من النمو العقلي والخلقي للطفل، بل حاليا تحاول الاسره جاهده علي تربية النشأ علي اصول غير اصولها ٱمله ان يكون مشابها لاوروبا او اليابان متناسيه دينها الوسطي السمح وبعيدة كل البعدعن الانتماء الديني أو حتى الوطني المطلوب
أما المؤسسات التربوية المتمثلة في المدارس والجامعات، فحدَّث ولا حرج عن بثِّ روح الغش في عقول الطلبه وتربية الأطفال على حب الانتهازية المكتسبة من سلوكيات الكثير من المدرسين المتكالبين على المادة والبائعين لضمائرهم
. كل ما سبق وغيره كثير يستلزم مِنَّا ثورة عاجلة على أنفسنا
لاحياء قيم واصول تورثناها وتناسيناها فمجتمع الجاهليه قبل الاسلام كان به من الاصول والقيم ما اقره الاسلام وابقاه
فبرغم اصول مجتمعنا الشرقي واصوله امرنا ديننا فأظهر فضيلة الخُلق الحسن وأعلى من قيمته فقال للنبي {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الْمُؤْمِنَ لِيُدْرِكَ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ وقال ايضا«أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ، تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخلق وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصيةٍ عظيمة فقال: «يا أبا هريرة! عليك بحُسن الخُلق». قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: "وما حُسن الخُلق يا رسول اللّه؟" قال: «تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك
وقال عليه الصلاة والسلام: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا
وهناك من الاحاديث والمأثورات مايعلي من قيمة الاصوليات للمجتمع حفاظا علي هويته التي تاهت في غياهب تاثير اصول مجتمعات اخري لا تمثل لنا حاضرا بل حاضرهم قام علي تاريخ واصول ديننا الوسطي السمح وقبم امتنا الشرقيه
فمتى نقوم بثورةٍ حقيقيةٍ للعودة بالمجتمع لحُسن الخُلق والسلوكِ القويم؟
و متى ننام مطمئنين على ابنائنا ونتركهم لا يميلون لحظه الا لقيمهم واصولهم ونبذ ماظهر في المجتمع من اعوجاج سلوكي وانفصام شخصي
على كلٍ منَّا أن يتبنى قضية احياء الاصول والقيم والفضيلة
التي اندثرت بتاثرنا بعادات الغرب وليبدأ كل منا بنفسه وبيته
0 comments:
إرسال تعليق