• اخر الاخبار

    السبت، 4 يونيو 2022

    أ.د. أحلام الحسن واحدث قصائدها .. " وجعُ الروح "

     


     

     إنّي مع النّسيانِ أكبرُ فاشلٍ

     أنا من تجاوزني مدادُ الواصلِ

     أنا من على عشٍّ بنى أدراجَهُ

     حتّى هوت أرضًا جميعُ مفاصلي

      بين الضّلوعِ تشابكت أشواكُها

     في سحبهاِ الموتُ السّريع مُقابلي

      هبَّ الطّبيبُ مداويًا لجروحها

      فعلمتُ أنّ الدّاءَ صابَ معاولي

     فتلعثمتْ شفتا الطّبيبِ وقال لي

     إنّي لدائكَ يا فتى كالجاهلِ

     عشرونَ عامًا في نجاحِ مُهمّتي

     واليوم أعتزلُ التّطبّبَ ليس لي

     فهممتُ للعطّارِ أجري خائفًا

     ولعلّهُ يشفي لدائيَ ينجلي

     فتخاذلتْ أعشابُهُ ما من دوا 

     غادرتُهُ وصبابُ عينيَ خاذلي

     فعلمتُ أنّ الدّاءَ بي مُستفحلٌ

     ربّي فلا تُشمت بحالي عاذلي

      فقصدتُ للجَرّاحِ أشكو علّتي

     فلقد أموتُ بوجعتي في العاجلِ

     من بعد تحليلٍ وتصويرٍ بدت

     كلُّ الأشعّةِ من خيالكِ داخلي !

     في دهشةٍ وقف الطّبيبُ مُشاكسًا

     أمشىاعرُ العشقِ التي بالعاقلِ !

      وتبادرت  نظراتُهُ  مُتصفّحًا

     وجهًا بهِ  همٌّ علاهُ تثاقلي

     وكأنّني  في أسرهِ  بالمُعتقلْ

     سينٌ وجيمٌ كم سؤالٍ سائلي

     يا مُقلتي هلّا عذرتِ محبّتي

     من دون علمي قد سكنتِ منازلي

     واستحكمتْ روحُ الحياةِ حشاشتي

     إن كُنتُ جُزءًا أنتِ كلّ مراحلي

     إنّي نعم أهواكِ دون ملامةٍ

     هذي حروفُ قصيدتي ورسائلي

     أنتِ الحقيقةُ لم تزغ أبصارها

     ياروحَ حُبّي من سواكِ مناهلي

      أنا لستُ فيكِ بوَاهمٍ يا مهجتي

     عينايَ قد صدُقتْ فلا تتجاهلي

     فلتُدركي روحًا هوَتكِ وما بغت.

      طهرٌ  طهورٌ  ودُّها  بنوَافلي

     سبحانَ من خلق المعاجزَ كُلّها

     ببصيرةٍ قد أبصرتكِ نوَاقلي 

     إن تهربي في مُقلتي كلّ الصّورْ

      بتكبّرِ  الخيلاءِ لا  تتخايلي

      إن تعلمي ذاكَ الهوى مالُمتِني

      فتطلّعي نحوَ السّماءِ وراسلي

      ثمّ اسألي ربّ العبادِ بمدحةٍ

      حفظَ الهوى ولوَصلهِ فتبادلي

      فلتعلَمي أنّ البُعادَ  مُعذّبي

     فسنينُكِ العجفاءُ نوحُ معاقلي

      يكفي الصّدودَ، وبي فلا تتغلغلي

     كم قسوةٍ  وتجاهلٍ  أبديتِ لي

     وبصمتِ قلبيَ كم كَتمتُ شجونَهُ

     فتكسّرت مثل الزّجاجِ محافلي

    تلك الشّظايا كالسّيوفِ تمرّدت

     وتشاطرت سبّاقةً في داخلي

     همّشْتِني أوجَعتِني  وكأنّني

     طيفٌ ذخيلٌ لا مكانَ هناكَ لي !

    فأنا القتيلُ المُستباحُ فؤادهُ

    وأنا السّجينُ فهل فكَكتِ سلاسلي

      إنّي شَعَرتُ بأنّ حُبّكِ هالكي

     ومرارُ أيّامي مضت بجنادلي

      وبخاطري فلقد رضيتُ جفاكِ لي

      وعرفتُ أنّ هواكِ يومًا قاتلي

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أ.د. أحلام الحسن واحدث قصائدها .. " وجعُ الروح " Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top