• اخر الاخبار

    الجمعة، 1 ديسمبر 2023

    عادل وليم يكتب عن : الكاتب والمناضل سعد زهران .. الشيوعى الذى وصف ثورة "يوليو" بالنكبة

     


    د / سعد زهران .. القاهرة .. ولد عام 1926،  ؛ شارك  سعد زهران في انتفاضة عام 1946 الطلابية حيث كان قيادياً في اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال التي قادت الحراك الطلابي الأقوى قبل اندلاع «ثورة 1952».

    وكان من أوائل الشيوعيين الذين قادوا التمرد على الجسم الرئيسي للحركة الشيوعية المعروف باسم «حدتو»، وشكل مع المتمردين تنظيم «التكتل الثوري» عام (1949) الذي سرعان ما أعلن تشكيل الحزب الشيوعي المصري (الراية)، وضم إلى جواره ألمع منظري اليسار المصري من أمثال شهدي عطية الشافعي وأنور عبد الملك وفؤاد مرسي ومصطفى طيبة

    اللافت أن سعد زهران كان من أوائل من اتخذوا موقفاً نقدياً من الناصرية، حتى إنه كان يصف «يوليو 1952» بـ«النكبة»، ولم يتراجع حتى خلال فترة اعتقاله مع الكوادر الشيوعية عام 1959. في المعتقل،

    كتب مساهمته النظرية الأولى التي أبرزت قدراته الفكرية، وكانت بعنوان: «التعاليم الليبرالية في الثورة العرابية». وكانت هذه المحاولة المبكرة للبدء بتأمل تاريخ مصر، مستكملاً بذلك الجهد الذي بدأه ( شهدي عطية الشافعي ) في كتابه «تطور الحركة الوطنية المصرية». في هذا المقال، أظهر زهران القيم الليبرالية التي بلورتها ثورة عرابي،

    وهي فكرة طوّرها رفيق نضاله( أنور عبد الملك ) في كتابه ذائع الصيت «نهضة مصر»

    ومع تفاقم مشكلات وضعه في مصر بسبب آرائه، مكّنه صديقه الأخضر الإبراهيمي الذي كان سفيراً للجزائر في القاهرة، من الحصول على فرصة للعمل في الجزائر مدرساً للعلوم السياسية في إحدى جامعاتها. وكتب هناك كتابه «الأوردي... مذكرات سجين» نشر في بيروت للمرة الأولى عام 2004 (المركز الثقافي العربي )

     بعد أكثر من 40 عاماً على كتابته. في هذا الكتاب تحفّظ د/سعد زهران على وضعه ضمن نصوص أدب السجون، خوفاً من أن ينحدر بالمأساة الإنسانية الحضارية التي تتجسد في معسكرات التعذيب إلى مستوى السلعة التي تباع وتشرى في سوق المضاربات السياسية. وفي السنوات الاخيرة لمنفاه الجزائري

     نشر د / سعد زهران كتاب «في أصول السياسة المصرية» الذي وضع فيه نظرية لتأمل طبيعة الصراع في مصر في ما أطلق عليه مثلث السلطة (القصر والأعيان والإمبراطورية التي تحكم المنطقة)

    وشدد على أن هذا التوازن اضطرب مع ظهور الطبقة الوسطى التي حاولت منذ الثلاثينيات تربيع قوى الصراع

    لكن أخطر ما أثارته أفكار زهران ارتبط ببحثه الشهير «التقدمية كمهنة»، الذي انطوى على نقد ذاتي لتجربته ولتجربة اليسار المصري. وكتب د/ سعد زهران تجربة السجن في كتاب "الأوردي.. مذكرات سجين"

    وتناول فيه تجربة الاعتقال في نوفمبر 1954 حتى يونيو 1956. واعتقل زهران مرة أخرى ضمن عدد من الناشطين المصريين الذي كانوا يعتنقون العقيدة الماركسية، من عام 1959 حتى 1961.

    ويعد الكتاب الذي تناول فيه تجربته في المعتقل وثيقة مهمة عن سيكولوجية السجين والمعتقل الذي "يهدف إلى تحطيم اللياقة الإنسانية للخصوم السياسيين".

    ولزهران مؤلفات عدة، أبرزها "في أصول السياسة المصرية"، وترجمات منها كتاب "بناء حضارة جديدة" للأميركي ألفن توفلر و"الإنسان بين المظهر والجوهر" للفيلسوف الألماني أريك فروم.

    كما ترجم  د/سعدزهران رواية "عناقيد الغضب" الفائزة بجائزة بوليتزر عام 1940، لمؤلفها الأميركي جون شتاينبك (1902-1968) الذي نال جائزة نوبل للآداب عام 1962.

    كما انه والد المرشح الرئاسي  ( فريد زهران )

    وقد توفي في عام ٢٠١٤عن عمر يتاهز ٨٨ عامًا سلاما لروحه

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: عادل وليم يكتب عن : الكاتب والمناضل سعد زهران .. الشيوعى الذى وصف ثورة "يوليو" بالنكبة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top