مصر/الإمارات
إن الأشخاص الذين منحهم الله مواهب
أو قدرات مختلفة عليهم أن يكونوا أكثر إيجابية باستثمارها بما ينفع الغير بالطرق
والإمكانات المتاحة لديهم.. بل عليهم بذل جهد أكبر لإثبات وتحقيق أهدافهم دون
الركون لدعم المحيطين باعتباره أساساً لسعيهم.. فمن الطبيعي أن تتباين الميول
والآراء تجاه كل ماهو جديد ومختلف.
ولم يحظ كل متفرد بموهبة أو قدرة ما بنفس القدر الذي تمناه
من الدعم أو حتى القبول من مجتمعه.. فهناك من استطاع فقط بإرادته أن يتخذ من
العقبات أكبر مُلهم لإنجازه.. وأن يرى بعينه حلولاً فارقة في كل مااعترضه من (عُقَد)..
ويجزل طريقاً للنجاح مغزولاً بكل مفردات الفشل المُعنونة ب (التجربة) والمُذيلة ب(الإصرار)..
ويستوحي نقطة ضوء من غياهب الظلام الدامس.
فكما لم يُثني عزيمته صقيع العثرات .. أيضاً لا
تُدفئ خاطره حرارة التصفيق حين الوصول.. كذلك لايُؤذيه تسفيه أو خسف جهده .. فقط
لأنه علم أن أفكاره وتوجهاته ليست مسرحاً للصراعات والتقييم من قِبل الآخرين.. فهو
يتخذ من كل مايحدث حوله دافعاً للاستمرار بما يتواءم مع محيطه قدر الإمكان.. وإذا
انتهى أجله قبل تحقيق هدفه.. فقد أصبح نموذجاً يُحتذى به ويُمهد نهجه لمن بعده...
.
وإذا كانت الشرائع السماوية والقيم
الانسانية هي الأساس في السعي والتوجه .. فإن نتاج ذلك سيكون في صالح المجتمع.. بل
والبشرية.. وذلك سواء حدث بشكل مباشر نتيجة لجهد وفكرة محددة.. أو بشكل غير مباشر
من خلال الاستفادة من دراسات وخبرات سابقة تترابط بشكل تراكمي لتكشف عن أفكار
ونظريات أخرى تخدم وتنفع المجتمع بشكل قابل للتطبيق.. فالتفرد والتميز لايعني
الفردية والإنعزال عن الاتجاهات الأخرى في العمل والبحث.
أما الشرود عنها كثيراً ماينتج عنه نماذجاً للتخبط والتمرد في صيغة (مُفكر
ومبدع و... ). فالتفكير منوط به العقل البشري الذي كلما ارتقى في العلم والمعرفة
ازداد حٍكمةً ويقيناً في قدرة الله سبحانه وتعالى.. فنجد ذلك الشرود إما يتمادى
فيه الفرد ليعيش هائماً تائه يصوره البعض وفق هواه في هيئة عبقري وعلّامة. بل
ويتبعه البعض كمُلهِم لهم ويتخذون نهجه الأعوج حُجة يقيموا عليه أفكارهم، أو يخرج
منه أكثر علماً وإيماناً بعظمة الخالق وتجليها في عظمة مخلوقاته. لذا فإن حرية
الفكر والإبداع يجب أن يوازيها الوعي بالمسئولية عن تأثير ذلك الفكر على الفرد والمجتمع.
0 comments:
إرسال تعليق