أكتب هذا المقال الصغير فى حب عاطف محمد عبدالمجيد ، لأن الواقع كان يريد
أن أكتب فى مديح محمد عبده العباسى، هذا الأديب البورسعيدى المميز فى إنسانيته وفى
إبداعه، لكنى كتبت عنه فى رواية بالضبة والمفتاح، وفى رواية بعنوان سعيد عبد العزيز
حجاج سوف تصدر قريبا .
أما عاطف محمد عبد المجيد فهو يستحق الكتابة كلها، كما يستحق الحب كله
وجميع أصدقاء المنصورة يعلمون مدى الحب والاحترام
الذى يجمعنى بعاطف وكذلك أصدقاء القاهرة والصعيد، بل والمدهش أن الناقد سفيان صلاح
هلال طلبنى لكى يطمئن علي وعلى روايتى التى أكاد أنتهى منها، ووجدتنى أعرج إلى عاطف
وأتحدث عنه، فقال سفيان مثل ما قلت وزيادة عن عاطف المثقف والمبدع والإنسان، فعلاقتى
بعاطف تعود إلى أواخر عام ١٩٩٤ حيث وجدت له مقالا منشورا فى جريدة أخبار الادب التى
كان بها مقالى الثانى، وكان عن نزار قبانى وقنبلته أو قصيدته ( متى يعلنون وفاة العرب
) تلك القصيدة التى قلبت الدنيا على نزار قباني، ووجدتنى أدافع عن نزار وقصيدته التى
لم تفترِ على العرب كما يظن البعض، وإنما كانت ترش الملح على جروح العرب، كعادة الكثير
من إبداع نزار وكثير من المبدعين الكبار والصغار أيضا، حيث أن مهمه الإبداع هي رش الملح
على الجروح حتى تندمل ، ومن هنا نتوجه إلى عاطف وإبداعه المميز بنكهة لا تخطئها العين
أو الأذن، فهو كمحمد صلاح فى اللعب بالكرة، يلعب عاطف باللغة ويقدم نصوصا مميزه فى
كل شيء، أو كما نقول " مابتخرش الميه " أو كبليغ حمدى فى وضع الألحان المميزة
فى فرادتها والتى توجد قدرا عالي المتعة والتفاعل، أو كما التشكيلى المميز فى اللعب
بألوان محمود بقشيش ، وقد تجلت علاقتى بعاطف بعد ظهور الفيس بوك ، وإمكانية التواصل
بأكثر من طريقة ، ولا يمر يوم دون اتصال للاطمئنان على الحال والأولاد عبد الرحمن وجمان عاطف
ويوسف ويسرى حسين كذلك ، وبقى أن أذكر قبل أن أمضى أنه عندما توفى أبى ، لم
أجد أحدا أتصل به كى أبلغه الخبر ، غير الشاعر والمترجم عاطف محمد عبد المجيد ، الذى
لا نجد فرقا ما بين إبداعه وسلوكه الشخصى ، وتلك نقطة غاية فى الأهمية ، حيث إننا نجد
نماذج كثيرة لا يوجد رابط بين ما تبدعه وسلوكها الشخصى ، وتلك مشكلة ليس لها حل .
وهنا أجدنى أقول إنى من زمن كنت أبدأ نهارى فى القاهرة بزيارة المتحف
المصرى بالتحرير ، المميز فى كل شئ ، وقد توقف عن تلك العادة بعد أن عرفت طريق عاطف
ومدرسته الموجودة عند محطة أبو عادل فى شارع جامعة الدول العربية.
وبما أنني بدأت المقال بعاطف فلا بد أن أنهيه به كذلك ، وأقول إن مقهى
صالح شهد أول جلوس لي معه وشربنا شايًا بالثقافة.. أعنى كانت الثقافة حيث كنا نشربها
ونحن نجلس معا فى مقهى صالح الموجود فى شارع شامبليون!
0 comments:
إرسال تعليق