• اخر الاخبار

    السبت، 8 يناير 2022

    " الإنشاصية جميلة الجميلات " .. من ترحالات ابن المحروسة فى دنيا الله ١/. ٣ ..هكذا بجرة قلم !!! بقلم : إبن المحروسة الناقد والمفكر محمد أبو اليزيد صالح

     


      إنها حروب الجيل الرابع ؛ حروب العقول كما فى أدبيات السياسة والاستراتيجيات . فوداعا للسلاح ربيب الأموال الطائلة ، والخسائر البشرية الفادحة التى يتكبدها المعتدى الذى تئن خزائنه و تتذمر شعوبه . الأمر فى غاية السهولة واليسر ،  عليك فقط بالعقول بدلا عن المواجهات المباشرة التى تلفت نظر المعتدى عليه وتستنفره . فلتتسلم هذه العقول قنوات فضائية بها من المغريات الكثير الذى يتماشى مع عقلية المتلقى ؛  ففيها التصوف الشعبى المغلوط بحلقات الذكر التى تجذب العامة والمتعلمين على حد سواء ؛ وهم أغلب المتلقين . وفيها قصص المنشدين الشعبيين التى تحضهم بصورة غير مباشرة - بعد إلباسها بلباس الدين - على استهجان المرأة ، تلك الحية الرقطاء الغاوية . وفيها حلقات تحفيظ القرآن التى يزجر فيها المحفظ جمهوره زجرا مريعا إذا أخطأوا بدعوى الحفاظ على كتاب الله ، ثم يتناول الآيات بتفسير فى غاية البعد عن روح القرآن الكريم يؤكد فيه على سحق الآخر المغاير الكافر شريك الوطن ، فتنة طائفية يعنى ، أو يجنح إلى الإسرائيليات وقصص الوضاع فى تفسيرها . وفيها أهل الدجل والشعوذة الذين يعالجون بالقرآن والرقى ، و يفكون كل أعمال السحر من مرشوشة ومدفونة و معلقة وطائرة ، و غائصة تحت الماء على ( قحوف) القراميط ، و المعلقة على صياصى الأشجار العالية ، والمفرقة ؛ التى تفرق بين المرء وزوجه ، والجالبة ؛ التى تأتى بالعرسان سريعا للعانسات اللائى ينتظرنهم على أحر من الجمر ، والموسعة على من ضاقت أرزاقهم  . ويدلى مفسرو الأحلام بدلائهم فى هذا المعترك الحميم أيضا ، وكله ابتغاء وجه الله كما يقولون !!! ولا أحد من جمهور المتلقين ينتقد ، فلا عقلية ناقدة عندهم ، وهذا ما يستغله القائمون على هذه القنوات من خبراء الإعلام .

     بعد ذلك يعتلى من يطلقون على أنفسهم جهابذة الأطباء  بمعاطفهم البيضاء منصات الهراء ليؤكدوا لنا أن الأعشاب ومنها ( الكركمين ) مثلا  ذلك العشب الساحر  ، يداوى كل الأمراض العادية والمزمنة والمستعصية مثل داء السكرى ، والضغط المرتفع ، والكبد ، والقولون ، وقرحة المعدة ، وانسداد المرارة ، وآلام العمود الفقارى ، وتضخم الطحال ، والغدة الدرقية ، والغدة النخامية وكافة أنواع الأورام الحميدة منها والخبيثة، كل هذا طبقا للأبحاث التى أجريت فى أرقى مراكز البحوث الطبية فى اليابان وأوروبا ومختبرات أميركا وجميعها أجازته كعلاج فعال !!! ثم يؤكد أن ذلك تم بفضل الله من قبل ومن بعد ، وبفضل دعاء المغبونين فى صحتهم الذين طافوا بالمشافى الطبية جميعا فلم تنجدهم . ليس هذا وحسب ، بل يأتى بطائفة من المأجورين ممن يدعون الشفاء من أسقامهم وهم يحملون المصاحف مقسمين بها  ، وأن تعمى نواظرهم إن يكونوا من الكاذبين !!! وسحقا للعلم والطب  ، ومرحبا بالدجل والشعوذة فى عصر العلم ، عصر مراكب الفضاء التى تجوب المريخ وما بعد المريخ ، و كشف المجرات ، والتليسكوبات العملاقة التى تدأب فى الوقوف على أسرار الكون ، وتبا لنا نحن الذين نجهل تعاليم الدين الحنيف فى السعى لامتلاك أدوات العلم جميعا ونقع فى مصائد الآخرين ، و مكائد أجهزة مخابراتهم بكل سهولة .... إنه جهلنا .

    إن العلم فرض عين لافرض كفاية فى الإسلام طبقا للتفاسير الصحيحة لآى الذكر الحكيم ، وصحيح الأحاديث المطهرة ،

    وسيرة النبى عليه الصلاة والسلام المعطرة ، و طبقا أيضا لفقه

    الأولويات ، وفقه الضرورة ، وفقه الواقع .

    وهكذا بجرة قلم نلغى عقولنا ليجترئ الآخر علينا فى عقر دارنا ... أليست مصيبة ؟؟؟؟!!!!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: " الإنشاصية جميلة الجميلات " .. من ترحالات ابن المحروسة فى دنيا الله ١/. ٣ ..هكذا بجرة قلم !!! بقلم : إبن المحروسة الناقد والمفكر محمد أبو اليزيد صالح Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top