موتٌ ينتحرٌ !
أو رأيتم موتًا ينتحر ؟
يجيء ٌصباحًا باكرًا
في ساحة العمالِ والفقراءِ
يتفحصٌ الموقعَ جيدًا
يلتفت من حوله فلا يرى إلّا الفقراء والكسبة
الذين يخرجون باكرًا طلبًا للرزق الحلال الذي يعتاشون وعوائلهم منه ،ورغم حرارة الجو اللاهبة وساعات العمل الطويلة مقابل اجرة لا تتناسب وزمن العمل لكن لا بديل لهم سوى القبول فهذا اشبه بقدرٍ لهم ،حين يتأكد بأنّ ضحاياه ستكون من الفقراء والكسبة يضغط على زر حزام المتفجرات ضغطة الفاتحين المنتصرين لا سيما وهو يصرخ بأعلى صوته "الله أكبر " ،لينتهي به الحال مقطع إلى اشلاء متناثرة على الجدران،وربما فوق اسطح البنايات ،تاركًا اجساد الموتى ممزقة متناثرة مقطعة لا ذنب لهم سوى أنهم يريدون العيش بكرامة والمحزن أنّ هذا الموت
ليس من محيطنا المحلي بل مصدّر لنا من قبل مجموعات او دول لا تريد لنا خيرًا ،هل يعلمون أنّ هؤلاء الموتى خلّفوا بعدهم ضحايا على قيد الحياة !فستكون اسرهم تحت خط الفقر وسيفتك بهم المرض والعوز ليموتوا بالتدريج ،يصرخ وينادي بأنّ "الله أكبر "،لكن لا يعلم هو يقتل مسلمين مؤمنين مسالمين لا يؤذي موتهم سواهم واهلهم والمعاقين بسببه ،يأتي من البعيد لينفذ عملًا اجراميًا قذرًا لا علاقة له بالدين اصلًا ،تحت ذرائع واهية مغرر بهم .
للأسف شباب بعمر الورد يغذون عقولهم بأفكار سامة حاقدة ضد الإنسانية لينتهي بهم الحال إلى بقع دموية ستغسل وتزول بعد التفجير ،ماذا لو استثمروا هؤلاء في عمل الخير والبناء الفكري والإنساني؟ماذا لو ارتقى اسلوب تفكير القائمين على السياسات العربية ليهتموا ببناء علاقات جيدة فيما بيننا كعرب وكمسلمين وكأمة بعيدًا عن اللون والعرق والمذهب ،فنحن ليس الله ولنا مطلق الحرية بمصير الاخرين ،نحن بشر ايضًا فلِمَ نبطش ببعضنا البعض ، نبتعد عن بعضنا البعض ، نكره بعضنا البعض ،حقًا لو نفكر قليلًا ونتأمل سنجد انفسنا على خطأ فادح مما نعمل ،متى يا امتي نرتقي كباقي الأمم ونهتم ببناء الإنسان لا بتهديمه.
0 comments:
إرسال تعليق