يقال/(وبحسب مارواه العارف،بن المكرود الأول، والذي قتل غيلة،يوم هبوب رياح صرصر،اتت ارض سكناه،فذبحوه من الوريد الى الوريد،والقت بجسده،الناطق بالسر،عند مقابر منسية،تشب مواقد نيرانها،ما ان تهرب الشمس من مطاردة غيلان الظلام، اما الرأس الذي مانطق بغير صدق ما عرف، فقد رفع على رأس رمح ، لتجوب به المدن،والقصبات،وحتى القرى الغائرة في النسيان،ينادي المنادي،بصوت مبحوح ،خدر،
—أيها الاوباش،هذا سر البلوى وفتنة الملك،
!!
يهز القول امرأة ماتجاوزت حدود سنوات الخرف
بعد—-مالذي فعله هذا المسكين الذي ما اتقن غير تفحص القراطيس وفهم صحيحها..الاقوال
معنى وجوده وسر البقاء ك
رد الشرطي الذي يقف غير بعيد عنها—صه أيتها
السافلة التي لاتمجد غير ما بين فخذيها!!
بشزر نظرت إليه،وبهدوء ،القت بكفها الى الوجه الذي نزف دماً بلون اصفر يشبه الصديد!!
قالت— سل فراش أمك ان استطعت؟!
نادى المنادي،بصوت صلد مثل حديد،— أيها
الناس هذا الذي ترونه هو من أيقظ الفتنة التي كانت تتوسد تراب النسيان..كان يقول ما لايصدق..ويعيد اخبار
ما يحدث بحسب هواه،.دون الالتفات الى غايات ومقاصد اولي الأمر منا!!
عفطت المرأة، بقوة اثارت انتباه الجميع
،وقبل ان يرد الشرطي،تركت اضطراب الوجوه،ولجلجة الالسن،ومضت لاتلوي على شيء)!!
يقال ،أن العارف،ذات ليلة لبس القمر كامل بهاءه ، امر مريديه واتباعه،
القعود فوق سنام جبل، (الهتك)الواقع بين جزرالمكاريد،واحواش بني ال عبد السيف ، ،لاعلان وصية وداعه الاخيرة،ببطءمكدور،وحزن
فاح مثل رائحة الموت،فوق رؤوس الاشهاد،الذين ماتجاوز عددهم الكثير، دبت ارواحهم ،قبل خطاهم،ليجدوه وقد اشعل مواقد الدفء،وجهز
مائدة مكسوة بروائح المسك والزعفران،والدارسين،والقرنفل،وورق الغار، كانت ارواحهم تهفو
إليه،محاولة كشف ما تمور به أعماقه ،التي بانت امامهم مثل شجرة رمان ذابلة، لم يشأ الكشف،حتى لحظة انتظار الرؤيا التي يبصرها
تجيء ناحيته،ممتطية جواد بلون الفيروز،يرفل دون أحساس بسباق الزمن، صهل الفيروزي لمرات
عدة، اشرأبت الرؤوس، مراقبة مايحدث،بعيون صارت
تبرق مثل سماء ماطرة،.
قال الفيروزي ، بعد ان طأطأ رقبته،ورفس
القاع بكلتا قدميه..—الرؤيا تحدد المسار!!
رد العارف بعد أن قبل غرة الفيروز بجذل وامتنان— مساري عرفته مذاطلقتني الرغبات بإتجاه
السؤال..ما غبت عنه لحظة ،وما رأيته يغيب عني لبرهة وقت..كلانا يسكن الاخر ويسعى الى
المراد،كلانا يلاعب قحط اطيافه!!
رد الفيروزي،— /للمسارات تعدد../وللتعدد
معنى../وللمعنى إشارة.. /للاشارة قبول..:/وللقبول فكرة/وللفكرة مراد/وللمراد مسعى/وللمسعى معارف/ وللمعارف هيام/وللهيام دروب/وللدروب
غربة/وللغربة مواجع/ وللواجع نواحات لاتنتهي/مادامت
الحروب تلاحقنا/لنكون حطب نذالاتها/عنوة تأخذنا التوابيت الى احضانها/دون معرفة اجابة
السؤال/الذي علمه جدي لجدي منذ غزو السلطان مراد بلاد المسقوف/اوهمونا ان المدافن اسهل
الطرق الى فراديس الرب/!!
خفتت همة العارف،مثل كانون لاحه نثيث مطر
خفيف،التفت بخوف،محاولاً سبر اغوار مايجري، لكنه ما وجد غير ترقب يشوبه الارتباك والحسرات،وخمول
الذاكرة،طوى بحذر جمجمته الى مابين يديه،دون ان ينبس بقول، يطمئن الراغبين بالاجابة!!
يقال/وجد مدوناً،على ورقة بردي، مكتوبة
بخطوط تشبه الطلاسم المبهمة التصوير ،والتي
ظلت دفينة يشان المكادريد منذ جيء بصبي المعبد
ليكون السيد المطاع، ما جاست اقدام بني أدم لزوجة طينهالمائل الى السواد ،والمسكون
بصراخ مستغيث ، وترانيم الجان ،والمردة، والغيلان، بهلاهل نسوة لم يرهن احدمن قبل،
نسوة ملأن ليالي المكاريد بأماني الذ من عذوبة ماء الشطوط، يجلس ( مذخور المزهر) على علو دكة طينية ،توارثتها الأجيال منذ وطأت
مشاحيف قلقميش ،غابات القصب، باحثاً عما ينقذ
جبروته وامجاده الكاذبة من الموت، يتلفت يميناً
،فتلتف الرقاب يميناً باحثةً عما يمكن أن يجعلها تبتهج وتسر،وبحركة سريعة ماكرة، يطوي
كامل جسده الذي يشبه كيس تبن،مبصراً اليسار،وقبل
التفات الجمع،يمنح حنجرته صريراً يشبه صرير الابواب العتيقة، /مملكة الوحشة
محتال اجتاز حدودها دون التعرض لنيران تعاويذها
وتراتيل معابدها المليئة بالموانع..الذ ما تراه العين المبصرة،نخيل عثوقه اناث تتدلى
صدورهن الدارة حليباً بطعم الورد، يبتسمن بمكر،يجذب الرائي اليهن،فتعلو به الارض حتى
يمسكن به، مملكة الوحشة،قاعها مرجان،وبيوت أهلها زبرجد وياقوت،وانهارها لايعرف سواهم
ماتكون...سمعت عن جدي..الذي سمع عن جده..ان الانهار واقفة تبصر المارين بمحاذاتها،فإن تجرأت ارواحهم،وعبروا
خطوط الانتهاء،أخذتهم الى احضانها دون ان تترك اثراً..تتلاقفهم حوريات اللذة، اللواتي
يعزفن بمعازف من قصب وطين!!
يقال/ أن العارف بن المكرود/ أجلس أهل محبته،
ليمنحهم آيات سلامه ووهج مودته،وحين هدأ الانين والبكاء،أخذ عصاه ليستند إليها ،قائلاً/الأمكنة
الحقيقة الوحيدة التي نعتمد عليها حين نود
معرفة التواريخ والأزمنة...الأمكنة لاتكذب .. ولا تزيف ما كانت عليه..دونها كل ما قيل
ودوًّن ماهو الا لغو لسان..وكراهيات ارواح...محنتكم لاتحتاج الى غير الرجوع ...اهملتم
حيوات الماء فاذلتكم حيوات الطين؟!!
قال (مذخور المزهر)،ضاحكاً—أنت تدفعنا الى
الفناء.. وخطونا عاجز على اجتياز المجهول.. ماسمعت يوماً وما رأيت ان للمجهول مكان!!
اطرق العارف،متفحصاً ،اللحظة التي رسم لها
منذ زمن بعيد،منافذ ،ومفاتيح توقف هيمنة المغاليق
، وتعيد مواويل الحلوق التي تحاول فك طلاسم حيرتها!!
يقال( وبحسب ما وجد مدوناً ،في خفاء حيطان
الطين،أن العارف أكتشف الأمكنة المنسية،وحفظ ما دونته،ورجع ليعلن أن لافرار من الرجوع،
لكن الاكف الائغة بالهمهمات،والترقب،ما كانت
تريد ولوج مالا تقدر على الابقاء عليه، فتراجعت لترتمي بين احضان التخاذل، قانعة ،بكل ما
اتت به التوابيت ،من احزان!!
يقال/(وبحسب المدونة الرابعة،التي وجدت
بين انقاض مدفن الجد الأول..إن المكاريد امتهنوا الضيم،وتجللوا بأردية العبودية،وماعادت
حناجرهم ،تتقن غير مقولة تدفع بهم الى احضان التوابيت( نموت نموت ويحيا الوطن) وما
فاهت افواههم يوماً،بالسؤال الذي لابد منه،— أين هو الوطن الذي نموت من جله ولماذا؟!!
يقال/......................
إن الأمكنة التي عرفت طعم الدم هي وحدها
من تعرف الحقائق وترويها!!
0 comments:
إرسال تعليق