قالت : ما شأنهم
يتدخلون في حياة الأزواج ؛ معلنين أن الزوجة لا يجب عليها أن تطبخ لزوجها و أبنائها
قال زوجها : يريدون
أن يحدثوا شرخاً ما و لو بحجم ذرة غبار
قالت : و هل نحن
محاصرون و مطاردون
قال : نعم و لن
يتركوا أقلامهم السوداء حتى يحدثوا هذا الشرخ
قالت : فواجب إذن
أن تعلن المرأة في كل مكان أنها مستعدة للقيام بأعباء البيت ليكون هذا سدا أمام المتطفلين
قال : و هل تظنين
أن أعباء البيت هي العقدة التي سينجحون بها من إيقاف المنشار عن السير قدما في الإنتاج؟
أعباء البيت هي
الأسنان الأولى التي ينهشون بها الحياة الأسرية و إن لم تنجح هذه الحيلة فهناك حيل
كثيرة قذرة
ليست المرأة بحاجة
إلى أن تعلن أنها مستعدة لأعباء البيت
فهي تقوم بذلك
عن طيب نفس و هناك أسر تستمتع بأن يقدم الأب المبدع وجبة طعام شهية لهم كل أسبوع بل
كل يوم (١)
فهذه مسألة خاصة
بالبيوت لن ينجحوا بهدم جدار الأسرة المتين بها
قالت : و هذا التشتت
على أبواب محاكم الأسرة هل هو من هؤلاء ؟(٢)
قال : لا ؛ فكل
الحيل التي يقدمونها أوهى من بيت العنكبوت
هم يسهلون طريق
الفجور و لكن نحن ننمي الإيمان بالله و الإرادة
و هم يفسدون أخلاق
المجتمع بأفلام و أغان هابطة و نحن نسمو بأخلاق العفة
قالت : صحيح ؛
البيوت التي تهدمت أمام المحاكم كانت تشير إلى مأزق حقيقي في حياتنا
و لكن كل هذه الصلوات
في المساجد و البيوت و كل هذا التدين ما كان كفيلا بإنقاذنا؟
قال : الصلوات
و التدين كفيلان بإزاحة الشقاء عنا
و لكن الصلوات
ينبغي أن تكون خالصة لله و أن تكون خاشعة فيخرج العنيف من صلاته هادئاً متزناً و يخرج
المريض بالحقد و الأنانية و إرادة الشر طاهراً من كل أمراضه فيتقوى الإيمان و يظهر
جلياً على الحياة و السلوك
و كذلك التدين
لا بد أن يكون صادقاً متكاملاً فخطأ عظيم أن يهتم المؤمن بصلاته و لا يهتم بأخلاقه
فيخدع نفسه و يظن أنه وصل إلى درجة الأولياء و الحقيقة المرة أنه ما زال يسير في خطواته
الأولى على درب السالكين
.......................................
(١) كان النبي
صلى الله عليه و سلم يساعد أهل بيته في شؤون المنزل
في صحيح البخاري : قال الأسود بن يزيد رحمه الله
تعالى: (سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟
قالت: كان يكون في مهنة أهله ؛ فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة) رواه البخاري
أي: كان في بيته
صلى الله عليه وسلم في خدمة أهله
(٢) إشارة إلى
ازدياد نسب الطلاق في المجتمعات العربية
0 comments:
إرسال تعليق