• اخر الاخبار

    السبت، 8 يناير 2022

    الطريق الي كشم ..بقلم: حسين الحانوتي

     



    سيتعجب الكل من عنوان المقال ويظن انه اسم بلد او تعويذه او طلسم من طلاسم استحضار الجن ومشايخ العفاريت لكني استلهمته علي طريقة كاتبنا الساخر الشاخر واستاذ واقعية السخريه الكوميديه كاتبنا العظيم محمود السعدني الذي فك لنا رموز كتاب الطريق الي زمش بعد ان حار وخار معظم الكتاب والساهرين و الساخرين من العنوان كي يستلهموا فك شفرته لكنهم لم ينجحوا كما نجح شمبليون في فك رموز حجر رشيد رغم انه لا ينتمي للعرب او لغتهم

    ورغم انهم كعرب فتحوا كتب الاعارب والاغارب والاعاجم ومعاجمهم التي تحوي غرائب الحروف والالفاظ لم يتمكنوا من

    فك شفرة زمش الا بعد ان فسرها وفكها وحللها لهم الساحر السعدني ملهمنا الاعظم فحكي انه واثناء تتويجه كمقاتل بسلاح كتاباته الساخره من الواقع في احد السجون كان ضمن سكان الكومبوند المحجوز فيه شخصيات كبيره ووجد ان كلا منهم ينتمي لحزب معين وكل مره يجتمعون في هول الجناح الخاص بهم تحدث مضاربات تدخل لحد التشابك وهو جالس بعيدا كونه لا ينتمي لاي حزب فخطر عل باله وهو الفقير صاحب الملابس المرقعه والحذاء المخروم ان يكون حزب من امثاله واشكاله وهم مجموعة مساجين الكمبوند الاحرار الذين يضعون مشاكل البلد نصب اعينهم ويحاولون تغييرها وكلما سخروا من واقعها المخالف وكتبوا ونوهوا عنه كان الكومبوند مصيرا لهم

    نما حزب زمش داخل الكومبوند وجمع من المثقفين والوطنيين الحققين اعدادا واعدادا ومعظمهم تختلف افكارهم عن من يجتمعون علي طاولة المداولات في هول السجن فافكارهم لا تحمل معني الغني او مال او فساد كما يفكر الاخرون وكلهم يظهر علي اشكالهم ما تحمله افكارهم لصالح البلاد والعباد ورغم ما تحمله سريراتهم من يأس وحزن الا ان الحق دائما منتصر بفضل الله ثم الامل المزروع والنابت في احلامهم

    وصل خبر الحزب واعداده المتزايدة الي قائد الكومبوند فارسل الي قائده وهو الكاتب العظيم وهو طويل الذقن بالي الملابس مخروم الخذاء مهلهل المشيه وبعد محاولات من توجيه التهم من اجل معرفة معني زمش واهادفه كانت الطامه ان فك له طلاسم الاسم فقال له زمش كلمه مجمعه من جملة (زي منت شايف)  هنا ما كان من القائد الا ان فك القيد وحرره من كلاليب السلاسل وهو مغموسا في نوبة ضحك هستيري

    الحدث كان ملهما لي فما اشبه الليله بالبارحه فزي منت شايف ومش عاحبك انا برضو بقول كشم (كل شئ معكس)

    تمشي في الشارع فقد اخلاقياته تنزل الريف فاكره زي زمان ورغم المدنية الطاغيه الا انها لم تأتي الا علي تراثنا من القيم

    فقيم الزمن الماضي في الريف رغم الفقر المدقع كان شيمتها الدين ثم الاصول والاعراف رغم ان بيوتهم كانت تشاركهم البهائم والحمير الا انه زمن الخير والوفاء والبر الذي خرج منه علماء وفصحاء اليوم

    وزمننا الذي حوي الفضائيات و الموبايل والنت فقد عذريته في كل شئ حتي في طعم الاكل الذي تتناوله سواء في البيت او خارجه مدينه او ريف فقد مشاعر وعواطف واحاسيس زمان

    فلن نجد في زمن كانت البهائم جيران النوم ان تعدي طفل او  كهل علي جار او جاره

    لم نجد شابا الا مؤدبا مهذبا مطيعا محترما لكل افراد بلدته

    ماذا حدث وما الاسباب التي ادت الي ظهور شواذ الافعال التي لن تخطر علي بال كبير كان او صغير

    ماذا حدث لنجد فجأه اننا تعيش في مجتمع اصابة الانفصام والتبلد تائه مجتمع مستحل ان تكون عادات الغرب اداه لقتل جميل عاداتنا وتراثنا الشرقي

    ماذا حدث ليفقد الاب مهمته و المدرس هيبته والازهر شامته ليخرج منه شباب تزبنت روؤسهم بقوزعة الشعر علي انها الموضه ويكونوا سببا في فقد فتاه لحياتها مستخدمين رفاهية العصر من برامج الموبايل لتشويهها واكتأبها لتنتحر

    وما ادراكم مما خفي ولا نعلمه بحرية النت والانفتاح

    اين الاسره في في بث الحفاظ علي الدين والصلاه وتنمية الضمير و المراقبه والتقويم والتعديل ثم اين المدرسه للاستقامه والدراسه والانشغال بالعلم والدروس

    بئيه صالحه لنمو شباب علي سئ الاعمال وشواذها بحجة التطور

    بيئه صالحه للعقوق ومجتمع اعتاد علي سماع القتل للاب والاب بل وللابن ايضا

    بيئه صالحه لقتل الضمير واكل الحقوق واخذ ما ليس لك كأنه ملك لك بتغطيه شبه شرعيه او دينيه او اعطائه لمن لا يستحقه

    بدافع المسؤليه..

    بيئة صالحة لاتلاف المال العام بدون عقاب او اسهله وتعطيل مسيرة تغيير حصيلتها من جيوبنا ومنعكسه علي اقواتنا

    يا ساده نحن في مجتمع اصابه التوحد وتملك منه الانفصام

    فضل الطريق الذي اختاره ونسي طريقه الاصلي

    لا عارف يرجع لأصله ولا يكمل طريقه المزبف فاصبح معكوسا  كشم يعني كل شئ بالنسباله معكوس او بالاصح معكس… استفيقوا واعتدلوا لقيمكم وتراث مجتمعنا الشرقي ودينه الوسطي

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الطريق الي كشم ..بقلم: حسين الحانوتي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top