ليس هذا عنوان فيلم هوليوودي، ولكنه واقع تحياه أمة سادت في وقت ما العالم، وتدهور حالها لتتذيل الأمم، والسبب الاستعمار ولعبة مصالح أفراد جعلتها رهينة قوى كبرى، وجاء "طوفان الأقصى" ليعري هذا الواقع ويكشف حالة التشرذم والعجز، وكيف وقف 450 مليون عربي خاشعين من الذل، ينظرون من طرف خفي إلى جهنم، التي خلقها جيش الاحتلال في غزة، وسلاحهم الشجب والاستنكار واستجداء تدخل أمريكا، فيما يعلمون أن ما يحدث من قتل وتشريد ما كان ليحصل دون موافقتها!
لقد استطاع شباب جامعات أمريكا وأوروبا ومن انضم إليهم من اعضاء هيئات
تدريس الجامعات أن يحققوا لقضية فلسطين وبعض السياسيين الشرفاء مثل المرشحة لرئاسة
أمريكاعن حزب الخضر جيل ستاين، ما لم يستطع العرب جميعًا على مدى 76 عامًا تحقيقه،
حيث كشف استطلاع لقناة سي إن إن عن تغير كبير في وجة نظر الرأي العام الأمريكي، حول
ما يحدث في غزة، وأظهر أن 71% من الأمريكيين غير راضين عن سياسة بايدن، المنحازة بلا
حدود للكيان العنصري، وهو أمر يبشر بتفهم حقيقي لواقع المشكلة، وبداية تصحيح الرؤية
حول القضية.
لقد أثبتت الأنظمة العربية عمالتها في تعاملها مع مأساة غزة، ولم يكتف
بعضها بخيانة أمته عبر دعم العدو بالإمدادات الغذائية والبضائع، ولكنه أيضًا منع شعبه
من ممارسة حقه في إظهار مساندته للمقاومة الفلسطينية، فلم تشهد أية جامعة في بلد عربي
اعتصامات مماثلة لتلك التي حدثت في أمريكا وأوروبا، والأدهى بعضهم أدان علنًا ما حدث
من حماس يوم 7 أكتوبر، وحملها مسئولية ما حدث في القطاع من دمار، متناسيًا مشاهد قتل
وهدم بيوت المواطنين الفلسطينيين، التي تتم يوميًا بمعرفة جيش الاحتلال وشرطته، فيما
عبرت نظم أخرى سرًا عن تأييدها سحق المقاومة.
لقد أسهمت حالة الانقسام العربي على مدى العقود الماضية، في تعزيز موقف
الاحتلال وإضعاف القضية الفلسطينية، والأمة التي تسير مغمضة الأعين، تاركة قيادها لمجموعة
من الطغاة والعملاء، تستحق ما يجرى لها من ازدراء العالم، ولن ينصلح حالها ما لم تعيد
تنظيم حياتها، وتدرك أنها لو اتحدت كلمتها، واستغلت ثرواتها البشرية والنفطية في تأسيس
كيان واحد يعيد لها أمجادها، ويعيد لها اعتبارها بين الأمم.
لقد آن الأوان لأن تستفيق الشعوب العربية من غيبوبتها، وتستثمر تحول الرأي
العام العالمي لصالح القضية، وتنتهز الفرصة لتحقيق الآمال الفلسطينية المشروعة، ولا
تجعل سقف مطالبها مجرد وقف العدوان على غزة، وإنما إنهاء الاحتلال وإعلان دولة فلسطين.
0 comments:
إرسال تعليق