الشاعر كمال عبدالحليم كوم النور مركز ميت غمر ولد عام ١٩٢٦وقف( إسماعيل صدقي باشا رئيس الوزراء) المصري في عام ١٩٤٦م بادي الانفعال وبيده كتاب رفعه في وجه النواب صائحا:
هل قرأتم هذا الشعر
؟ البلد في ثورة وأنتم نائمون.
لم يكن هذا الكتاب
الخطير الذي (زعزع اركان البرلمان المصرى) عام ١٩٤٦ سوى ديوانا شعريا بعنوان ( إصرار ) لشاعر شاب يدعى
(كمال عبدالحليم)
يضم بين دفتيه أشعارا ثورية تدعو للتمرد والانتفاضة ضد الاستعمار والظلم والاقطاع وكبار
الملاك
ولد كمال عبدالحليم
عام 1926م فى قرية كوم النور مركز ميت غمر
لأسرة ريفية رقيقة الحال ولكنها مهتمة بتعليم ابنائها وقد كان كمال تلميذا نابها
فى دراسته الابتدائية والثانوية
ثم التحق بكلية
الحقوق جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول) وتخرج منها عام 1947.
- تعرض كمال كشاعر ثورى، للسجن والاعتقال عدة مرات، وقضى فى
السجون والمعتقلات، وملاجئ الهروب والاختفاء، الشطر الأطول من حياته.
كان خليل هو الاسم
الحركي لكمال عبدالحليم.. وفي بداية خمسينات القرن العشرين كان عضوا بالمكتب السياسي
لمنظمة "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" وتسمى اختصارا ( حدتو ) وهي منظمة
شيوعية وضعت جدول أعمال الحركة الوطنية في أربعينات القرن العشرين
وقامت بتنفيذ الكثير من بنوده. كما شاركت في التحضير
لثورة 23 يوليو 1952
تولي كمال عبدالحليم
منذ عام 1950 مسؤولية الدعاية والعمل الجماهيري بمنظمه حدتو وتفرغ معه في هذا النشاط
عدد من أعضاء اللجنة المركزيةوقد ازدهرت الثقافة في تلك الفترة وتشكلت لجنه الثقافة
الوطنية.
وقد تولى كمال
عبدالحليم مسؤولية هذ اللجنه والتي كانت تضم كبار المبدعين المصريين في مجالات الشعر
والقصة والرواية والسينما الروائية والتسجيلية والفن التشكيلي والصحافة
وكان بين هؤلاء
أحمد كامل مرسي، جمال السجيني، جمال كامل، حسن فؤاد، حسن التلمساني، صلاح جاهين، صلاح
حافظ، زهدي، عبدالرحمن الخميسي، عبدالرحمن الشرقاوي، عبدالسميع، عبدالغني أبوالعينين،
عبدالمنعم القصاص، عبدالمنعم سهودي، عبدالقادر التلمساني، كامل التلمساني، محمد صدقي،
محمود توفيق، فؤاد حداد، يوسف إدريس وآخرين
وقد أسهم ما أبدعه
هؤلاء في تشكيل ثقافة مصر الوطنية الحديثة وفي تكوين الوعي والوجدان العام.
وقد تعلق كمال
عبدالحليم بالشعر منذ صباه الباكروبدأ فى كتابته منذ أن كان تلميذاً فى المدرسة الثانوية
ثم بدأ فى نشر أشعاره وهو مازال طالباً فى كلية الحقوق بالصحف والمجلات اليسارية كالفجر
الجديد والجماهيروغيرها
وقد استقبل الناس
وخاصة جماهير اليسار أشعاره بحفاوة بالغة منذ بدأ فى نشرها فنال بذلك شهرة واسعة كشاعر
وطنى وثورى واعد.
فى أواخر حياته وبعد أن تجاوز الثمانين من عمره أصدر له المجلس الأعلى للثقافة فى سنة 2007 ديواناً
بأعماله الشعرية الكاملة
وقد عمل كمال عبدالحليم
في بداية حياته بالمحاماة وقد أسس دار الغد للنشر عام1983 غير أن نشاطها توقف عام
1992
ومثلما كان كمال
عبدالحليم من الرموز الوطنية الكبيرة في اليسار المصري والتي ازدهر كفاحها منذ الأربعينيات
ضد الاستعمار
كانت قصائده تتميز بالبساطة والعمق والانحياز للفقراء
والكادحين والمعدمين حيث تفاعلت أشعار كمال
عبدالحليم مع الأحداث الوطنية ولعبت دورا تحريضيا في إثارة الاحتجاج ضد الاستعمار والاستبداد.
ولعل من أشهر قصائد كمال عبدالحليم تلك القصيدة التي غنتها فايدة كامل عام ١٩٥٦ أثناء
العدوان الثلاثي علي مصر:
دع سمائي فسمائي محرقة....
دع مياهي فمياهي
مغرقة ......
واحذر الأرض فأرضي
صاعقة ..
هذه أرضي أنا وأبي ضحي هنا
وأبي قال لنا مزقوا
أعدائنا
و له ديوان بعنوان:
«إصرار» دار الفكر القاهرة 1955، وله مجموعة شعرية بعنوان: «الزحف المقدس» – دار
الفكر – القاهرة 1958، وديوان بعنوان: «هذه أرضي أنا» – دار الكتاب بالإضافة إلى عده
دواوين اخري وقصائد نشرتها صحف ومجلات عديده
وقد توفي في عام٢٠٠٤
وقد كتب الاستاذ
امين كمال عبدالحليم ابن شاعرنا الراحل تعليقا علي هذا البوست هذه الكلمات الرقيقة
أشكرك على هذا الموضوع إنك تتذكر الوالد الإنسان المناضل و تحيي ذكراه برفع هذه المقالة
حتى لاينسى ولا تنسى الأجيال تضحيات الآباء والأجداد في كل وقت.
نتمنى لمصر وشعبها
كل الخير والتقدم والارتقاء بابنائها و اجيالها في المستقبل كذلك وأن تكون مصانة من
أي شر و مزدهرة في كل عصر
0 comments:
إرسال تعليق