• اخر الاخبار

    الأحد، 9 يناير 2022

    حسن بخيت يكتب عن : أيها الجهلاء ... أوقفوا هواتفكم عن تصوير خصوصيات الأخرين

     


    مع انتشار الهواتف الذكية المزودة بالكاميرات والإمكانيات ؛؛  انتشرت معها ظاهرة التصوير من صور وفيديوهات ؛  وأصبح التوثيق والتقاط الصور والفيديوهات ظاهرة اجتماعية منتشرة في بعض الدول ؛ وخاصة في الدول المتخلفة التي لا تجرم مثل هذه التصرفات الغير لائقة لا بالسلوك الحضاري ولا الأخلاقي ؛ فلا تكاد تخلو مناسبة اجتماعية ، أو تجمع عائلي من التصوير، بل تعدى الأمر منتهاه ؛ وأصبح يمارس في أماكن وأوقات غير مناسبة، مثل: العمل، والمستشفيات، والمساجد أيضًا 

    وأصبح التقاط اللحظات والمشاهد في كل مكان ودون إذن من أصحابها ؛  ومشاركتها في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعتبر الشغل الشاغل للكثيرين، لدرجة وصلت فيها للتعدي على حريات الآخرين وخصوصياتهم. فكثيرًا ما نسمعُ آباءً يهدون أولادهم الصغار هواتفهم ، ثمَّ يتشاركون مع أولادهم الصور والفيديوهات في جروبات عائلية ، وتكون المفاجأة أنَّ بعض هذه الصور والفيديوهات قد انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعيِّ. وأيضًا في حفلات الزفاف المخصصة للنساء، تجدُ بعض الفتيات يصورن أنفسهن أثناءَ الحفل، مع التقاط بعض الصور للحاضرات، سواء بقصد أو بدون قصد ؛  وطبعًا دون علمهن، ولا يخفى على الجميع أن النساء يكن بكامل زينتهن وحريتهن .. اما المصيبة الأكبر أن هناك أشخاص يحرصون على تصوير المواقف الحرجة والطارئة، كوقوع الحوادث أو الشجار ؛ او كل ما هو يستوجب الستر ؛؛  وبدلاً من أن يقوم بالمساعدة او الستر يقف متفرِّجًا يوثق تلك اللحظات المثيرة والخارجة عن الادب والذوق العام ..

    كالعادة : اتساءل هنا : 

     من المسؤول عن انتشار هذه الثقافة الشاذة في مجتمعنا؟

    ولماذا أصبحنا هكذا؟

    هل مات الإحساس لدرجة أننا لا نحترم حقوق الآخرين وخصوصياتهم؟

    ومَن المسؤول عن توعية المجتمع حيال ثقافة التصوير؟

     هل هي مسؤولية الآباء وحدهم، أم مسؤولية  الجميع؟

    أدخل في موضوع الساعة لرواد مواقع التواصل الإجتماعي 

    ________________________________________

    المعلمة "آية" التي باتت تعرف بـ معلمة المنصورة ؛ طلقها زوجها وهجرها أهلها وفصلت من عملها ؛ وتدمرت حياتها بعد أن ظهرت ترقص على أحد المراكب السياحية في رحلة إلى القاهرة من المنصورة ؛؛ بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لـ آية وهي ترقص على متن قارب سياحي في نزهة تابعة لنقابة المعلمين وأدى انتشار الفيديو إلى تدخل سريع من وزارة التربية والتعليم حيث تم إحالة 5 معلمين بينهم المعلمة للنيابة الإدارية للتحقيق معهم.

    واستند القرار إلى أن كل ما حدث كان خلال رحلة نظمتها نقابة المعلمين بالمنصورة إلى مدينة القاهرة وكان ضمن برنامج الرحلة جولة نيلية، خاصة أن النقابة كانت قد كرمت المعلمة "أية" وباتت تعرف بـ المعلمة المثالية.

    وانتهت التحقيقات بإدانة 5 معلمين الموجودين في الفيديوهات المتداولة، وقالوا إنهم قاموا بتصرفات مشينة، تؤدى إلى إهانة هيبة المعلم، بسبب تصرفاتهم التي بدرت منهم، خلال تلك الرحلة، وتم إلغاء عمل المعلمة كمتطوعة بإحدى مدارس المحافظة ، فيما كان مجموعة من المعلمين يقدمون شكوى بحق المعلمة المذكورة لما قامت به من حركات مبتذلة وفق تعبيرهم وقالوا إن ذلك يسيء لهيبة المعلم وقدسية العلم.

    ونقلت مواقع الكترونية مصرية عن « حاتم إ.»، أحد المدرسين المُحالين للتحقيق في واقعة رقص معلمة المنصورة، إن زميلتهم «آية» وبيوتهم جميعا تعرضت للأذى بسبب تعليقات المواطنين على فيديو الرقص خلال الرحلة، مؤكدًا: «حتى لو أخطأنا، فكل يوم يتم الضرب فينا من جميع الجهات، والأمر تطور إلى خراب بيوت، ولا أعلم متى يتوقف الناس عن الحديث في هذا الموضوع»

    ومن خلال بث مباشر للمعلمة على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قبل أن تقوم بإغلاقه قالت المعلمة: "منه لله اللي صورني، خرب بيتي وجاب لي اكتئاب، وجاب لعيالي اكتئاب، كل ما حد من عيالي يشوف الفيديو يقولولي في إيه يا ماما، الفيديو اتسبب لي في مشاكل في بيتي، وبين أهلي، ومع  أسرتي، ليه حد يصور حد ويعمل فيه كده ؛؛ وقالت إنه تم تطليقها من زوجها بسبب كل ماحدث في الفترة الأخيرة وقالت: "أنا اتدمرت فعليا بعد ما اتحولت حياتي لجحيم بسبب مقطع فيديو فى رحلة مع معلمين ونقابة معلمين أول المنصورة، وأسرهم بدون طلبة، أسرتي قاطعتني برضه بعد الفيديو ده، بسبب شخص مريض نفسي، كان معايا ولادي الثلاثة لأن الرحلة كانت عائلات، وكل شخص كان موجود كان معاه أسرته، حياتي اتحولت  لجحيم بعد الفيديو، ومفيش حد هيرتاح إلا لما أموت نفسي، أنا جوزي طلقني خلاص وسيبت شغلي يارب تكونوا ارتحتوا خلاص عايزة أعرف ذنبي إيه في كل ده"؛ وقالت: أنا غلطانة إني وثقت في الناس اللي معايا، مكنتش أعرف إني بتصور، ولو كنت أعرف إن فيه حد بيصور أكيد كنت رفضت ..

    لا أحد ينكر ان المعلمة قد أخطأت خطئا كبيرا في حق نفسها وفي حق أسرتها وأهلها ؛؛ لكن المصيبة الأعظم التى أردت أن أتعرض اليها في مقالي هذا، تكمن في أمرين : 

    الأمر الأول : عن المتربصين بالناس وتصرفاتهم ، الذين لا هم لهم سوى تصوير كل سيء وكل شاذ ونشر إبداعاتهم  في مواقع التواصل الاجتماعي في مشهد غير حضاري لا يتفق مع قيمنا ومبادئ ديننا الحنيف الذي يأمرنا بستر خصوصيات الناس ؛ ومساعدة الغير ، وباتت مصيبة تصوير الأحداث العامة والتصرفات الخاصة لحياة الناس الشخصية أمراً اعتيادياً بين الناس من دون اعتبار للجانب الإنساني ولا الأخلاقي وانتهاك للخصوصية، لأن مثل هذا السلوك ينتهك حريات وخصوصية الآخرين في «ظروف صعبة»، إذ أصبحت المسألة «تسلية» بامتياز بهدف الحصول على أكبر قدر من المتابعين .

    أتساءل  أيضا .. وأوجه تساؤلاتي لهؤلاء الجهلة الذين أبتليت بهم البلاد والعباد ...

    في أي دين أو عرف يسمح لأمثال هؤلاء بتصوير خصوصيات الناس من مناظر غير لائقة عبر الجوالات، ونشرها عبر مواقع التواصل المختلفة ؟

    هل فهمنا الحرية خطأ ؟ أم أننا نعيش حالة من الفوضي !!!

      هل نسينا أننا مصريون " مسلمون ومسيحيون ؟، نعتنق تعاليم التسامح والمحبة والأخلاق، أم ماذا؟، فالغاية من الأديان هي السمو بالأخلاق البشرية نحو التحضر، والتسامح ، والأمانة والشهامة والمروءة وكل مكارم الأخلاق وغيرها من قيمنا وأخلاقنا المصرية العظيمة ؛؛ فالأخلاق والسلوكيات المتحضرة، هي عنوان الشعوب وتعاليم الأديان، وتنادى بها المصلحون لإصلاح المجتمعات

    لقد نشأنا في مجتمع مصري متدين ومحافظ على قيمه الدينيَّة وعاداته وتقاليده.. وانتشار صور وفيديوهات النساء قد يولد مشكلات اجتماعية...

     فمتى نعي أن الحرية الشخصية في احترام حريات الآخرين، وعدم التعديعلى خصوصياتهم؟

    وفي نهاية مقالي .. ارسل رسالة لكل من .. 

    اولا : للمسؤلين والقائمين على حماية أعراض الناس من العبث .. فعلوا القوانين التي تجرم انتهاك خصوصيات الأخرين بكل حزم .

    ثانيا : للمعلمة صاحبة الواقعة : لقد أخطأتي خطئا جسيما في حق الجميع ؛ وعليكي بالإعتذار للجميع واولهم زوجك واولادك وأهلك ومؤسستك ..

    ثالثا : لزوج المعلمة صاحبة الواقعة .. عفا الله عما سلف وكلنا بشر ولا احد معصوم من الأخطاء او التصرف الغير مدروس ؛؛ فعليك بتحكيم العقل والحكمة حرصا على مستقبل الأولاد وتدمير الاسرة خاصة وان الامر لم يتجاوز الا حدود التصرف الغير لائق 

    رابعا  : لأصحاب الهواتف وللجهلة الذين تسببوا في نشر كل ما هو سيء ومخالف للقيم والعرف والعادات   .. ربنا يرحمنا منكم ومن جهلكم وشركم .

    وأخيرا : لكل إمعة أو أحمق أو ساذج ذكر كان أو أنثى قام بنشر الفيديو على صفحته او في جروبات ومنصات التواصل الإجتماعي .. أنتم أسوء ما في الواقعة وأشد خطرا على المجتمعات من إبليس ..


    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : أيها الجهلاء ... أوقفوا هواتفكم عن تصوير خصوصيات الأخرين Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top