• اخر الاخبار

    الأربعاء، 13 يونيو 2018

    حسين الحانوتى يكتب عن :رمضان ..اوداعا ام لقاء



    في رمضان صافح قلبك إبتسم لذاتك صالح نفسك وأطلق أسر أحزانك وعلّم همومك الطيران بعيداً عنك.
    فحق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك، وفرجك وبطنك، ليسترك به من النار، وهكذا جاء في الحديث (الصوم جُنّة من النار).فإن سكنت أطرافك في حجبتها ورجوت أن تكون محجوباً، وإن أنتَ تركتها تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلى ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة، والقوة الخارجة عن حد التقية لله لم تأمن أن تخرق الحجاب، وتخرج منه، ولا قوة إلا بالله، فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك.
    والصوم ثلاثة: صوم الروح وهو قصر الأمل، وصوم العقل وهو مخالفة الهوى، وصوم الجوارح وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع.
    وايضا الناس في رمضان على ثلاثة : قسم لنفسه ظالم يصم شهر رمضان صوماً حقيقيا فلم يحفظ حدوده ولم يتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ فلم يصم لسانه عن اللغو والبهتان ولم يصم سمعه عن سماع الباطل والخنا وكل ما يغضب الرحمن ولم تصم عيناه عن النظر المحرم الغفلان , ولم تصم بطنه عن أكل الحرام , ولا يداه وقدماه عن الفحش والبهتان , فهذا كان حظه من صومه العطش والجوع وتحصيل الذل والخنوع
    فهؤلاء لم يأخذوا من الإسلام إلا اسمه ولا من الإيمان إلا رسمه فهم قد وقفوا عند مرتبة الإسلام ولم يتجاوزها بعد إلى مرتبة الإيمان .
    والقسم الثاني قسم مقتصد صان نفسه عن كل ما يغضب الله وحفظ صومه من اللغو والباطل كما قال الصحابه إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك .ابن رجب
    وهؤلاء هم من تجاوزوا مرتبة الإسلام إلى مرتبة الإيمان ولكنهم بعد لم يصلوا إلى مرتبة الإحسان .
    والقسم الثالث : هم من سبقوا بالخيرات وتنافسوا على تحصيل الحسنات فهم المحسنون الذي وصلوا إلى مرتبة الإحسان فعبدوا الله حق العبادة وراقبوه حق المراقبة فهم المتميزون في صومهم وعبادتهم وأخلاقهم , فلم يصوموا كما يصوم الناس بل جعلوا صومهم خالصاً لله رب العالمين فصانوه من الشوائب وحفظوه من السفاسف والمعايب فصارت ألسنتهم تلهج بالذكر والدعاء وقلوبهم يلفها الصفاء والنقاء .
    فقرأوا القرآن وتدبروا معانيه وقامت قلوبهم بالليل تصلي لله وتناجيه
    فيا شهر رمضان غير مودع ودعناك، وفارقناك، كان نهارك صدقة وصياماً، وليلك قراءة وقياماً، فعليك منا تحية وسلاماً، يا شهر الصيام أتراك تعود بعدها علينا أو تدركنا المنون فلا تؤول إلينا
    مصابيحنا فيك مشهورة ومساجدنا فيك معمورة فالآن تنطفئ المصابيح وتنقطع التراويح.
    والآن تهجر المساجد ويجفوها كل راكع وساجد وتطوى المصاحف ويأمن الخائف فلا وجل ولا خشوع ولا بكاء ولا دموع فيا شهر الصيام أسرع إلينا ثانية فقلوبنا إليك تحن ومن ألم فراقك تبكي وتئن
    يا شهر رمضان أين أرباب القيام؟ أين المجتهدون في جنح الظلام ؟ أين الذين يهجرون المنام؟ وتمنوا لو كان رمضان على الدوام، ذهبوا إلاَّ قليلًا منهم فعليهم السلام، كانوا قليلًا من الليل يهجعون وبالأَسْحَارِ هم يستغفرون
    فلا تكن ممن تتوقف عبادته عند انتهاء رمضان .. وتنقطع علاقته بربه بعد رحيل هذا الشهر المبارك لعلك لا تدرى اعلي الدنيا ستظل كائن صحيح ام في بطنها ترابا باليا.. فلا ادرى ااقول وداعا شهر الصوم ام لقاء ان كان في العمر البقاء
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسين الحانوتى يكتب عن :رمضان ..اوداعا ام لقاء Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top