• اخر الاخبار

    الجمعة، 3 يونيو 2022

    قصة قصيرة...بعنوان عاشق المسترجلة..بقلم: محمد علي ابراهيم محمد الجبير



    خليل التاجر في المدينة الصغيرة. له من الاولاد اربعة..

    حسن اصغر اولاده في الخامس الاعدادي. والده يعتمد عليه في شراء مايحتاجه البيت من لحوم واسماك وشراء الخضار وشراءالفواكه وغير ذلك.لذلك تراه متواجد يوميا في السوق لهذا الغرض..

    حسن شديدالملاحظةوذكي جدا  لايشتري الا السلع الجيدةوالجديدة لا يستطيع احد في السوق ان يغلبه. او يدس عليه سلعة تالفة او بائتة..

    في احد الايام وبعد ان عاد من السوق مرهقا .طلبت والدته ان يشتري لهم حاجة ضرورية للبيت من السوق لم يستطيع الاعتذار وذهب الى السوق رغم التعب والارهاق وعند ما عاد جعل عودته من الشارع المحاذي للشط..

    لاحظ حسن وجود محل كبير للمواد الغذائية بعيدا عن السوق نسبيا والمحل من ضمن بناية ليت قديم...

    في داخل المحل شابة جميلة جدا لم يظهر منها سوى وجهها الجميل واطراف اليدين.. يبدو عليها النشاط والحيوية وعليها  علامات الرجولة من خلال تصرفاتها ومظهرها الخارجي..

    شاهدها حسن وهي جالسة على كرسي وسط المحل واضعة رجلها اليمنى على الرجل اليسرى.. وببدها سيكارة من السكاير الاجنببة...ملابسها عبارة عن دشداسة عريضة اشبه بدشداسة الرجال من حيث الفصال.. بحيث لا يظهر من مفاتن جسمها اي شيء وكانت ترتدي فوق الدشداشة سترة قماشها نسائي ملون ساده فصالها وخياطتها تشبه سترة الرجال بالضبط..لا يستطيع الناظر اليها ان يفرق ملابسها عن ملابس الرجال من حيث الفصال والخياطة..

    وقف حسن بباب المحل وسلم عليها..

    ردت عليه السلام بتحية افضل مع كلمات الترحيب..

    اهلا اخي ..اهلا عيني وكانها رجل يرد على رجل..

    الا انه استطاع ان يرى بريق عينيها الواسعتين وبياض وجهها الصبوح ويديها الجميلتين. واحس بجمالها دون ان يرى شيئا غير ما راى..

    اصابه سهم من عينها ووقف مبهوتا لا يتكلم...

    وفرت عليه فرصة الكلام وسالته عما يريد من المحل.. فطلب حاجة منها وهو  ليس بحاجة لتلك السلعة التي طلبها ودفع ثمنها وانصرف الى اهله وهو يفكر بها..

    عند وصوله الى البيت قص على والدته..مروره على المحل وعن الشابة الموجودة فيه وجمالها. ونشاطها وذكائها البادي على محياها .بالرغم انها ترتدي ملابس اشبه  بملابس الرجال .ولم يظهر منها سوى وجهها وكفيها..وهي جالسة وسط المحل لا تهاب احد واضعة رجل على رجل والسيكارة بيدها..

    ضحكت والدته وقالت له..

    ..نعم اعرفها انها سالمة المسترجلة..

    ..وما معنى مسترجلة

    ..اي انها تتشبه بالرجال وتتصرف مثلهم.وهي عازفة عن الزواج اي لا تريد ان تتزوج ولا تفكر فيه. لشعورها بالرجولة وهي فتاة كاملة. ولكن تصرفاتها رجولية...

    ..وهل دخلت مدرسة في صغرها ام لا؟

    ..نعم دخلت مدرسة البنات وكانت مهابة من كل البنات خوفا منها. ويجوز هذه الحالة قد ساعدتها على ان تتشبه بالرجال

    ..في البيت هل تقوم بواجبات البيت؟ وهل تعمل بعمل البنات في تنظيف وترتيب البيت؟

    ..كلا لاتقوم باي عمل من اعمال البيت..

    ..ومن الذي يقوم به؟

    .. والدتها واخواتها الثلاثة يقمن بتدبير شؤون البيت ..

    ..من الذي ساعدها بفتح المحل؟

    ..والدها استجاب لطلبها بفتح المحل وذلك بتحوير احد الغرف وغلق الابواب من جهة البيت وفتح واجهة المحل مقابل الشط..

    ..من يتسوق لها؟

    .. هي تتسوق ولديها الخبرة الكبيرة والقدرة على ذلك..

    ..ووالدها ماذا يعمل؟

    ..والدها وجه اجتماعي معروف بالطيبة .ولكن لا قدرة له على العمل. واولاده دون الثامنة عشر. ولاعمل لهم سوى الدراسةواعتماد العائلة في معيشتهم على المحل وعلى جهود سالمة..

    كبرت سالمة بعين حسن وشغف بها اكثر .وحصر معظم مشتريات بيتهم من محلها...

    واخذ يتردد على المحل.وهي تعامله معاملة الرجل للرجل ولم يشعر في اي يوم من الايام انها تميل له كشابة وشاب..

    اخذ يراقبهاكيف كانت تضع سيكارتها في فمها وهي تقوم بوزن الاشياء..ينظر الى حركاتها ونشاطها الذي يدل على وجود صفة الرجولة.دون الطغيان على صفتها كانثى..

    اصبح حسن ولهانا عاشقا لها..ولكنه لا يستطيع ان يتكلم معها بحرف واحد.ولا يستطيع اعلامها عن ما يعاني من الالم والشوق لها بالرغم من قربها منه..وهو يتخيل مفاتن جسمها التي لم يظهر منها شيء على الاطلاق..

    تزوجت اخوات واخوان سالمة  بعد ان تم تعينهم في الوظائف..

     حسن لا يتاخر يوم واحد عن شراء ما يحتاجه بيتهم من المواد الغذائية كان

    يشاهدها عندما تذهب الى السوق..كيف تمشي وسط الشارع محركة كلتا يديها.كانها مشية شاب قوي مفتون بعضلاته..ولا عضلات لها.وسيكارتها بيدها اليسرى البعيدة عن جسمها.وخاتمها الذهبي في يدها اليمنى..وعبائتها متدلية من فوق راسها الى اخمص قدمها من خلفها اي ان العباءة لم تغطي جسمها بالكامل ومع ذلك لا يظهر من جسمها اي شيء لانه مغطى بالسترة الرجالية ودشداشتها الواسعة المحتشمة بخياطتها الرجالية..

    طلب حسن من والدته ان تكلم والده بان يخطب سالمة له

    ضحكت والدته وقالت له انت لاتعرف بان المسترجلة لا تتزوج ولا تفكر في الزواج.؟

    وطلبت منه ان يهتم  بمستقبله ويترك سالمة وخطبتها..

    لم يستطيع حسن ترك حبها لتعلق قلبه بحبها وباتت كل محاولاته مع اهله فاشلة..واصبحت لديه قناعة كاملة بانه لا يستطيع الزواج منها ومع ذلك لا يستطيع ان يفارقها واستمر بالذهاب يوميا الى محلها لينظر الى ذلك الوجه الحسن والى تلك العيون الواسعة التي سلبت عقله..

    مرت الايام والسنين وحسن على وضعه لا يستطيع ام يكلمها ولا يوجد احد يساعده على الزواج منها والكل يفول له

    انها مسترجلة ولا ترغب الزواج منك ولا من غيرك..

    وهو يراهاامراءة بكامل انوثتها وجمالها..وقد اخفتهما تحت  ثياب الرجال .ولكنه عاجز عن الوصول اليها..

    المجتمع لايريد ان يغير رايه بها ولا يقر بانها امراة وممكن الزواج منها.. وهي ايضا متمسكة برايها من خلال تصرفاتها بانها مسترجلة ليست كباقي النساء

    وفي احد الايام وجد المحل مغلقا ولا اثر لاهلها وباب دارهم.

     مغاق وعندما سال عنهم قيل له انهم باعوا المحل والدار وانتقلوا الى مدينة اخرى حزن حسن كثيرا بعد ان فشل بايجاد وسيلة للزواج منها.اجبره والده على الزواج من فتاة جميلة  وقلبه مرهون عند المسترجلة وهي تعلم او لا تعلم....


    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة...بعنوان عاشق المسترجلة..بقلم: محمد علي ابراهيم محمد الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top